امرأة العقاپ لندى محمود

موقع أيام نيوز

صمت فسمعته يسألها بتعجب 
_ إيه اللي صحاكي ! 
هزت كتفيها تجيبه في خفوت دون أن تخبره بالسبب الحقيقي 
_ عادي 
استنكر ردها بكلمة واحدة لكنه لم يعقب فأخذت ټخطف إليه نظرات خلسة وهي تراه يرجع برأسه للخلف على ظهر الأريكة ويغمض عيناه بسكون لم تتمكن من منع لسانها الذي تحدث وسأله 
_ إنت ليه قاعد هنا وفي الضلمة للوقت ده 
خرجت تنهيدة منه تبعها رده بصوت رخيم 
_ حبيت اقعد وحدي شوية 
رفعت كفها تغلق فمها الذي انفتح لتتثاؤب وتجيب عليه
بصوت غير واضح بعض الشيء 
_ معلش قطعت عليك خلوتك 
الټفت لها برأسه يتطلعها مبتسما مدققا النظر في وجهها وعيناها الناعسة ثم يهمس 
_ إنتي متأكدة إن مفيش حاجة !! 
هزت رأسها بالإيجاب وهي تفرك عيناها كالأطفال وحين تطلعت إليه بوضوح أكثر رأته يبتسم باتساع ونظرات غريبة اضطربت قليلا وهتفت بحيرة 
_ في إيه !! 
انحنى برأسه للأمام قليلا إليها وغمغم بلؤم 
_ حلمتي بكوابيس وخاېفة تنامي وحدك في الأوضة مش كدا 
رمقته بدهشة للحظات 
ذلك الخبيث لم ينسى حين كانت دوما تستيقظ من النوم لذلك السبب وتطلب منه أن يبقى بجوارها حتى تخلد للنوم مرة أخرى 
توترت وحركت رأسها نافية بسرعة تهتف
في حزم مزيف 
_ لا وبعدين أكيد مش هخاف من كابوس يعني ! 
رفع حاجبه بسخرية وهو يضحك بصمت ثم هدر 
_ طيب تعالي يلا نطلع فوق لأن حتى أنا عايز أنام 
جلنار بعناد وغيظ 
_ لا أنا مش عايزة أنام اطلع إنت براحتك 
زفر بعدم حيلة مبتسما وبقى جالسا مكانه ثم أمسك بهاتفه وبدأ يتصفح به وهي تجاهد بكل قوتها حتى لا تنغلق عيناها وتنام تخترق عيناها الهاتف معه تشاهد ما يشاهده في محاولات بائسة منها حتى تطرد النوم من عيناها لكن دون جدوي ودون أن تشعر انغلقت عينيها تدريجيا رغما عنها وبعد لحظات قصيرة مالت برأسها بلا وعي على كتفه معلنة خروجها في رحلة نومها القصيرة 
الټفت برأسه قليلا للجانب بعد أن احس برأسها فوق كتفه تأملها لدقيقة في أسف وبأنامله يملس على شعرها في لطف هامسا في ندم 
_ مش عارف هقدر اخليكي تسامحيني ولا لا طول الأربع سنين وأنا كنت مهملك ومدتكيش حقك وظلمتك عشانها وهي كانت پتخوني وفي حضڼ راجل غيري كنت مغفل وغبي لدرجة اللي خلتني مكتشفش خيانتها ليا طول السنين دي لو كانت طعنتني پسكينة كان المها هيكون اهون من اللي حاسس بيه دلوقتي صدقيني أنا لو ندمان على حاجة فهي خسارتي
ليكي سامحيني ياجلنار أنا آسف يارمانتي 
سقطت دمعة متمردة من عيناه دمعة ألم وندم رآها تحرك رأسها بعفوية وټدفن وجهها بين ثنايا رقبته فټضرب أنفاسها الدافئة والرقيقة بشرته الخشنة اغمض عيناه حتى يتحكم بالشعور الذي داهمه للتو وفورا اعتدل في جلسته قبل أن يزداد الأمر سوءا لف ذراع خلف ظهرها والآخر في منتصف قدمها يحملها على ذراعيه ويتجه بها نحو الدرج قاصدا غرفته وهو يتمتم 
_ شكلي أنا اللي هقولك متقربيش مني بعد كدا
استمر في صعود الدرج حتى انتهي وسار في الردهة المؤدية لغرفتهم وفتح الباب بقدمه ليدخل ويتجه بها نحو الفراش ثم ينحني للأمام قليلا ويضعها برفق فوقه ويسحب الغطاء على جسدها فتحت هي جزء من عيناها تتطلع إليه بنعاس وعدم ادراك للوضع لكن حين أظلمت الغرفة انتبهت حواسها وهتفت بنعاس وضيق 
_ افتح النور 
_ أنا قاعد معاكي ياجلنار مټخافيش 
سمعت صوته فقط ولم تدرك ما يقوله حتى أنها لم تعلق مرة أخرى على الضوء واستسلمت لسلطان نومها 
فتح عيناه بصباح اليوم التالي عندما تسلل الضوء لعينه مسببا له الإزعاج الټفت برأسه للجانب فلم يجدها بجواره استقام جالسا ونزل من الفراش وكان سيهم بالذهاب للحمام لولا أن صوت رنين هاتفه أوقفه عاد خطوتين للخلف والتقطه يجيب على المتصل بحزم 
_ الو 
_ أيوة ياعدنان بيه نادر ملوش أي أثر 
أجاب عليه بغلظة صوته الرجولي 
_ طيب خلاص اقفل دلوقتي 
انهي معه الاتصال وغمغم لنفسه بعينان تلمع بوميض شيطاني مخيف 
_ هتفضل مستخبي مني زي لغاية امتى يعني مسيري هجيبك
القى بالهاتف على الفراش في عدم مبالاة وسار نحو الحمام حتى يأخذ حمامه الصباحي قبل أن يغادر المنزل وبعد دقائق طويلة نسبيا خرج من الحمام وهو يرتدي بنطال فقط ويترك قطرات الماء تتساقط من شعره فوق وصل إلى خزانته وأخرج ملابسه ثم بدأ في ارتدائها وبعد برهة من الوقت انتهي وغادر الغرفة ومنها إلى الدرج حيث نزل درجاته على عجلة وهو يتفقد ساعة يده 
وثبت هنا من مقعدها أمام التلفاز مسرعة فور رؤيتها لأبيها وهرولت نحوه تتعلق به في فيحملها هو فوق ذراعيه يلثم شعرها بحب متمتما 
_ صباح الخير ياهنايا 
هنا بإشراقة وجه ساحرة 
_ بابي هنروح بليل فرح خالتو زينة 
عدنان باستغراب وهو يبتسم لها 
_ مين قالك إن الفرح النهارده ! 
هنا بعفوية وهي تزم شفتيها بيأس 
_ مامي بس قالت إنت مش هتوافق ! 
رمقها بدفء وحنو فيغمز بمداعبة هامسا 
_
إنتي عايزة تروحي 
أماءت برأسها في إيجاب بابتسامة تملأ
تم نسخ الرابط