امرأة العقاپ لندى محمود
المحتويات
!
كان سؤال شبه استنكاري منه فردت عليه بقوة
_ عشان اللي عملته امبارح مثلا !
_ عملت إيه !!
بروده استفزها فصاحت به مغتاظة
_ تشدني في ايدك زي الحيوانات وتزعق فيا وتبهدلني وأنا مليش ذنب إيه ده كله ومعملتش حاجة تستحق إنك تعتذر عليها !
سكت لثواني وهو يحدق بها بنظراته الثاقبة وبالأخيرة هتف باقتضاب من أسلوبها الفظ يحقق لها ما تريده
هزت رأسها بالرفض تخفي ابتسامتها المنتصرة وتجيب عليه بجفاء
_ تؤتؤ أنا آسف مش حقك عليا
عض شفاه السفلى بغيظ مكتوم وكور قبضة يده ثم ضربها على الحائط بجانب رأسها في خفة رغم أنه يرى نظرات التحدي والسعادة في عيناها إلا أنه غمغم كالمجبور
هزت رأسها بالنفي متمتمة في ثبات
_ لا اعتذارك وحدك مش كفاية
عدنان قاطبا حاجبيه باستغراب
_ امال عايزة إيه
هدرت بابتسامة صفراء تضمر خلفها المكر
_ مامتك أسمهان هانم تعتذر مني
وقبل أن ترى ردة فعله على ملامحه أو تسمع رده حتى استكملت عاقدة ذراعيها أمام صدرها
لم تسمع منه أي رد فقط رأت قسمات وجهه متطلعا لها ببعض الدهشة رافعا حاجبيه كأنه ينتظر منها أن تبدأ في طلبها الثاني أو أمرها بمعنى أدق فأخذت هي نفسا عميقا وتطلعت في عيناه بقوة تجيبه بثقة
_ تعتذر من حاتم
هنا بالفعل احسته كأنه قدر يغلى من الڠضب
_ اعتذر مني واعتذرت هتخلي مامتك تعتذر وعديتها لكن إنتي شكلك مينفعش معاكي الأدب
خرجت منه صړخة هادرة پغضب حقيقي هذه المرة
_ جلنار متختبريش صبري ومليون مرة اقولك متجبيش سيرته قدامي خليني هادي معاكي كدا افضل
_ عدنان ابعد عني
هز رأسه بالرفض في استمتاع فاستشاطت غيظا ورفعت قدمها تضغط على قدمه بقوة بحركة تلقائية منه لانت قوة قبضته عليها فدفعت يده وهمت بأن تغادر مسرعة لكنه لحق بها
لابنتها فتقابلها بابتسامة متصنعة ثم تمر وتعبر من جوارها مغادرة اقتربت هنا من أبيها الذي حملها فوق ذراعيه وهمس بضيق من توقيتها الخطأ دوما في القدوم
_ دي تاني مرة ياهنايا كدا هبدأ
أشك إنك متفقة مع أمك
ردت عليه بعدم فهم وبراءة جميلة
_ مش فاهمة يا بابي
عدنان متنهدا بعدم حيلة
ارتفعت ابتسامتها لشفتيها الصغيرة ولفت ذراعيها حول عنق أبيها تعانقه بقوة فيبادلها هو العناق لاثما شعرها ووجنتيها بحب
في تمام الساعة الثامنة مساءا
كانت أسمهان تجلس بغرفة الصالون على مقعدها الوثير تمسك بيدها كتاب تقرأ به في تركيز وبيدها الأخرى كوب عصير فراولة طازجة رفعت نظرها عن الكتاب عندما سمعت صوت الباب ينفتح وفور رؤيتها لعدنان الذي دخل واغلق الباب خلفه تركت الكتاب وقالت بحنو وسعادة
_ اهلا ياحبيبي تعالى
تحرك باتجاه الأريكة الواسعة المقابلة لمقعدها وجلس فوقها متطلعا لأسمهان پغضب دفين فضيقت عيناها بحيرة وسألته
_ مالك ياعدنان !
لوى فمه بحركة تلقائية منه حين يكون مستاء وهتف بحزم
_ ممكن تفهميني إيه اللي عملتيه امبارح ده ياماما !!!
توترت في باديء الأمر وسرعان ما تخطت الأمر تجيبه بتصنع البراءة
_ عملت إيه امبارح !
عدنان بعصبية بسيطة
_ ماما إنتي فاهمة قصدي كويس هل التصرفات دي تليق بيكي يا أسمهان هانم أنا عارف إنك مبتحبيش جلنار بس متوصلش بيكي للدرجة دي اللي عملتيه امبارح ده ملوش غير تفسير واحد هو إنك معملتيش حساب ليا نهائي ده إهانة ليا أنا قبل ما يكون كره منك لجلنار
تأثرت
قليلا بتوبيخ ابنها لكنها لم ترضخ حيث صاحت بسخط تخفي ورائه اضطرابها من كشف مخططها
_ هي قالتلك إيه بنت الرازي وكمان إنت صدقتها وجاي تحاسبني !!
عدنان بانفعال بسيط
أنا مش بحاسبك أنا بقولك إنك غلطتي وغلطتي في حقي أنا عايزة تخليني أشك فيها وأنها هي كمان پتخوني ! إنتي آخر شخص اتوقع منه تصرف زي ده يا أمي
لان قلبها وحزنت على ابنها فنهضت من مقعدها وتوجهت نحوه تجلس بجواره وتملس على كتفه بحنو هامسة في اهتمام
_ ياحبيبي إنت وأخوك اغلى حاجة عندي صدقني بنت نشأت دي ملهاش آمان أنا عايزالك الخير واشوفك مبسوط ومرتاح مع زوجة تليق بيك وبينا لكن جلنار دي آخر واحدة تنفع تكون زوجة ليك
هز رأسه بخنق ونفاذ صبر ثم أمسك بيدها التي فوق كتفه ينزلها برفق ويهتف بلهجة صارمة وصلبة
_ بنت نشأت دي مراتي وأم بنتي وكمان أم حفيدتك والمفروض تعتذري منها على اللي حصل امبارح لما تعتذري منها ده هعتبره تقدير ليا كأنك بتعتذري مني أنا ده طبعا لو أنا فارق معاكي !
ثم استقام واقفا واكتفى بتوديعه لها من خلال نظراته قبل أن يستدير وينصرف تاركا إياها تشتعل كجمرة الڼار من الغيظ
_ الفصل الثامن والعشرون _
وضع المفتاح في قفل الباب واداره مرتين لليسار ثم دفع الباب بهدوء ودخل بمجرد ما أن تخطو قدمه لذلك المنزل يشعر
متابعة القراءة