شوق اسماء عبد الهادي
المحتويات
نائمة
_خالد .. ماما .. بابا وحشتوني اوي أنا محتاجاكم أوي أنا لوحدي محدش معايا أنا محتاجة ليكم أوي
ضمت فداء شفتيها بأسف من أجلها
لتفتح ميار أعينها وهي تبكي
لكنها عندما ترى فداء تبتسم وتقول
_فداء انتي رجعتي بجد
حاولت فداء أن تنسيها حزنها فتحدثت بمرح
_اه طبعا اومال يعني كنت بتسلى وبكدب عليكي مثلا قومي يلا يا كسولة انا صاحية من بدري وبستناكي علشان نفطر انا جعت اوي
_وانا كمان جعانة أوى.
في المساء وعندما عاد خالد من شركته
دلف لغرفة فداء فلم يجدها وعندما هم ليخرج وجدها في وجهه فارتبكت فسألها هو بوجه مقتضب
_كنتي فين
هي كانت بالأعلى مع ميار ولم تسمح لها ميار بتركها بتلك السهولة لحتى تلحق خالد قبل دخوله الفيلا
_كنت فين ايه ما انا قدامك أهو
_يعني مش في اوضتك
_وايه المشكلة هل المطلوب مني أكون في اوضتي اربعة وعشرين ساعة
لو أنت عايز كدا مفيش مشكلة
_لا أنا مقلتش كدا ومديكي مساحة في الدور الأول ده كله
_تمام يا خالد حمدا لله على سلامتك أنادي سامية تجبلك الغدا!
_اتغديتي
رمقها بضيق واستياء ثم قال بهدوء
_خدي الموبايل اهو كلمي صاحبتك
وجدته يناولها الهاتف ويصعد هو لأعلى فقالت
_ولما أخلص أرجعه ازاي
قال دون أن ينظر
_خليه معاكي مش هتقرفيني كل شوية أنا عايزة الموبايل
_اوك شكرا يا خالد.
أمسكت الهاتف وقررت الاتصال بشوق
كانت هي تحاول أن تستفرغ كل ما في بطنها وبعد أن انتهت خرجت من المرحاض وهع تضع المنشفة على كتفها وتمسك بطرفها وتجفف به فمها وباليد الأخرى تضع يدها على فمها بانزعاج
بالخارج حيث كان عساف يخرج من الفيلا ويتجه صوب سيارته استمع لصوت فتاة ما تقول للبواب
_أيوة مين إنتي
_أني چاية للأبلة شوق ممكن أدخلها
ليترك عساف باب سيارته ويتجه صوبها پغضب
وهو ينادي عليها
_انتي تعالى هنا
خاڤت آيات منه ومن هيئته وملامح وجهه الغاضبة فتركت مكانه وتوجهت نحوه وهي تقول
_السلام عليكم أني كنت چاية لأبلة شوق أني كلمتها وهي طلبت مني آچي أقابلها إهنه
_هي فاكرة نفسها فين في فيلا أبوها مثلا ولا إيه
هتفت أيات في نفسها
_واه أومال داي فيلا مين مش فيلة أبوها واخواتها ما هي اسمها أولاد غريب أهي أومال أخينا ديه بيقول ايه
أخرجها عساف من شرودها ليقول
_لا وكمان صعيدية زيها وحاجة أخر ملل هو أنا ناقص واحدة علشان تيجيني مصېبة تانية
لتقول آيات في نفسها فهي لا تجرؤ على قولها له مباشرة
_واه كنك هتنكر أصلك وتنفر منيه ولا إيه مالهم الصعايدة اللي انت منيهم دولن أجدع اناس ولا عيشة مصر غوتك.
_انتي يا بتاعة انتي
أغتاظت منه أيات ومن تصرفاته فقالت بحنق
_ايه يا أستاذ أنت عتكلمي ليه إكده أني جايبة أقابل أبلة شوق
_اسمعي بقا اتفضلي ارجعي من مكان ما جيتي وانا ليا تصرف تاني مع الزفتة اللي اسمها شوق دي عايزة تقابل حد تبعها تقابله برا الفيلا بلاش عك.
_واه عتقول ايه أبلة شوق تقول عليها زفتة!!
_لا كدا كتير أمشي اطلعي برا واطمني شوق ابلتك دي هتحصلك مبقاش ليها شغل هنا تاني دي ناقص تفتحلنا الفيلا لوكاندة.
استغربت أيات حديثه ولم تفهم منه حرفا واحدا لذا ضيقت ما بين حاجبيها وقالت في نفسها
_مبقاش ليها شغل تاني يعني ايه مش دي فيلة أبوها!! أني مش فاهمة حاجة
ليهدر بها عساف مرة أخرى بكل وقاحة
_سمعتي أنا قلت إيه
ردت پغضب
_طيب براحة شوية يا استاذ انت في حاجة اسمها زوق مش اكده
قالتها وتركته ورحلت للخارج
ليقترب أمير من عساف الذي يقف وينفخ پغضب
_اوف دي حاجة تقرف.
ليتحدث أمير بضيق
_ليه كدا يا عساف ليه تكلم البنت بالأسلوب ده هي عملت لك ايه لكل ده دي كانت بتسأل عن شوق مش أكتر
_انت يا زفت اطلع من دماغي وادخل قول للزفتة اللي جوا تلم حاجتها وتمشي ارجع ملاقيهاش
قال عساف ذلك وركب سيارته وانطلق بها
أما أمير فلقد قرر أن يلحق بآيات ويطلب منها أن يعود ويدخلها لتقابل شوق كما أرادت.
كانت آيات قد سارت إلى آخر سور الفيلا وبعدها سلكت طريقا آخر غير الذي بحث فيه أمير عنها
ظل ينظر في كل اتجاه فلا أثر لها
فنفخ بضيق
_يادي الحظ دي راحت فين دي قبل ما ألاقيها كنت حابب أعرف أكتر عن حياة شوق الحقيقية ودي طالما جايلاها وصعيدية زيها يبقى احتمال كبير من نفس بلدها.
أما أيات ما إن وصلت للطريق العمومي الذي منه ستستقل أي مواصلة لتعود أدراجها حتى جلست على الرصيف تنتظر السيارة وهي حزينة ومحتارة البال
_مين الراجل اللي معډوم الزوق والأخلاق ديه وكمان إيه كلامه الغريب ديه هيطرد شوق يعني ايه!! شوق المفروض انها سابت بلدها علشان تسكن مع أبوها غريب بيه والفيلا اسمها اولاد غريب هو أني روحت مكان غريب ولا إيه ولو كانت شوق فعلا بتشتغل اهنه ودون مش بيت أبوها كانت بتطلب مني أجيلها اهنه ليه وربنا أني ما بقيت فاهمة حاجة بس كل اللي أني فاهماه اني شكلي اتسببت في ورطة لأبلة شوق استرها ياربي.
كانت تجلس متدثرة في فراشها فجاءها اتصال من فداء
_ألو مين
_شوق عاملة ايه انت فداء يا بنتي
_فداء مين .. ااه يانا يا مصاريني..
ضحكت فداء
_فداء مين ايه انتي تعرفي كم فداء بالظبط ومالها مصارينك ياشوق
_انتي بتضحكي على أحزاني يا به مصاريني جالها تلبك معوي من اللي مهاند طفحهولي المهم سيبك هبقى اكويسة كيفك انتي يا حبابة
_لو استمر وجعك ده خدي أي حاجة مطهر معوى من الصيدلية
_شكلها اكده ربنا يسهل ان شاء الله.. بس عرفتي تأخدي المحمول تاني أهو
_اه الحمد لله ربنا هداه وعطاهولي
_صوتك بيقول عنديكي حاچة عايزة تقوليها يا بت
_بصراحة اه يا شوق
_اشجيني يامه
_اسكتي يا شوق خالد طلع عنده أخت وحابسها في اوضتها مش بيخرجها أبدا منها وكل ده ليه علشان تعبانة شوية
_يخيبه راچل ليه كنه مستعر منيها إياك يعملها ديه من عينة أولاد غريب ميعملهاش ليه ... مالها يا فداء تعبانة كيفها
_نفسيتها تعبت من بعد مۏت أهلها
_اه وتلاقيه البعيد بيقول عليها مچنونة وحابسها.. عيني عليكي يا بنتي والله وجعتي قلبي عليها خدي بالك منيها يا فداء وحطيها في عنيكي
_اطمني انا وميار بيقنا زي الأصحاب وارتحتا لبعض زي ما ارتحت ليكي كدا
_طب الحمد لله يا بت جايز كل اللي حصلك ديه ما هو إلا سبب ربنا عمله علشان يسخرك للمسكينة اللي لا حول ولا قوة ليها داي متسبيهالك اللي زي دول بيكون براءة الدنيا فيهم
_ده حقيقي يا شوق انا فعلا كنت مستغربة ليه خالد اتجوزني بالشكل ده.. طلع علشان أقعد مع أخته فعلا انا بحسها بريئة خالص ساعات بحسها طبيعية مفيهاش حاجة وساعات بتبقى غريبة شوية بس مش اوي بس عامة أنا مرتاحة بالتعامل معاها ومش تقيل عليا أبدا ومبسوطة ان ربنا جعلني سببا لرسم البسمة على وشها
_ربنا يچزيكي خير يا فداء يمكن ربنا بعتكم ونس لبعضيكم ويشفيها ويعافيها يارب بس اللي عقله مخروب ديه حابسها ليه ينشك في معاميعه ديه
_ده اللي مجنني يا شوق انا متغاظة من خالد اوي ومش فاهماه بحس تصرفاته غريبة ساعات يكون انسان طيب وكويسوساعات يقلب متفهميش هو بيعمل ايه ولا ليه
_والله شكله هو اللي مريض نفسي ربنا يهديه ويشفي أخته انتي شوقتيني وانا اكده عايزة اتعرف عليها يا بت
_لا انا بطلع ليها خلسه من غير ما خالد يعرف
_الاه مش بتقولي جايبك علشان تقعدي معاها
_ماهو
لسه معرفناش ع بعض ولسه مانعني من فوق بس أنا اللي بطلع لها لما يكون مش موجود
_ايوا ايوا فهمت
_ربنا يصلح الحال من عنده يا رب
هي البت أيات اتأخرت ليه
_ايات مين
_دي بنوتة بلدياتي كانت چايالي وكنت عايزة أعرفكم على بعض بش اتأخرت شكلها تاهت ولا ايه.
_طب انا هقفل وكلميها اطمني يلا سلام
_مع السلامة يا حبيبتي.
أنهت شوق الاتصال وهاتفت آيات التي لم تعرف ما الذي تقوله لشوق
_السلام عليكم أيوة يا أبلة
_وعليكم السلام انتي فين يا بت عوقتي ليه توهتي عن المكان يا بت
_انتي موجودة في فيلا اولاد غريب مش اكده
_ايوة يا بت تعالي يلا
_أبلة شوق اني أسفة هبقا أجيلك وقت تاني حاسة اني تعبت أني راخرة فچاة اكده وهعاود تاني
_يا مراري تعبتي مالك يا حبة عيني طب انتي فين وأني هقوم البس دلوك وأچيلك
_لاه لاه أنتي لساتك تعبانة وأني مش تعبانة اوي يعني أني مش عايزة اسبب ليكي مشاكل
_مشاكل مشاكل إيه يا بت انتي في حاجة حصلت معاكي قولي انتي فين ولو راكبة انزلي واثبتي ف مكانك أني چايالك
_بلاش يا أبلة شوق انتي تعبانة
_انطقي يا أيات انتي فين صوتك مش طبيعي اني بقيت اكويسة
_أنا جنبيكي متحركتش من مكاني مستنية مكروباص
_طيب أني جايالك حالا
ارتدت شوق ملابسها سريعا وخرجت لتصطدم بأخيها أمير فقالت بلهفة بينما هو كاد أن يسألها عن أخبارها
_أمير الأمرا اكويس انك لساتك اهنه تعالى وصلني لأول الشارع الله يكرمك ما قدراشي أمشي.
_خير يا شوق انتي رايحة فين لو لسه تعبانة تعالي اخدك لدكتور
_لاه اني كويسة بس في بنت بلدياتي عايزة أقابلها
_اه البنت اللي جت هنا صعبت عليا لما عساف بهدلها بالكلام
_هي جت اهنه وعساف نيلها امعاها ديه اني فكرته مشي علشان اكده قولتلها تعالي وقعته سودا زعلها جامد يا ولا أتاري البت ياعيني صوتها مهواش طبيعي
_والله جريت وراها علشان اصالحها وأخليها تقابلك بس ملحقتهاش
_طب ينوبك ثواب وصلني ف طريقك
_اوك يلا.
اوصلها أمير إلى حيث تجلس ايات
وما ان رأتها شوق حتى ركضت اليها
_آيات يا بتي
هتف أمير بابتسامة لاحت على محياه
_اسمها آيات اسم رقيق زيها.
نهضت أيات من مكانها وعانقت شوق
_أبلة شوق انتي كويسة
_أني بخير يا حبة عين شوق أني أسفة على اللي حصلك أني السبب.
قالتها ثم التفتت لأمير الذي مازال واقفا بسيارته بالقرب منهم
_طب بالسلامة انت يا أمير .. تسلم على المواصلة
_طب تعالوا اوصلكم الفيلا أو أي مكان تحبوا تقعدوا فيه
_ايوة ودينا مكان نقعد فيه الله يسترك يا أمير
_اوك اركبوا
_تعالى يا أيات
كانت أيات تخشى الركوب مع ذلك الشاب الغريب والذي يبدو أنه من نفس سنها أو أكبر بسنة
متابعة القراءة