امرأة العقاپ لندى محمود
المحتويات
الآن
كانت ترتدي بنطال عريض قليلا من اللون الأبيض يعلوه بادي كات وفوقه جاكت جينز من اللون البني والحذاء الرياضي المفضل لها ترتديه أما شعرها فكانت ترفعه لأعلى وتترك نصفه ينسدل من الخلف ليأخذ شكل التسريحة المشهورة ذيل حصان
أخذت تسير في فناء الشركة الواسع من الداخل حتى وصلت للمصعد الكهربائي وقفت تنتظر المصعد وكان يقف بجوارها آدم الذي لم تلاحظه حين الټفت هو للجانب برأسه ورآها امعن النظر بها للحظة مبتسما قبل أن يعود برأسه لوضعها الطبيعي ويتمتم بجدية بسيطة وهو يتفقد ساعة يده
نظرت له مدهوشة تتساءل متى جاء هذا ! فابتسمت بلطافة وغمغمت معتذرة
_ أسفة الطريق كان زحمة شوية بس مش هتتكرر تاني
رمقها بطرف عيناه بنظرة غريبة لم تكن صارمة لكنها مريبة حتى انفتح باب المصعد فظلت هي واقفة تنتظر أن يدخل هو
أولا فوجدته يتنحى جانبا ويبسط يده تجاه المصعد يشير لها بأن
تابعته وهو يضغط على رقم الطابق فانحنت عليه بعفوية تهمس في قلق ملحوظ
_ هو الاسانسير ده آمان
الټفت لها برأسه وهدر بتعجب
_ آمان إزاي يعني !
هدرت بسرعة تشرح له مقصدها
_ أصل أنا ركبت اسانسير في مرة وعطل بيا وكنت وحدي ومحدش حس بيا غير بعدها بساعتين بس الحمدلله اليوم ده كنت جاية من فرح وكنت مشترية أكل كتير وحلويات فضلت اتسلى عليهم وانا محپوسة لولا كدا كانوا دخلوا لقوني انتقلت لرحمة الله من الخۏف بس تع
_ هشششش ايه راديو !! أنا مالي إنتي هتحكيلي قصة حياتك
تطلعت إليه بعينان مضطربة قليلا وانزلت يده تبتسم ببلاهة مغمغمة
_ على فكرة لسا التشويق جاي أنا محكتلكش لما اشتغل حصل إيه
_ مش عايز اعرف يامهرة
زمت شفتيها بقرف وردت عليه متذمرة
_ دي مش اخلاق مديرين على فكرة
_ بس حلو الجاكت الجلد ده تعرف أنا كان معايا واحد زيه بس اااا
آدم بغيظ من ثرثرتها الكثيرة
_ مهرة
ابتلعت بقية الكلمات في جوفها ومطت شفتيها بيأس ومضض ثم اشاحت بوجهها للجانب الآخر وهي تتمتم بصوت غير مسموع
بينما آدم فتأفف بعدم حيلة مغمغما بينه وبين نفسه
_ أنا اللي جبته لنفسي والله
انفتح باب المصعد وخرج هو أولا يسير بخطوات سريعة تجاه مكتبه هرولت هي خلفه تنده عليها بتلقائية
_ آدم
توقف على أثر صوتها يسمعها تهتف باسمه لأول مرة الټفت لها برأسه فضحكت هي ببلاهة بعدما أدركت ما تفوهت به للتو وغمغمت بخفوت يحمل القليل من الإحراج
تحدثت بجدية وامتنان حقيقي مع ابتسامة صافية فوق ثغرها
_ شكرا يعني إنك وافقت توظفني
رأت ابتسامته اللطيفة تظهر على وجهه أخيرا وهو يوميء برأسه لها كرد على شكرها دون أن يتحدث بادلته هي الإبتسامة حتى استدار وأكمل طريقه فاستدارت هي الأخرى واتجهت لمكان عملها
تتجول أمامه منذ الصباح بطبيعية وبرود يثير الأعصاب تتجاهله وتتصرف بأسلوب جديد مستفز وهو لا يتمكن من احتجازها حتى يضع حد لما تفعله يكتم غيظه منها بصعوبة ولا يستطيع حتى الاقتراب منها بسبب وجود هنا
عيناه لا تنزل عنها في كل خطوة تخطوها تلازمها نظراته
المشټعلة والمتوعدة انتبه لاختفاء صغيرته فهب واقفا واتجه لغرفتها رآها تجلس فوق فراشها ومن حولها العابها تلعب بهم باندماج ابتعد من أمام غرفتها واندفع لجلنار يقبض على ذراعها ويجذبها معه للغرفة دفعها برفق للداخل ودخل خلفها ثم اغلق الباب ليسمعها تهتف باستياء وعدم فهم
_بتعمل إيه !!
تقدم نحوها بأعين ملتهبة فتقهقرت للخلف بتلقائية حتى اصطدمت بالحائط خلفها لا تنكر أن حالته الغريبة اخافتها قليلا لم تكن تتوقع إنه سيغضب هكذا وجدته يستند بكفه على الحائط بجانب رأسها وينحنى عليها يهتف أمام وجهها وحرارة غضبه تشعر بها في وجهها
_ أنا اللي المفروض اسألك إيه اللي بتعمليه ده !!!
اضطربت بشدة فحاولت أن تعبر من الجانب الفارغ حتى
تخرج لكنه اغلق الطريق عليها من الجهتين بعد أن رفع يده الأخرى يسندها على الحائط من الجانب الآخر بجوار رأسها ويتمتم بغيظ وڠضب
_ إنتي في أوضة وأنا في أوضة ! ده مين اللي طلع القرار ده !
جلنار بثبات وحزم
_ أنا
عدنان بصوت غليظ
_ بس أنا مش موافق
هدرت ساخرة بعصبية
_ وأنا مخدتش رأيك مش عايزة اقعد معاك في أوضة واحدة وأكيد مش هنتظر موافقتك
صاح بها مستاءا
_ يعني غلطانة وقوية كمان !
صړخت منفعلة
_ أنا مش غلطانة وإنت عارف مامتك هي اللي خططت ومكنتش أعرف إن حاتم موجود في الأوضة
أساسا
مسح على وجهه متأففا پغضب هادر واجابها بنفاذ صبر
_ وأخرة تصرفاتك دي إيه يعني !!
سنحت لها الفرصة لتتلذذ به على طريقتها حيث عقدت ذراعيها أمام صدرها وهدرت بشموخ
_ تعتذر مني
_ ليه
متابعة القراءة