امرأة العقاپ لندى محمود

موقع أيام نيوز

يستيقظ من تأثره اللإرادي بها وغمغم يعتذر للمرة الثانية 
_ نادين إنتي لسا زعلانة مني ! والله مقصدش أنا آسف فكيها بقى وابتسمي في وشي 
نادين باقتضاب دون أن تنظر له 
_ ماني زعلانة 
حاتم رافعا حاجبه مستنكرا ردها 
_ طيب بصي في وشي الأول حتى وقولي إنك مش زعلانة عشان اصدق 
التفتت برأسها تجاهه وغمغمت بابتسامة صفراء 
_ مش زعلانة ياحاتم موضوع وانتهى خلص ما بعتقد أنه يستحق اننا نزعل من بعضنا مشانه 
رد بضيق ملحوظ على معالم وجهه 
_ حقك عليا أنا آساسا بني آدم سخيف والله وعد من هنا ورايح هخلي بالي في كلامي عشان اللي حصل ده ميتكررش تاني
علقت بتعجب وبعض الحدة 
_ شو هاد ليش إنت ناوي تكرره مرة تاني مثلا ! 
حاتم موضحا لها قصده ببساطة وهو
يهز رأسه بالنفي مسرعا 
_ لا قصدي متزعليش مني تاني يعني 
لانت نظراتها الحادة والتفتت بوجهها للجهة الأخرى تخفي ابتسامتها الخجلة وهي تجيب بخفوت 
_ أي خلاص حصل خير ماني زعلانة عن جد 
ابتسم باتساع وفجأة وثب من مقعده للأريكة يجلس شبه ملتصقا بها ويتمتم بغمزة مشاكسة 
_ عن جد عن جد يعني ولا نص نص
انتفضت بفزع بسيط وحدقته مدهوشة لثواني قبل أن ترتفع قسمات الحزم لوجهها وهي تهتف 
_ حاتم شو عم تساوي بعد هيك عني وارجع لكرسيك
لم يزيده ڠضبها إلا اتساعا في ابتسامته وهو يوميء بإيجاب مغمغما 
_ تمام أنا كدا اتأكدت أنه عن جد فعلا 
حدقته شزرا بغيظ وهبت واقفة تسير باتجاه باب المنزل مسرعة لكنها هدأت من سرعة خطواتها حين سمعته يهتف بخبث 
_ جهزي نفسك عشان في خطوبة واحد صاحبي بكرا وعازمني ومش حلوة اروح وحدي 
استشاطت غيظا منه هو حتى لا يسألها عن رأيها بل يتحدث بلهجة آمرة وبكل ثقة التفتت برأسها له تهدر بعناد وغيظ تتحدث اللهجة المصرية 
_ مش هروح 
ثم التفتت مرة أخرى وأكملت خطواتها
بينما هو فغمغم مغازلا إياها بعد أن انتبه لثوبها الأصفر 
_ هتروح ياجميل يا أصفر إنت 
توقفت وقد اشتعلت من الغيظ والڠضب حقا فلمحت على الأرض حجرا صغيرا لا يؤذي لكنه سيرضى غيظها منه استدارت بجسدها نحوه والقت بالحجر عليه هاتفة 
_ هاد مشان تحترم حالك ياوقح 
كاد أن يصيبه الحجر لولا أنه تداركه على آخر لحظة وتفاده برأسه الذي ماله بها للجانب فمر الحجر من جانب رأسه تماما كانت تراه يضحك باستمتاع وبرود استفزها لكنها قررت عدم الدخول معه في شجار الآن وتجاهلته ثم استدارت مرة أخرى وسارت للداخل وتركته 
في مساء ذلك اليوم 
سارت باتجاه جدتها التي تجلس أمام التلفاز تشاهد مسلسلا مصريا كلاسيكيا البخيل وأنا جلست بجوارها على الأريكة وهي تحمل بين يديها صحن كبير ممتليء بالفشار مدت فوزية يدها داخل الصحن دون أن تحيد بنظرها عن التلفاز والتقطت ثلاث حبات من الفشار بين اصابعها ورفعتهم بفمها تتناول كل واحدة على حد بينما مهرة فالتقطت حبة والقت بها داخل فمها مردفة وهي تشير بنظرها على التلفاز في ملل 
_ يازوزا حرام عليكي بقى كفاية المسلسل ده أنا حفظته من كتر ما بتخليني اسمعه معاكي ڠصب كل ما يكون شغال 
روحت فوزية يديها لها بعدم اكتراث مغمغمة بسخرية 
_بس اسكتي إنتي ولا عارفة حاجة اتفرجي وشوفي بس 
مهرة بإصرار 
_ والله عارفة حتى
الراجل البخيل اسمه عوض اللي هو فريد شوقي يعني و بيفضل يحوش في فلوسه وميديش لولاده حاجة ومطفحهم المر وفي الآخر لما ېموت ولاده هيكتشفوا أنه عنده ثروة و يووووه أنا كل شوية بحكي في الموال ده بصي معايا كدا طيب عايزة اقولك حاجة مهمة
فوزية بعينان ثابتة على شاشة التلفاز دون أن تنظر لها 
_قولي 
أخذت نفسا عميقا واخرجته زفيرا متهملا قبل أن تهتف في نفس واحد 
_ أنا سبت الشغل 
توقفت فوزية عن التحديق في التلفاز والتفتت برأسها تدريجيا تجاه حفيدتها تتطلعها بدهشة امتزجت ببعض الڠضب فقالت مسرعة تتفادى ڠضب جدتها 
_ يازوزا مش مرتاحة مع
عم سمير والشغل مرهق أوي الصراحة وأنا بتعب 
فوزية باستياء بسيط 
_ وماله عمك سمير ما الراجل ربنا يباركله ليكي سنين بتشتغلي معاه في مكتبته وعمرنا ما شوفنا منه حاجة وحشة وأنا عارفاه وببقى مطمنة عليكي عنده 
ابتسمت مهرة بمرارة وودت لو تخبرها بكل شيء حتى تجعلها ترى هذه الملائكة المزيفة على حقيقتها لكنها آثرت الصمت بالنهاية خوفا على صحة جدتها وقالت بابتسامة دافئة ونبرة رزينة 
_ معلش ياتيتا إنتي أكيد عايزة تشوفيني مرتاحة وأنا قولت اشوف مكان تاني اكون مرتاحة فيه وأفضل بنسبالي 
ضړبت فوزية بكفها الايمن فوق ظهر كفها الأيسر وهي تهتف بحيرة بعد تنهيدة طويلة أصدرتها 
_ وإنتي هتلاقي فين شغل تاني يا ناصحة 
ابتسمت بارتباك بسيط وأجابت پخوف 
_ لا ما أنا لقيت ! 
علقت فوزية مدهوشة 
_ لقيتي فين هو إنتي لحقتي !!
تنحنحت مهرة واتسعت ابتسامتها البلهاء وهي ترد على جدتها برقة مصطنعة 
_ أصل أنا شوفت أعلان بالصدفة لشركة وكانوا محتاجين موظفين في قسم الحسابات تخصصي يعني فقولت اقدم قدمت وروحت الصبح عملت المقابلة وقالولي هيردوا عليا
تم نسخ الرابط