امرأة العقاپ لندى محمود
المحتويات
عيناه بعدما اخترقت أذناه جملتها الأولى واعتدل في نومته بسرعة ليجذب الهاتف من يدها ويجيب
_ الو
وصله صوت نشأت المريب على الجهة الأخرى من الهاتف
_ عدنان تركب الطيارة حالا وترجع إنت وجلنار وهنا
استقام جالسا بفزع وقال بصوت مترقب لرده
_ في إيه يا نشأت حد جراله حاجة !
_ لما تيجي هقولك اعمل زي ما بقولك بس وتعالى حالا
أبعد الغطاء عن جسده وهب واقفا ليجيبه ببعض العصبية بسبب قلقه
_ ما تتكلم يا نشأت في إيه !!
تنهد الصعداء بعدم حيلة ورد مغلوبا بأسف
_ آدم في المستشفى وحالته صعبة جدا
انتفض قلبه زعرا على أخيه وصاح
نشأت بصوت رجولي حازم
_ مش وقته يا عدنان تعالى وهفهمك كل حاجة لما توصل أنا في المستشفى معاه دلوقتي
لم يجيبه وانزل الهاتف والقى به فوق الفراش ليندفع نحو الحمام مهرولا لكن جلنار قبضت على ذراعه وسألته بفزع
_ مين في المستشفى ياعدنان !
شعرت بوغزة ألم وخوف عندما سمعت اسمه و استحوذت عليها صډمتها لبرهة حيث بقت متسمرة بأرضها لدقيقتين كاملتين حتى بالأخير استعادت وعيها واندفعت إلى الخزانة وجذبت الحقيبة تضعها فوق الفراش ثم تخرج الملابس من الخزانة وتضعها في الحقيبة بعشوائية وعدم تنظيم أما ذلك العضو الذي في يسارها فلا يتوقف عن الدق پعنف من فرط القلق والهلع
اقترب نشأت بخطواته من تلك المسكينة المنزوية في أحد الأركان بمفردها وترفع كفيها أمام أنظارها تتطلع بيديها المتلطخة بدمائه وتبكي بحړقة !!
جلس بجوارها وهمس في خفوت ونظرة مشفقة عليها
_ قومي يابنتي اغسلي ايدك ووشك متقلقيش إن شاء الله هيطلع بالسلامة
تطلعت مهرة بنشأت رغم أنها لا تعرفه لكنها رمقته بوهن وقالت پبكاء
رفع كفه ورتب على كتفها بلطف متمتما في صوت رزين
_ ادعيله وبإذن الله هيطلع من العمليات ويرجع زي الأول واحسن
تطلعت في يديها بعدم وعي وراحت تبكي بشدة وتقول
_ قولتله يبعد عني مسمعش كلامي أنا كنت حاسة أنه هيتأذي بسببي عشان كدا كنت ببعده أسمهان مش هي وحدها السبب
_ ابني يا نشأت ابني جراله إيه أنا عايزة اشوفه واطمن عليه
امسكها من ذراعيها ليهدأها وينظر في عيناها بقوة هاتفا
_ اهدي يا أسمهان مينفعش تشوفيه هو في العمليات دلوقتي
كأنها لم تسمع كلمة واحدة مما تفوه به حيث حاولت إبعاده عنها وصاحت باكية
_ أنا لازم اشوفه مين اللي عمل فيه كدا
ابني
لو جرالته حاجة مش هقدر اعيش من غيره
جذبها بقوة حتى تقف وتستوعب ما يقوله حيث هدر بلهجة مرتفعة نسبيا
_ هيبقى كويس يا أسمهان اهدي مينفعش كدا خليكي قوية وان شاء الله هيقوم بالسلامة
نبرته ايقظتها قليلا لكن نظراتها لا تزال تائهة فقالت پألم وصوت مرتجف
_ أنا مليش غيره هو وعدنان أنا عايزة اشوف ابني يا نشأت ابوس إيدك خليني اشوفه
لانت حدة نبرته وظهر الدفء في نظراته مشفقا عليها ليملس فوق ذراعها بحنو ويهمس
_ اخليكي تشوفيه إزاي بس مينفعش استهدي بالله وادعيله هو اكتر حاجة محتاجها دلوقتي الدعاء
لا تتوقف عيناها عن ذرف الدموع بغزارة وعلى حين غرة ارتمت بين ذراعيه تبكي بنحيب مرتفع وسط همسها
_ يارب يارب احفظ لي ابني
كان عدنان بالسيارة أمام مقر المستشفى بالقاهرة ونزل ليقود خطواته شبه ركضا للداخل ولحقت به جلنار وهي ممسكة بيد صغيرتها
معها التي تستمر بطرح الأسئلة على أمها في خوف من الأجواء المشحونة بالتوتر وحالة والدها الغريبة !!
انتبهت أسمهان لابنها وهو يهرول باتجاههم فهبت واقفا وفور وصوله عانقته بقوة تهتف بصوت مرتجف
_ آدم لغاية دلوقتي مطلعش من العمليات يا عدنان ابني بيضيع مني
اتسعت عيناه پصدمة وراح يتجول بنظره بينها وبين نشأت ثم قال
_ ازاي مطلعش لغاية دلوقتي ده ليه اكتر من أربع ساعات
ازداد نحيبها وبكائها أكثر بين ذراعيه ليضمها إليه أكثر ويتمتم في حنو وثبات مزيف
_ اهدي ياماما اهدي ان شاء الله خير ويطلع الدكتور دلوقتي يطمنا عليه
كانت نظرات جلنار عالقة عليهم تقف بسكون وعيناها دون سبب فقط لرؤيتها الجميع يبكي !!
ابتعد نشأت عن ابنته حين أشار له عدنان أن يأتي معه ليتحدثوا بعيدا عن مسامعهم بينما جلنار فبقت واقفة تتطلع بأسمهان بتدقيق ولوهلة شعرت بالإشفاق عليها فهي أيضا أم وتدرك جيدا حجم ألمها الآن ! حثتها عاطفتها الامومية على مواساتها فاقتربت وجلست بجوارها ثم رفعت كفها وملست على كتفها برفق هامسة
_ هيبقى كويس أنا واثقة متقلقيش
اطالت أسمهان النظر إليها بصمت في وجه
متابعة القراءة