امرأة العقاپ لندى محمود

موقع أيام نيوز

وضيق 
اللي قولته الصبح مش هيغير حاجة ومش هيخليني انسى كل حاجة واسامحك 
ابتسم بمرارة وتمتم في تفهم 
عارف ومش منتظر إنك تسامحيني بالسهولة دي أساسا أنا بس حبيت اوضحلك إني عمري
ما كرهتك ولا يمكن هكرهك
جلنار باستياء وألم دفين 
وليه متقولش إنك حاسس بالندم عشان كدا رافض تطلقني كنوع من تكفير الذنب وعشان تريح ضميرك
احتدمت نظراته
في حدة ليهز رأسه بالنفي في عڼف ويقول بصدق لمسته في
نظرته وصوته 
أبدا أنا لو فعلا زي ما بتقولي كنت هطلقك واسيبك وهبقى برضوا
ريحت ضميري لكن أنا عايزك بجد ومش مستعد اخسرك إنتي وبنتي إنتي عرفاني كويس وعارفة إني مش بتمسك بشيء إلا لما يكون غالي عندي بجد وإنتي وهنا اغلي حاجة في حياتي دلوقتي
فشلت في منع دمعتها المتمردة التي سقطت فوق وجنتها الناعمة والبيضاء لتجيبه في قوة رغم عيناها الدامعة 
الكره حاجة والحب حاجة ياعدنان مش معنى إنك مش پتكرهني يبقى بتحبني يمكن صحيح إنت عمرك ماكرهتني بس كمان مبتحبنيش
وليه لا مش يمكن يكون أيوة كل شيء وارد وممكن ياجلنار
ارتفع صوت رنين الباب وكانت أمها تقوم بأداء فرضها فاضطرت هي للنهوض حتى تفتح للطارق المجهول سارت زينة باتجاه الباب هاتفة 
أيوة ثواني 
وصلت وامسكت بالمقبض تديره وتجذب الباب إليها بعفوية غير متوقعة لما ستجده أمامها وبمجرد ما أن وقعت عيناها عليها تصلبت كان صاعقة أصابتها من فرط الصدمة وتفوه لسانها بشكل لا إداري في عدم استيعاب 
هشاام
الفصل الرابع والثلاثون 
لا تدري كم مر من الوقت وهي بين ذراعيه هكذا تتشبث برقبته وټدفن وجهها بين ثنايا كتفه حالة من الضعف اللإرادية تمكنت منها لدقائق طويلة ولم تستمع لأي صوت داخلها ېصرخ عليها بالابتعاد وفقط سارت خلف تلك المشاعر التي تحركها كالدمية وانزلت راية صمودها مؤقتا 
لم تسامحه ولكن قلبها خر منهزما بين يديه يحاوطها بذراعيه بقوة ويحكمهم حولها كأنه يخشى ابتعادها أما وجهه فوجد مخبأه بين ثنايا رقبتها وأنفاسه الساخنة تلفح رقبتها فتجعلها كالمتغيبة عن ما يحدث ! 
كانت في عالم آخر حتي صړخ صوت بعقلها واستفاقت على أثره فأدركت الوضع ابعدت يديها عنه وتراجعت للخلف بخطوة تسحب جسدها من بين ذراعيه وتحدجه بسكون وبعيناها نظرة استنكار لضعفها أمامه لا يجب أن تكون لينة بهذا الشكل فمازال الطريق طويل أمامه حتى ينال ما يسعى إليه 
تابعها عدنان بعيناه البائسة وهي تعود لتجلس فوق مقعدها أمام الطاولة وتشيح بوجهها للجهة الأخرى تتفادى النظر إليه عمدا كإشارة بسيطة ترسلها له من خلال تلك التصرفات أن ما حدث كان مجرد حالة لحظية لا تعني شيء وأنها لن تكون دليل على مسامحتها أبدا 
تحرك خلفها ليجلس على مقعده أمامها ويستمر في تمعن النظر بها بأسى هي لا تعطيه اهتماما لكن عينيه لا تحيد عنها تتأملها في عمق لا يؤذيه تمعنها عن الغفران بقدر شعوره بعدم ثقتها به في أي شيء تلك المشاعر السلبية التي تنطلق منها !!! 
عادت الروح للجسد وعاد القلب يضخ پالدم من جديد ينبض پعنف كأنه عاد للحياة للتو 
خمس سنوات مرت منذ أن قرر بالفرار من كل شيء وكانت هي في المقدمة تلك القائمة التي يود الهروب منها ظن أن السنوات والبعد سيقضى على عشق لم يجد مأواه مع عاشقه لكن لم تزيده السنوات إلا ألما وشوقا يتخبط كل ليلة بأشواقه وأحلامه التي
تزوره بها دوما كأن عقله الباطني يرسل له إشارات ليخبره من خلالها يكفيك تفكير بها ترهق نفسك وترهقني معك ! لكن هيهات فهل يستمع القلب المتعجرف لذلك العقل المتفلسف ! 
تغيرت وأصبحت أكثر جمالا اكتسبت القليل من الوزن في جسدها الضئيل ملامحها الطفولية نضجت وباتت تليق حقا بأنثى فاتنة مثلها تلك العينان السوداء اللامعة والواسعة والشفاه المنتكزة والأنف المستقيم مع شعرها الطويل المنسدل بخصلات صغيرة فوق وجهها وترفع باقيته لأعلى بمشبك صغير 
رمشت زينة بعينها عدة مرات في عدم تصديق حتما تحلم لا يعقل أن تكون تراه بالفعل أمامها بل هو حتى لم يعد هشام التي تعرفه ! أين جسده النحيف وشعره الذي
يستمر بحلاقته كلما ينمو بسبب انزعاجه من الشعر الطويل أصبحت بنيته ضخمة وجسده رياضي ومثاليا أما شعره الناعم سرحه بشكل عصري ورائع حتى أن لحية ذقنه نمت بشكل كثيف ومعالم وجهه أصبحت أكثر غلظة وصرامة يبدو أن تلك السنوات لم تذهب هدرا بالفعل وذلك الغبي انسته السنوات صديقته الوحيدة ! 
ظلوا يتطلعون ببعضهم في صمت أحدهم لا يبالي بشيء سوى بإشباع
عينيه من النظر لذلك الوجه الجميل والأخرى تتملكه الصدمة قطع لحظتم قدوم ميرفت التي بمجرد ما أن لمحت عيناها هشام صاحت بعدم تصديق 
هشاااام 
هتف هو بابتسامة عذبة تملأ شفتيه كلها 
وحشتيني يا فوفا 
أدمعت عيناها من فرط سعادتها وابتعدت عنه تلكمه في كتفه بخفة وتهتف بعتاب 
اخص عليك بقى بعد السنين دي كلها متقولناش إنك جاي !! 
والله أنا اتصلت بماما
الصبح وقولتلها إني راجع ولما عديت من قدام البيت عندكم بالطريق قولت لازم انزل واشوفكم 
ميرفت
بعينان
تم نسخ الرابط