شوق اسماء عبد الهادي

موقع أيام نيوز

واللي كنت بتعمله يا مهند
_صعب يا شوق انا اتعودت عليه 
_كل حاجة بالتدريج واحدة واحدة وبالاصرار هتقدر انت بس حط الموضوع في دماغك واستعين بالله ديه لو عايز تتغير وميار تسامحك يا ولا
طالعها مهند بانزعاج فما تطلبه عسير عليه
لتهتف شوق بحنق
_ما تزقرليش أكده يا ولا... وقوم يلا وصلني
ليهتف مهمد مدعيا التعب 
_اه ضهري يا شوق اه يا دماغي هقوم انام يمكن يرتاح شوية
_ياولا شوف يا أمير السهتنة بتاعة أخوك شوف علشان يتهرب وساعة ما جبت سيرة ميار قام وفز زي الرهوان
_صوريهالي يا شوق والنبي 
_قول لا إله إلا الله يا ولا متقولش والبني تاني من حلف بغير الله فقد أشرك
_لا إله إلا الله هتصوريهالي!
_لا اني هصور قتيل دلوك هي فين البلغة بتاعتي أهي.
وأمسكت بالحذاء في يدها واستعدت للتصويب تجاه مهند الذي نهض من مكانه مبتعدا عنها وهو يقول بتحذير
_شوق أنا بحذرك تيجي فيا 
ألقتها شوق نحوه وهي تقول 
_ليه كني هخاف منك يا ولا.. ده اني هزقلك فالفردة التانية دلوك قال صوريهالي قال 
_اه صح انتي مش معاكي موبايل ... خدي موبايلي اهو
_لاه انت الظاهر فعلا تستاهل الفردة التانية
_خلاص خلاص يا باي عليكي انا طالع انام 
_اطلع يا خوي نوم الظالم عبادة 
_شوق هزعلك 
_تعالى لو كنت هتقدر 
_ما هو المصېبة اني مبقتش اقدر ازعلك عملتي ايه فيا يا مچنونة انتي
وأمسكها من عنقها بمزاح لتهتف شوق مدعية انها تصرخ
_الحقوني يا خلق هناك تور هايج في الأجواء يحوم حولي يريد سحب الهواء من مجرى تنفسي و..
ليصيح مهند بها
_ايه افصلي ده انتي صداع... امير خدها وامشي من هنا يخربيها صدعتني
_هتخرب بيتي ليه يا ولاه أكتر ماهو مطربق على بعضه وكاتم نفسي كيف ما يكون غريب بيه أبوك حاشرني جواه وقاعد فوقيه ومرحرح أوي في القعدة 
حرك مهند رأسه وصعد لغرفته والابتسامة على وجهه وهو يسمع شوق تقول 
_هم بينا يا أمير حاكم أخوك مهاند ديه لكاك اوي والدنيا هتليل عليا اكده 
بقلمي أسماء عبد الهادي
طالعته هي بنظرات جامدة غير مناسبة لتلك النظرات الهائمة التي يطالعها بها وتحدثت بهدوء 
_خالد من فضلك أنا جيت علشان عايزة اتكلم معاك في موضوع مهم بس الأول أدخل اطمن على ميار بعد اذنك.
ارتاب من طريقة حديثها الجاف معه لكنه على أي حال أفسح لها المجال لتدلف لأخته
_أكيد طبعا اتفضلي 
_الدكتور سمح بالزيارة مش كدا! 
_ايوة ادخلي هتفرح بوجودك أوي زي ما انا فرحان كدا وأكتر كمان.
تنهدت فداء بهدوء
ثم طرقت الباب ودلفت 
ما ان رأتها ميار حتى اتسعت ابتسامتها 
_فداااء 
عانقتها فداء باشتياق بالغ
_وحشتيني اوي يا ميار بجد الف سلامة عليكي يا حبيبتي
_وانتي أكتر يا فداء
_عاملة ايه يا حبيبتي وازي صحتك 
_كويسة بس زهقت من هنا وعايزة اروح يا فداء 
_معلش اتحملي هنا العلاج أفضل وهيكون بشكل مكثف واسرع علشان تخرجي لينا بالسلامة وتعيشي حياتك بقا
_يارب يا فداء يارب ادعيلي علشان انا خاېفة افقد أخر ذرة صبر عندي
_يا حبيبتي انا عارفة انك شوفتي كتير بس معلش ربنا كبير اوي... تعرفي شوق دايما لما اكلمها تقولي 
هون عليك فكل الأمر ينقطع وخل عنك ضباب الهم يندفع.. فكل هم له من بعده فرج.. وكل كرب إذا ضاق يتسع ...إن البلاء وإن طال الزمان به المۏت يقطعه أو سوف ينقطع.
ابتسمت ميار وقالت
_هي فين صحيح مختفية ومش سألت فيا 
تنهدت فداء وقالت 
_اعذريها ظروفها متلخبطة شوية
وبعدها ضحكت وقالت
_ استنى خليني احكيلك عملت فيها ايه ومتأكدة انها لو شافتني دلوقتي هتبهدلني
دلفت هي وهي تقول مدعية الشړ
_من ناحية هبهدلك فأني فعلا هعمل اكده ومش هتوصى ابدا تعاليلي اهنه يا حلوة احنا لسه متحاسبناش على اللي عملتيه فيا
هتفت الفتاتان باسم شوق فرحتنان بوجودها 
_شووق حمدا لله على السلامه 
ابتسمت لهما شوق وعانقتهما بحرارة 
_وحشتوني اوي يا بنات وربنا.
بعد انقضاء الزيارة واطمئنان شوق وفداء أن ميار قد خلدت للنوم
خرجتا سويا خارج الغرفة لينهض خالد كم مقعده وهو يقول 
_فداء تعالي اروحك بعربيتي
لتهتف شوق وهي تلوي شفتها بحنق
_كني هوا قدامك مش شايفها ماشية معاي
_انا اسف يا شوق اصل ا... 
_خلاص تقبلته انت هتحكيلي قصة حياتك
طالعها خالد باستغراب من اسلوبها 
_لاه متبصليش اكده أني أصلا مستحلفالك على اللي عملته في البت فداء وضړبك ليها بس هقول ايه تور ومصاحب تيران فمش هلوم عليك....ديه غير اسلوبك مع أختك اللي كان كله غلط في غلط
فتح خالد فمه ليعترض لتقول شوق
_اهم شىء في العلاج النفسي

... هو الدعم النفسي... وانت قدمت لأختك كل شىء لعلاجها الا الدعم النفسي لما خبيت عليها من الأساس طبيعة مرضها ده غير بعدك عنها وانك مكنتش جنبها بالشكل الكافي كل ديه كانوا اسباب كافية في تأخر علاجها وتأزم حالتها اختك ببساطة مكانتش محتاجة غير انها تلاقي اللي يعوضها عن سنين حبستها لكن جيت انت بجهل منك وحبستها زيادة وياريتك فهمتها سبب حبستها ايه لاه ده انت اوهمتها وحملتها هم ذنب هي ملهاش أي يد فيه ففضلت طول الوقت بتأنب نفسها عليه
هتف خالد ليبرر ما فعله 
_اا انا عملت كدا علشان امنعها من الخروج علشان حالتها
_عارفة انك غرضك خير لكن التنفيذ كان غلط نفس الشىء اللي وقعت اني فيه لما أخدت ميار عندي وخبيت عنيك مكانها وكانت الضحېة هي پهدلة فداء وضربها وكانت العلاقة بينك وبين اصحابك هتتهدم واني بعترف بغلطي الاعتراف بالغلط مهواش عيب أبدا محدش فينا مبيغلطش
ضم خالد شفتيه بأسف وقال بندم
_معاكي حق يا شوق أنا فعلا غلطت اوي في حق اختي وفي حق فداء انا أسف جدا يا فداء واسف ليكي كمان يا شوق
لتستغل فداء تلك اللحظة وتقول ما كانت تود اخباره به 
_علشان كدا يا خالد انا كنت عايزاك تصلح غلطك وتطلقني
تفآجئ كل من شوق وخالد بما قالته فداء
لتهتف شوق بضيق 
_يخيبك يا فداء بتقولي ايه يا بنتي بس
أما خالد فقال
_فداء انتي بتقولي ايه انتي نسيتي اللي قولته ليكي
_لا منستش يا خالد بس انا فكرت كويس ف الموضوع ده وده كان أنسب حل انا شايفاه
صمتت شوق لتتركهم يحلون الأمر بأنفسهم وتنحت جانبا قليلا
ليقول خالد وهو يهتز بانفعال 
_حل ايه ده الحل انك تسبيني بعد ما حبيتك بعد ما علقتينا بيكي عايزة تمشي وتبعدي كدا بكل بساطة
هتفت فداء بحنق 
_محدش ضړبك على ايدك وقالك حبني او اتعلق بيا
_ماهو مش بكيفي الحب مش بكيف حد يا فداء الحب لما بيجي مش بيستأذن ومحدش بيعرف امتا وفين وازاي زي المۏت بالظبط وانا حبيتك ومعرفش امتا وازاي
_ودي مش مشكلتي يا خالد دي مشكلتك انت
اغتاظ من ردها ولا مبالاتها لذا هتف بعند 
_طب ايه رايك يا فداء مش هسيبك ومش هطلقك وان كان عاجبك بقا 
_خالد انت بتقول ايه 
_اللي سمعتيه وده آخر كلام عندي با فداء.
ابتسمت شوق لما تسمع وتأكدت أن خالد يكن حبا صادقا لفداء
أما فداء فقالت پغضب شديد
_يبقى بينا المحاكم يا خالد وانا مش هسكت
اتجه خالد لمقعده وقال بحنق 
_اعملي اللي تعمليه مش هتخلصي مني بالساهل خليكي عارفة ده كويس
طالعه فداء بغيظ وهي تركل الأرض بقدمها
لتقترب منها شوق وتسحبها من يدها 
_تعالي يا بنت المچانين انتي راخرة تعالي... استاذ خالد دير بالك على أختك ..السلام عليكم
سارت فداء قليلا ثم ابعدت يد شوق عنها وقالت غاضبة
_سيبيني يا شوق انا على أخري من اللي بيقوله.
قالت شوق بجدية وهي تسحبها مرة أخرى ليسيروا لخارج المصحة 
_ توقيتك كان غلط يا فداء .. اديكي شايفة الوضع اللي خالد فيه جاية انتي كمان تزودي همه وضيقته كنتي عايزاه يقولك ايه يعني ديه بدل ما تأخدي بيده وتطبطبي عليه وتداوي جراحه وتطيبي خاطره بكلمتين ديه شكله يا عيني ما بينامش الليل من قلقه على اخته شايفة وشه اتغير ازاي مهمل شركته وماله وقاعد جارها ندمان على كل حاجة عملها بطيش منيه تقوم تيجي تشيليه هم كمان فوق شيلته !!
تنهدت فداء بضيق وصمتت ولم تستطع أن تعلق
لتضربها شوق وهي تقول بمزاح
_المهم تعالي اهنه لما نتحاسب دلوك اني من النهاردة مش هأمنك على سر نهائي
ابتسمت فداء
_طب تنكري ان اللي عملته ده عين العقل 
_بصراحة انتي عملتي فيا معروف اني عمري ما هنساه أبدا مكنتش اتوقع يا بت رد فعل اخواتي وفرحتهم بيا دي أبدا 
_هو انتي حد يعرفك وميحبكيش وبتعلق بيكي يا شوق
مطت شوق شفتيها وقالت بحنق 
_اومال غريب ابوي حاطط غمامة عل عنيه علشان ميشوفش اكده ولا ايه ديه لما بيشوفتي كنه شاف عفريت يا بت
أرادت فداء أن تخرجها من ضيقها فقالت 
_كبري بس ايه الشياكة والجمال ده كله
_ايه رأيك يا بت يا فداء ديه زوق اخواتي اولاد الإيه طلعوا مش ساهلين أبدا عرفوا مقاسي بالظبط واللي يليق عليا من غير ما أقيس وادور
ضحكت فداء وقالت 
_ربنا يسعدكم ويهنيكم ببعض يا شوق انتي طيبة وتستاهلي كل خير .
_
ظل خالد يشعر بالأختناق من كلمات فداء ولتكرار طلبها بالطلاق وكأنها بذلك تضع حبل المشنقة حول عنقه وتحاول شده رويدا رويدا حتى تتفنن في تعذيبه .. ظل يتنهد مرة تلو الأخرى ليخرج ما يختلج بصدره من ڠضب بكيف يتركها وهي مهجة فؤاده الذي أنارته بعد عتمة وأيقظته بعد غفلة وهو يقول متوعدا بلهيب العشق
_مش هسيبك مهما قلتي ومهما عملتي يا فداء ما هو انا لو سبتك هعيش ازاي حد بيعيش من غير قلبه
في السيارة وبينما كان أمير ينتظر شوق لحتى تعود كي يعيدها للفيلا مرة اخرى
اذ على رنين هاتفه 
كانت تلك آيات التي كانت تحاول مهاتفة شوق كثيرا لتعلم منها سبب مغادرتها البلد فلقد أخبرتها أمها أن شوق ليست موجودة في دارها وعندما لم ترد شوق على اي من اتصالاتها قررت مهاتفة أمير وسؤاله عليها فلربما عادت اليهم فهي لا تعرف أقارب لها غيرهم 
ما ان رأى أمير اسم المتصل على الشاشة حتى ابتسم تلقائيا ببسمة انفرجت لها أساريره وانشرح لها صدره وقال في نفسه 
_آيات بتتصل
ظل على وضعه شاردا في الاسم ينظر للشاشة بابتسامة بلهاء وبعدة ثواني فاق من شروده واستجاب للاتصال وتكلم بحب وبشكل تلقائي 
_أنا مش مصدق نفسي
لتتحدث آيات بحرج شديد فما كانت لتفعلها سوى انها كانت شديد القلق على شوق
_ اا استاذ أمير أنا أسفة للإزعاج 
_ لا إزعاج ايه دي أحسن حاجة حصلتني النهاردة هو اتصالك
بعدها انتبه لحديثه وعلم أنها ستغضب منه فقال
_ احم قصدي يعني ازيك يا أنسة ايات
_ معلش يا أستاذ أمير أنا كنت بسأل عن أبلة شوق مجتشي عنديكم لانها اختفت فچأة من البلد ومحدش يعرف عنها حاچة ولا بترد على موبايلها
رد أمير بهدوء
_ اطمني شوق معانا وكويسة زي الفل 
فرحت آيات واطمأنت نفسها 
_ صحيح يا أستاذ أمير!!! طب الحمد لله طمنت قلبي والله
_ احنا عرفنا الحقيقة خلاص وشوق
تم نسخ الرابط