شوق اسماء عبد الهادي
المحتويات
منتظر الوقت المناسب علشان يقول لميار ويمهدلها الموضوع ميار متعلقة بخالد أوي وممكن متقبلش وجودك زوجة في حياة خالد
_اها دلوقتي فهمت بس هو مكانش مضطر يتجوزني علشان يجيب حد يقعد مع اخته كان ممكن يجيب أي حد بأجر معين مثلا
بعدها قالت في نفسها
_ولا هو حب يضرب عصفورين بحجر واحد طالما مش طايل فلوس من بابا يبقى ياخد بنته تكون مع أخته وكدا كدا كان هيدفع فلوس وعلشان مش هينفع وجودي هنا وهو موجود اتجوزني اكيد ده تفكيره انسان غريب اوي
_فداء انا من زمان مرسمتش ايه رايك نرسم سوا
هزت لها الدادة رأسها لتجاريها في الحديث
فقالت فداء
_ايوة بس انا مليش في الرسم اوي
ردت ميار
_عادي كلنا في الأول كنا كدا أنا هعلمك بصي عليا وحاولي تقلديني.
أمسكت ميار الفرشاة وبدأت تقلد ما تخطه ميار على الورق ولاحظت خلال ذلك تلك الابتسامة التي لا تغادر وجه ميار فتلقائيا ابتسمت لها فداء فهي رأتها فتاة تلقائية وبريئة.
رسمت ميار الشجرة بالطريقة التي هي معتادة عليها لتقول فداء
_لا استنى أنا عندي فكرة تانية ترسمها ازاي بصي كدا
اتسعت ابتسامة ميار وقالت
_واو رسمتيها افضل من رسمتي طب انتي طلعتي رسامة جامدة اوي اهو
ضحكت فداء وقالت
_لا والله هي جت معايا كدا يمكن الشجر الحاجة الوحيدة اللي بعرف ارسمها
_اوك بصي.. اقولك هاتي ورقة جديدة ونبدأ من الأول.
_اوك يلا.
ظلت الفتاتان ترسم باستمتاع شديد وانقضى الوقت بكل متعة بصحبة بعضهن البعض
لتتذكر فداء خالد فقالت پخوف وهي تهمس للدادة
_دادة خالد لو عرف اني مسمعتش كلامه وطلعت فوق هيبهدلني لو سمعتيه جاي قوليلي علشان انزل بسرعة
لتقول الدادة بقلق
_يووه وبعدين بقا طب هعمل ايه
هتفت ميار باستغراب
_مالك يا فداء انتي زهقتي مني انا عارفة خالد كمان يادوب يقعد شويا ويزهق ويمشي ويسيبني
ازدردت فداء ريقها وقالت بحزن فهي موافقة أن تقضي الوقت مع ميار طالما انها مجبرة على العيش في هذا المكان فهي أحبت ميار واشفقت على حالها
_انتي ايه بتشتغلي زي خالد
_اه.. ايوة بشتغل... يعني اوقات الشغل هنزل ولما اخلص هطلع ليكي علطول ايه رايك
_بتقولي كدا وطبعا مش هترجعي تاني انا عارفة
_لا والله اوعدك اني هطلعلك بس ف الأوقات اللي خالد فيها مش هنا يعني هو موجود فهيسد مكاني اول ما بنزل الشغل انا هجيلك اتفقنا
_ميار في حاجة تاني
_ايه
_متجبيش اي سيرة عني لخالد خالص الا لما يقولك هو بنفسه
_ليه
_ارجوكي اعملي اللي بقولك عليه
_اوك ماشي
_شكرا يا ميار انتي عسل اوي
_وانتي جميلة أوي انا حبيتك علشان كدا
عايزاكي معايا علطول لان خالد مانعني اني اخرج او اقابل حد علطول حابسني في اوضتي طول الوقت حتى انزل تحت بردو ممنوع.
نهضت ميار من مكانها وعانقت فداء
لتتنهد فداء ببؤس من أجلها وتربت على ظهرها بحنان.
لتدلف اليهن الدادة وفي يدها كوبين من العصير
_العصير يا بنات
استغربت فداء لما الكوب مصنوع من البلاستيك هذا لا ينفع سوى للأطفال
_غريبة هو احنا اطفال يا دادة
نظرت الدادة لميار وصمتت ففهمت فداء أن ميار تعاني من مشكلة ما نفسية لذا هزت رأسها وصمتت واحتست العصير مع ميار.
في الشركة
كان يجلس خالد مع كل من عساف ومهند
يتناقشون حول أمور الشركة والعمل وعندما انتهوا قال مهند بتساؤل وهو لا يستطيع اخراج ميار من رأسه
_ الا قولي يا خالد انت ليه اتجوزت فداء بالطريقة دي
قال عساف باستغراب هو ايضا
_ صحيح ليه واحد زيك بمركزك يتجوز كدا من غير ضجة وحفلة واعلانات
هتف خالد مواريا الحقيقة التي لا يريد حتى تصديقها هو
_ لا دي كانت جوازة كدا على الماشى
ابوها عزت القماش راجل نص كم كدا وبتاع قمار اكيد عارفينه كان عليه للشركة مبلغ كبير وطبعا فلس ومش هيقدر يدفعه فأخدت بنته بدال الفلوس بس كدا .
طالعه عساف پصدمة
_ يخربيتك وبنته ذنبها ايه.. وبعدين ده جواز يا بني تدبس نفسك التدبيسة السودا دي ليه
خالد بارتباك
_اهو اللي حصل
الا ان مهند متأكد أن خالد ما كان ليفعل هذا الا لسبب واضح ومؤكد وليس كما قال لهم لكنه على اي حال صمت ولم يعلق
قضيت فداء اليوم بأكمله مع ميار التي كانت في فمة سعادتها بوجود ميار معها
استغربت ميار تأخر خالد في
العودة لميار وتركها كل هذا الوقت وحيدة وقالت
_هو خالد بيسيبك كل يوم ويتأخر بالشكل ده
ردت ميار بحزن
_اه للأسف خالد مشغول بشغله عني حتى انا حاسة انه مبقاش يحبني
اشفقت عليها فداء وقالت
_لا طبعا بيحبك اكيد واكيد مش مانعه عنك الا الشغل متزعليش
حضرت الدادة ووضعت طعام العشاء أمامهم
_العشا يا بنات يلا
وقبل العشاء ناولت الدادة لميار حبة عقار لتشربها
فتسائلت فداء
_هي ميار تعبانة يا دادة في حاجة بتوجعها
لترد الدادة
_ شوية تعب نفسي كدا ميار كانت كويسة بس من بعد مۏت مامتها وباباها في حاډثة نفسيتها تعبت ومبقتش تقدر تتعامل من غير مهدئات
نظرت فداء لميار وطالعتها بحزن
_يا حبيبتي يا ميار ألف سلامة عليكي
بعد العشاء بدأ يظهر على ميار أثار النوم وبدأت في التثاؤب وفي تلك اللحظة استمعت الدادة لصوت سيارة خالد
فقالت
_فداء يا بنتي معاد شغلك جه
انتفضت فداء پخوف من ان تكشف وقبلت ميار سريعا وقالت
_ميار جه معاد شغلي همشي وهجيلك بكرة تصبحي على خير
ميار بنعاس
_وعد
_اكيد طبعا سلام
وانطلقت مغادرة بسرعة قبل ان يراها خالد
وعندما وصلت غرفتها اوصدت بابها عليها باحكام وتنهدت براحة
_اووه الحمد لله كنت هتكشف واتبهدل من خالد.. بس بجد حرام عليه اللي عامله ف اخته ده... دي محتاجة دعم نفسي كبير وهو مهمل فيها جدا البنت لذيذة وطيبة اوي.
وصل خالد الفيلا وأول ما فعله هو انه صعد إلى أعلى حيث غرفة أخته ليطمأن عليها فوجدها تتدثر في الفراش وتستعد للنوم
_ميار حبيبة اخوها عاملة ايه
مدت ميار يدها وقالت بسعادة
_مبسوطة اوي يا خالد
_ربنا يفرحك دايما يا
حبيبتي
_ها اتعشيتي واكلتي كويس واخدتي العلاج
_اه كله كله.. انا متشكرة ليك اوي يا خالد على اللي عملته
هنا تدخلت الدادة خۏفت من أن تقول ميار شيئا بشأن فداء
_ااا خالد بيه تحب حضر لحضرتك العشا واوديه في اوضتك لان سامية روحت
انتصب خالد في وقفته وقال بجدية
_لا انا اتعشيت ف المكتب خلاص
وبعدها نظر لميار ليجدها قد نامت بالفعل فقبلها بين عينيها بحنان وغادر للأسفل حيث فداء
مد يده ليفتح الباب لكنه كان مغلقا فقال
_افتحي يا زفتة
نهضت فداء من مكانها وقامت بفتح الباب وهي تقول في نفسها
_زفتة في عينك ما تلم نفسك هو محدش عارف يلمك.. مصېبة ليكون عرف اني طلعت فوق ربنا يستر
ليهتف خالد بإنزعاج
_قافلة الباب ليه انا مش قلت سبيه مفتوح
تنهدت فداء براحة لانها تأكدت أنه لم يعرف بالأمر وقالت بهدوء
_معلش يا خالد نسيت
_نسيتي اه... طب ابعدي ايدك خليني ادخل
_تدخل فين
_اوضتك
_ولما هي اوضتي هتدخل تعمل ايه اتفضل انت ع اوضتك
بصلها بحدة فبعدت ايدها وقالت
_ااا اتفضل يا خالد بيتك ومطرحك
_يا شيخة
_ايه بقولك اتفضل قلت حاجة غلط انا
جلس خالد ع الشيزلونج
فقالت فداء بعدما تركت الباب مفتوح
_ده انت شكلك ناوي تطول هنا
_اقفلي الباب سايباه مفتوح ليه
_خالد انت عايز ايه بالظبط
_قلت اقفلي الباب
ابتلعت ريقها بتوتر وقامت بإغلاق الباب
_اهو اديني قفلته ممكن اعرف في ايه
_هو ايه اللي في ايه وتدخل فين انا قاعد في بيتي على فكرة
_يا سلام وسبت الفيلا العريضة الطويلة دي كلها ومعجبتكش غير الاوضة بتاعتي
_عندك مانع
_لا أبدا خد راحتك بس انا هخرج استنى برا
_استنى عندك تخرجي فين اتنيلي اقعدي .
جلست بتوتر لوجودها معه في مكان واحد ومغلق عليهما
ولكنها حاولت دفع التوتر وقالت
_هو فيه حاجة مهمة عايز تقولها ولا ايه
طالعها لعدة ثواني بشرود ثم قال
_اتعشيتي
_اه الحمد لله لسه من شوية
_طب كويس لاحسن ابوكي يقول أخدها مجوعها عندي.
ابتسمت فداء پقهر فهي لم تسمع أي خبر بخصوص أبيها ولم يحاول الوصول اليها والاطمئنان عليها بأي طريقة
لاحظ خالد ذلك فقال مدعيا غير الحقيقة
_ابوكي سألني عنك النهاردة.. قلتله كويسة أكيد وأفضل عن ما كانت عندك
طالعته فداء بفرحة
_بجد بابا سأل عليا
نظر لها خالد بإشفاق فأبيها لم يفعل لكنه حاول مدارة حزنه وقال
_هكدب مثلا
_لا مش قصدي.. طب طمني عليه عامل ايه
_كويس زي ما هو اللي فيه طبع عمره ما هيغيره
_ربنا يهديه يارب
نهض خالد من مكانه وقال
_ طيب انا كدا اطمنت عليكي انا طالع أوضتي سلام
_سلام ... ااا خالد
الټفت اليها وقال
_اااا ممكن اكلمه
_مش النهاردة زمانه مش فاضي من لعب القماړ ولا هيسمع الموبايل خليها بكرة
_اوك
ام يسمح لها خالد بذلك قبل أن يكلم عزت بنفسه ويطلب أن يقول لابنته أنه دائم سؤال خالد عنها
_تصبحي على خير
_وانت من اهله.
في فيلا اولاد غريب
في اليوم التالي
شاهدت شوق عساف يهبط الدرج ويستعد للمغادرة
فقالت
_يسعد مساك يا عساف ايه هتخرج من غير ما تتغدى
رد باقتضاب
_ اه وابعدي من طريقي
_طب لو قلتلك انتي عاملة بسكويت تحفة بمساعدة عم سيد قلت ايه تدوقه
نظر لها عساف بملل وتخطاها ليغادر
فوقفت بحنق
_وبعدهالك يا عساف وراسك اللي عاملة زي حجر رشيد دي معرفاشي أفك رموزها
هبط مهند وهو يتحدث في الهاتف ويضحك بصوت عال
لتنظر شوق إلى حيث يقف لتجد انه يرتدي بنطال مثقوب من عدة أماكن كما هي الموضة حاليا لكن بالطبع شوق لا تعرف عنها شيئا
فقالت
_يخيبك يا مهاند ... ابوك مليونير وعندكم فلوس متلتلة ودولابك فيه هدوم ياما... ونازل بالمنطلون مقطع اكده.
كان عساف في طريقه للخارج لكن كلمات شوق استوقفته فالټفت ليتابع ما سيحدث بمتعة
اردفت شوق
_ لابس حتة خرقة يا مهاند مرضاش ألمع بيها الدار هي من قلة الهدوم يعني... توي هروح أجيب ابرة وخيط وأرقعلك البنطلون دون علشان محدش يضحك عليك.
اڼفجر عساف من الضحك واستند إلى الحائط بتسلية
أما مهند فتتح فمه بزهول مما يسمع
_ بتقول ايه الغبية دي
أكمل مهند هبوطة للدرج متجاهلا ما حدث
لتأتي شوق ومعها الخيط والابرة
_ وقف عنديك يا مهاند اني همشي الإبرة علي الأخرام بسرعة ولا اقولك اطلع اقلع المنطلون دون وهاتوني واستر نفسك بأي حاجة لحد ما أخلص
رفع مهند حاجبه
_ استر نفسي انتي بتقولي ايه يا بتاعة انتي.. انتي فاهمة بتقولي ايه
_ هات بس المنطلون يا مهاند هخلصه بسرعة مش هعوق عليك.. هات اني عايزة مصلحتك بدل ما الناس تقلس عليك هات
نظر مهند لأخيه الذي يضحك باستماع فقال بغيظ
_بتضحك على ايه انت كمان والله انا مش عارف متحمل الغبية دي هنا لحد دلوقتي ازاي
لتهتف شوق
_ وربنا ما هرد عليك يا مهاند علشان أني مش عايزة
متابعة القراءة