شوق اسماء عبد الهادي

موقع أيام نيوز

حالهاهى لا تستطيع تحمل كلامه الذي يصيب قلبها بأسهم تخترق قلبها بلا هوادة ولا رحمة 
___
تحركت من مكانها لتفتح الباب ومن ثم قالت لتعلم من الطارق
_ايوة مين
لتسمع أبيها يقول
_افتحى يا فداء
اتسعت ابتسامة فداء وهي تقول بفرحة لأن أبيها جاءها أخيرا ليجلس معها لبعض الوقت وفتحت على الفور
_بابا حمدا لله على السلامة.
دلف أبيها وهو يقول بوجه مقتضب
_الله يسلمك... هاتيلي حاجة ساقعة اشربها بسرعة
قالت بفرح 
_بس كدا عيوني لحضرتك يا بابا.
غابت قليلا في المطبخ ومن ثم عادت بكأس من عصير المانجو المثلج وقدمته لوالدها
_اتفضل يا بابا العصير
تناوله منها وشربه بهدوء
لتجلس هي في مقابلة أبيها وبعدما انهى كأسه قالت فداء
_بالعافية على قلبك يا بابا تحب اجيب لحضرتك كوباية كمان.
_لا جيبيلي مفاتيح عربيتك
_هو حضرتك عايز تروح بيها مشوار ولا ايه عربية حضرتك بتتصلح أكيد!
_لا بعتها وهأخد بتاعتك مكانها
امتعض وجه فداء وعرفت سبب زيارة أبيها المفاجأة هو جاء ليأخذ سيارتها لا غير
فقالت بحذر وقلبها مرتاب
_حضرتك عايز العربية في مشوار وهترجعها تاني مش كدا
_لا طبعا هأخدها ليا أومال يعني أركب مواصلات
_طب وانا 
_انتي ايه 
_هروح شغلي ازاي حضرتك عارف ان شغلي بعيد عن بيت تيتا هنا وكداا هتبهدل في المواصلات
_لا اتبهدل انا علشان تكوني مبسوطة
_يا بابا ما حضرتك عربيتك كانت موجودة ليه بعتها
_احتجت فلوسها يا فداء فبعتها ايه المشكلة هأخد عربيتك لحد لما أجيب غيرها
_يا بابا هو احنا مش هنفضنا بقا من اللعبة دي حضرتك تقريبا خسړت كل فلوسك بالشكل ده
_ايوة وبعد ما خسړت عايزاني اقعد كدا اندب حظى مش لازم اعوض الخسارة دي
_يا بابا ده باب شړ ونقمة على صاحبه من يوم ما حضرتك بدأتها وهي ما جابتش لحياتنا الا الخړاب وبس .. بالله عليك الحق نفسك وبطلها خلي حياتنا تنصلح
نهض من مكانه وقال بلهجة آمرة 
_فداء هاتي مفاتيح عربيتك اخلصي ورايا مشوار مهم الساعة ستة.
لم تعرف ماذا تفعلولم يكن لديها حيلة سوى انها تتخلى عن سيارتها لأبيها
فتحركت من مكانها وأحضرت المفاتيح من حقيبتها وعادت لأبيها وهي تقول
_أهي المفاتيح يا بابا بس بالله عليك بلاش تبيعها هي كمان
_ربنا يسهل سلام
_طب اقعد حضرتك نتعشى مع بعض
_بقولك عندي معاد مهم
قالها وغادر سريعا.
لتجلس فداء مكانها تغلي من الغيظ وتتنهد بضجر... وشعرت أنها تغلي من الداخل
_يارب يارب يبطل الزفت دا بقا انا تعبت معاه.
وفي أثناء ذلك الهم الذي يعتلي قلبها على رنين هاتفها
فنهضت من مكانها بتكاثل لكي تحضره وهي تبرطم بغم
_وده مين ده كمان لو طلع حد بيستعجلني على الشغل ههب في وشه أنا مش ناقصة
التقطت هاتفها من على فراشها وما ان ابصرت اسم المتصل حتى اتسعت ابتسامتها وهتفت بسعادة
_شوق.
__
ظلت مكانها تنظر لأخيها بينما يصعد الدرج على عجل وهى لا تستطيع التحرك من مكانها قيد أنملة لكن ما ان اقترب منها حتى اطلقت لساقيها العنان وكادت أن تفر هاربه لولا ذراعه الذي أمسك بذراعها بحدة وقال وهو يكز على أسنانه
_تعالي هنا ممكن اعرف انتي كنتي بتعملي ايه
لتهتف هي بعدما ازدردت ريقها
_مممم ... مكنتش بعمل حاجة أنا كنت.. كنت ... انا رايحة على اوضتي يا خالد سيبني من فضلك
_عايزة تعصي اوامري يا ميار انتي مفيش فايدة فيكي.
نسيت خۏفها منه واستدارت اليه قائلة پغضب
_انا تعبت منك ومن اوامرك دي انا عملت ايه يعني لكل ده هو انا الوحيدة اللي في العالم اللي غلطت يعني ما انت كمان غلطت وبتغلط وهتغلط... عارف ليه علشان احنا بشړ ومش معصومين من الغلط يا خالد .. انا غلطت وعارفة ومتعرفة... لكن مش هقضى بقية حياتي بكفر عن غلطتي دي... المۏت عندي أهون من اللي بتعمله ده... انا مش هعيش بعد النهاردة لحظة واحدة
قالت ذلك وحاولت التحرك من أمامه بغية تنفيذ رغبتها في الاڼتحار
لتصيح الدادة بصړاخ مزعور وهي ترى ميار تتوجه لغرفتها وتبحث في أشياءها عن أي شىء حاد فلم تجد وذلك لأن خالد قد ألقى تحذيرات مشددة عل الدادة بألا تترك أي شىء حاد في غرفة ميار ولا في غرفة المربية المجاور لغرفة ميار.
فوقفت في منتصف الغرفة تدور حول نفسها كالمچنونة لا تدري ماذا تفعل
ليستند خالد بجسده على باب الغرفة ويقول ببرود
_خلصتي وصلة العصبية بتاعت كل فترة دي ولا لسه
لتلتف اليه ميار وهي في قمة هياجها 
_ خاااالد أنا بكرهك بكرهك يا خالد
قالتها ثم وقعت أعينها على كوب الماء خاصتها فأمسكت به وفكرت في كسرها لټجرح نفسها بها.
ليتخلى خالد عن صمته وهدوءه ويصيح بوعيد
_ميااار اياكي تفكري
لكن ميار لم تستمع له وامسكت بالكوب وكسرته بالفعل ليتناثر الزجاج على يدها وعلى الأرض فيخرج الډم مع اطراف أصابعها إثر الزجاج المتناثر
في بكرة غدا بارت كمان بإذن الله 
انتظروني واتمنى دعم اكتر
أسماء عبد الهادي
البارت٩
شوق 
أسماء عبد الهادي
__
في لحظة متهورة أصابتها فقدت فيها عقلها وتفكيرها بسبب ڠضبها الأعمى همت ميار...أن تقرب تلك الأطراف الحادة المدببة من شرايين أيديها فتنهي حياتها في غمضة عين إلا أن خالد كان أسرع منها في تلك اللحظة وأسرع ممسكا بتلك الزجاجة التي في يدها غير مبالي پألم يده ولا بأنه يقبض على زجاج قد غرز أطرافه القاطعة في يده المهم عنده أن ينقذ أخته من المۏت المحتم أخذ الزجاج وألقاه بعيدا عن متناول ايدي أخته
مد يده السليمة ليمسك بيد أخته ليرى ما أصابها پخوف ولهفة شديدة
_ميار... ايدك بټوجعك... الاسعافات بسرعة يا دادة 
ما ان ابصرت ميار يد أخيها ټنزف حتى صړخت عاليا فهي لم تستطع تحمل أنها كانت سببا في جرحه او في ايلامه ابدا 
فقالت وهي تصرخ
_خالد لا أنا اسفة اوي مش قصدي اجرحك .. لاااااا.
قالتها ودخلت في نوبة عصبية لم تهدأ منها الا بعد أن اعطتها الدادة دواءها فغطت في نوم عميق.
أما خالد فظل يرمق أخته بتحسر على حالها وما آلت إليه أمورها من تهور في حالتها النفسية بشكل كبير وهو العاجز الذي لا يستطيع أن يفعل شيئا حيال الأمر... حتى أنه من شدة بؤسه أحس أنه كالغريق الذي لا يجد طوق نجاة لم يشعر أبدا بيده التي ټنزف بشدة من أكثر من مكان ولم يفق من شروده في أخته الا على تحسس المربية على يده بحنان في محاولة منها لتضميد جروجه ولفهما بشاش طبي لمنع الڼزيف 
أبصرها خالد تلف يده بالضمادة وبدا مستسلما لما تفعله تماما وكأنه في وادي آخر تماما يجلس على الكرسي المقابل لسرير أخته الغافلة في نومها ويشرد فيما حدث منذ فترة ليست بالبعيدة وتحديدا بعد ۏفاة والديهما في حاډث مروري أليم
__
فلاش باااك
رآها في مكان أقل ما يقال عنه أنه غرزة للمدمنين والحشاشين
تقف على أحدى الطاولات وتتمايل بجسدها بحركات تبدو كالرقص لكنها عابثة بسبب ما تعاطته من مشروبات أذهبت عقلها وجعلته في غفلة ...وأعين الرجال كلها جميعا عليها ويشجعونها على الاستمرار عل. ما تفعله ناظرين لجسدها بتلذذ وخاصة مع هذا الثوب المثير الغير لائق التي كانت ترتديه
اقترب منها سريعا وأمسك ذراعها وجرها خلفه بحدة شديدة وأعين تشع چحيما من فعلتها بينما هي

تتهادى في مشيتها معه
وعندما وصلا للفيلا دفعها بحدة إلى إحدى الأرائك وهو يقول بعدم استيعاب
_مياار انتي اټجننتي ايه اللي عملتيه ده
أجابته بعدما أطلقت ضحكة رنانة أقسم فيها خالد أنها ان لم تكن تحت تأثير الكحول لكان كتم أنفاسها على إثرها
وردت هي 
_ايه يا خلودي عملت ايه ايه يعني رفهت عن نفسي شوية زي ما بتعمل وشربتلي كاسين زي بردو ما بتعمل إيه المشكلة في كدا قولي ... ليه مسبتنيش أرقص شوية يا أخي.
لطمة شديدة نزلت على خدها الرقيق الأبيض لتصرخ هي على إثرها فتفيق قليلا من سكرها لتأتي الدادة سريعا وتقف حائلا بينه وبين ميار
_ااا.. خالد بيه ايه اللي حضرتك عملته ده... ددد....
هدر خالد بعصبية مفطرة
_ايه عملت ايه الانسة المبجلة جايبها من كباريه تصوري لولا ان السواق قالي ولحقتها بسرعة الله أعلم ايه اللي كان ممكن يحصل أكتر والانسة مش في وعيها كنتي عايزاني استنى يا دادة لما تجيبلي وتجيب لنفسها مصېبة يا دادة 
هتفت ميار ساخرة وما زالت رأسها تذهب وتجىء بغير تحكم فيها من شدة الخدر الذي أصابها 
_ما انت بتعمل أفظع من كدا هي يعني جت عليا... ولا انت مفكر يا خالد اني نايمة على وداني ومش عارفة بعمايلك... ولا انت عايز تحلل لنفسك وتحرمه عليا أنا... الحړام والحلال بين يا خالد ولو حرام عليا يبقى حرام عليك انت كمان
قالت ذلك ثم سقطت على الريكة بتعب وغطت في نوم عميق.
ليحملها خالد إلى غرفتها ويضعها على فراشها ومن ثم يدثرها جيدا وبعدها قال للدادة بلهجة آمرة وحزن ملأ قلبه
_ميااار ممنوع من النهاردة تخطى عتبة اوضتها يا دادة... ولو ده حصل في يوم من الايام هيكون عقابك انتي وهي عسير.
فاق خالد من شروده ودمعاته تهبط على وجنته بشجن شديد وأسف على أخته.. ظنت الدادة أن چروح يده تؤلمه لهذا يبكي بصمت وهي لا تعلم أن قلبه ېصرخ ۏجعا
_أجيبلك مسكن يابني.
نظر تجاهها وحرك رأسه بالنفي ومن ثم نهض من مكانه وقال وعينه على اخته
_عينك عليها يا دادة وبعد كدا الأكل والسوايل في أي نوع تاني غير الازاز ممنوع الازاز يدخل اوضتها بأي شكل من الأشكال...اقولك خليكي مقيمة معاها اربعة وعشرين ساعة يا دادة هنا متسبيهاش لحظة
_حاضر يا خالد بيهمش هخليها تغفل عن عيني اطمن.
القى خالد نظرة بائسة أخيرة على أخته وانطلق خارجا وما إن خرجت من غرفة أخته حتى نظر في ساعة يده ليجده أنه الموعد الذي حدده لعزت لمقابلته وتنفيذ خطتته التالية.
___
هتفت بفرحة وهي تضع الهاتف على أذنها
_شوق متعرفيش مكالمتك دي جت في وقتها ازاي... انا فعلا كنت محتاجة حد زيك في الوقت ده
_القلوب عند بعضيها ياحبيبتي.. مش عارفة حسيت إني عايزة أكلمك واسمع صوتك أطمن عليكي... انتي كويسه يا فداء
_بصراحة يا شوق ومش هخبي عليكي لا... انا قلبي انفتحلك جدا.. رغم اننا منعرفش بعض غير النهاردة ورغم اننا منعرفش عن بعض حاجة بس حاسة بالارتياح ليكي اوي انا تعبانة
_مالك يا فداء فضفضي... يمكن الفضفضة لحد غريب بعيد عنينكي يريحك شوية ... فيكي ايه
_بابا يا شوق مبهدل حاله وتعابني معاه انا تعبت جدا يا شوق مبقتش قادرة اتحمل
_مالهم اكده ابهات اليومين دول حالهم اتقلب كدا ليه .. وبدل ما يزيحوا الهم عن عيالهم بقوا هما مصدر الهم ليهم ولا حول ولا قوة الا بالله
_معاكي حق يا شوق انا والله مبقتش قادرة اتحمل اللي بيحصل
_لا اجمدي اكده يا بت وخليكي قوية بس قوليلي في ايه اني مش فاهمة حاجة
_بابا يا شوق
تم نسخ الرابط