امرأة العقاپ لندى محمود
المحتويات
تستمر في الطرق إلى أن يستيقظوا لكن بفطرة الأطفال في عدم الصبر قررت أن تدخل وقفت على أطراف أصابع قدمها ومدت يدها لمقبض
الباب وفتحته ببطء وحذر أدخلت رأسها فقط من خلف الباب تلقى نظرة عليهم فوجدتهم نائمين بعمق في الفراش والدها ينام على ظهره واضعا كفه أسفل رأسه بوضيعة نومه المعتادة وأمها تنام على آخر الفراش مولية ظهرها لأبيها ابتسمت بخبث طفولي واندفعت نحو الفراش وصعدت عليه واستقرت في المنتصف بينهم ثم اقتربت من والدها وقالت بصوت منخفض
لم يستيقظ فمدت كفيها الصغيرتين ووضعتهم فوق صدره تهزه برقة متمتمة
_ بابي بابي اصحى
فتح عيناه تدريجيا وبمجرد اتضاح صورتها كاملة أمامه ابتسم بحب واعتدل في نومته ثم انحنى عليها لاثما وجنتها متمتما بصوت مازال يحمل أثر النوم
_ صباح الورد يا هنايا
_ اتأخرت على الشغل
اتسعت ابتسامته وفغر عيناه بدهشة مصطنعة واردف
_ بجد هي الساعة كام !
التقط هاتفه وتفقد الساعة فوجدها السابعة صباحا عاد يجيب عليها غامزا
_ لسا بدري يالئيمة إنتي عايزة تمشيني ولا إيه !
هزت رأسها بالنفي واقتربت منه تهمس في أذنه مبتسمة في دلال طفولي
_ خدني معاك يابابي
_ اخدك معايا الشغل !!
اماءت له بالموافقة وهي تطالعه بعينان لامعة كلها تشويق وحماس فرد عليها بحنو ابوي
_ مش هينفع ياملاكي أنا هكون مش فاضي ومش هعرف اخد بالي منك
هتفت هنا مسرعة بتوسل وعينان تحاول اتسعطافه من خلالهم
_ هسمع الكلام وهفضل قاعدة ساكتة جمبك
_ بتعرفي تثبتيني إنتي ياقردة خلاص من غير زعل هاخدك
وثبت فوق الفراش
بسعادة غامرة صائحة وهي ترتمي على أبيها عاقدة ذراعيها الصغيرة حول رقبته
_ هييييه يعيش بابي
تعالت صوت ضحكته الرجولية وهو يلف ذراعه حولها ضاما إياها إليه
ابتعدت هنا عن أبيها وحدقت بأمها في استغراب بينما هو فلم يستغرق الموقف أكثر من ثانية ليدرك سبب اشتعالها أجابها ببرود مجاهدا في إخفاء ابتسامته
_ صباح الخير يارمانتي !
_ الفصل الرابع عشر _
اتساع عيناها كان ردا كافيا على جملته المغلفة بالهدوء المستفز صباح الخير يارمانتي !! يالك من مستفز كيف يمكنك التحدث بهذا البرود وكأنك لم تفعل شيء !
نظرت لابنتها التي تحدق بها بتعجب من ڠضبها فارتخت عضلات وجهها المتشنجة تدريجيا ورسمت على وجهها ابتسامة مزيفة تجيب عليه بمضض
_ صباح النور ياحبيبي
ثم فردت ذراعيها لابنتها تحثها على الانضمام بحضنها ففعلت الصغيرة فورا هتفت جلنار بدفء
_ صاحية بدري كدا ليه ياحبيبة ماما
ردت هنا بحماس وفرحة
_ بابي هياخدني معاه
رفعت نظرها لعدنان وطالعته بنظرة مشټعلة ثم عادت بنظرها مرة أخرى لصغيرتها وقالت بوجه لطييف تماما على عكس نظراتها له للتو
_ ياخدك
فين
_ الشغل !
رفعت جلنار حاجبها باستغراب ثم ردت ببعض الجدية
_ بس ياحبيبتي ده شغل وبابا مش هيكون فاضي يعني هتزهقي وحدك
هزت رأسها بالنفي وقالت بإصرار
_ لا أنا هقعد مع بابي ومش هبعد عنه
_ وهو بابي يقدر يبعد عن ملاكه لحظة أساسا
وقعت عيناه بتلقائية على جلنار فوجدها ترمقه بنفس النظرات الڼارية لو كانت النظرات ټحرق لحرقته مكانه أخفى ابتسامته المتسلية وهتف محدثا ابنته لكن نظراته معلقة على الأخرى
_ يلا ياهنايا عشان نقوم ونساعد ماما في تحضير الفطار وبعدين نلبس ونمشي
هنا بسعادة وحماس
_ يلا ياماما
جلنار وهي لا تزال معلقة نظراتها على
عدنان
_ حاضر ياحبيبتي
استقامت من الفراش وتوجهت إلى الحمام وهي تتوعد له بينما هو فظل جالسا مكانه والصغيرة توقفت وانصرفت متجهة إلى غرفتها تفتح خزانة ملابسها الصغيرة تفتش بين ملابسها بحماس طفولي عن ما سترتديه
دقائق قليلة حتى خرجت جلنار من الحمام وقفت وتطلعت له بغيظ واندفعت نحو باب الغرفة حين لم تجد ابنتها أغلقت الباب وعادت له ثائرة تطرح السؤال الأهم من الطريقة المعروفة التي جاءت بها إلى الفراش بجواره
_ أنا مكنتش لابسة كدا إمبارح قبل ما أنام إنت عملت إيه !
توقف من الفراش ببرود أعصاب تام وأجابها
_ معملتش حاجة
جلنار
_ لا والله امال مين اللي غيرلي هدومي !!
عدنان بنظرة وقحة وابتسامة لعوب
_ أنا
_ لقيتك نايمة جمب هنا في الأوضة فشلتك وجبتك على سريرك جمبي في مكانك قولتي عايزة مايه جبتلك تشربي ومن غير ما تاخدي بالك بسبب إن النوم كان غالب عليكي المايه اتكبت على هدومك للأسف فجبتلك حاجة تلبسيها من الدولاب وكنت هطلع
متابعة القراءة