شوق اسماء عبد الهادي

موقع أيام نيوز

يحلها
حركت فداء رأسها برفض الفكرة 
_ لا وانتي ايه اللي جابرك على كدا لا طبعا عايزة تساعديه تمام مفيش مشكلة بس ليه تقعدي عند ناس انتي مش عارفاهم
_ جايز يا فداء ظروف الولد اللي حكمت بكدا ان شاء الله الوضع مش هيطول 
_ شوق إخواتك مش هيوافقوا على دا 
_ وديه اللي كنت لسه هكلمك فيه ياريت اخواتي ميعرفوش اني فين ولا بعمل ايه كل اللي عايزاكي تقوليه ليهم لو سألوا عليا اني كويسة ومش هرجع ليهم الا لما يعدلوا سلوكياتهم وأشوفهم غير اللي هما عليه ديه كل منايا لاخواتي والله ... وربنا ييسر الحال لينا كلنا يارب
_اللهم آمين يارب...طب انا مش هشوفك يا شوق انتي وحشتيني اوي.
_هنتقابل يا قلبي بس اظبط ظروفي اهنه مع يوسف وجدته وهبقى اكلمك يا قلبي يلا اشوفك على خير جدة يوسف منتظراني
_ خدي بالك من نفسك يا شوق 
_ ماشي يا حبابة انتي خدي بالك من نفسيكي ومن ميار واتوصي بخالد يا به وبلي ريقه ببسمة على الأقل دي جوزك يا بت وبطلي عناد على روحك الراجل يتمنالك الرضا ترضي.
تحرجت فداء وقالت بصوت خفيض
_ شوق انتي بتقولي ايه بس
أخذ خالد الهاتف من فداء
_هاتي اكلمها... شوق حمد لله على السلامه انتي كويسة 
_ان شالله تسلم وتعيش يا استاذ خالد كنت لسه ببعتلك سلامي مع فداء
رفع خالد بصره تجاه فداء وقال بصوت ولهان
_وصيها عليا يا شوق دي منشافاها عليا اوي اعملها ايه دي علشان تسامحني
ضحكت شوق 
_لاجل الورد ينسقي العليق يا خالد بيه واحنا وردتنا غالية اوي وفريدة علشان كدا طولتها مش بالساهل وكل لما تتعب تنول
انزعج خالد وضيق ما بين حاجبيه 
_بقا كدا يعني انتي بتشجعيها على كدا يا شوق انتي كمان وانا اللي بقول انك هتحنني قلبها عليا
ضحكت شوق وقالت
_الصبر حلو يا خالد وكل شىء بأوانه الله يسعدكم يارب
انشرح صدر خالد ونظر لفداء بلهفة
_افهم من كدا ان فيه أمل يا شوق بجد
هتفت شوق ساخرة 
_أمل وسعاد وانشراح كمان لو عايز 
رفع حاجبه بانزعاج 
_بتتريقي عليا يا شوق 
_لاه يا خالد هو اني اقدر بس خلي نفسك طويل شوية اومال
_ماشي يا شوق انتي وفداء لما اشوف اخرتها معاكم
أخذت فداء منه الهاتف وقالت
_هات بقا.. ايوة يا شوق 
_ايوة يا قلبي عايزة مني حاجة يا غالية 
_عايزاكي مرتاحة البال يا شوق 
_ان شاء الله يا قلبي ربنا يريح بالنا كلنا ويرضى عنينا.. يلا السلام عليكم في امان الله.
__
وجدها تعود للمنزل متأخرة فمد يده على باب الشقة ليمنعها من الولوج للداخل وقال بحدة 
_رايحة فين 
_ايه يا بركات داخلة البيت هكون رايحة فين
أمسك بذراعها وضغط عليه 
_كنتي فين يا بت واتأخرتي ليه انطقي 
توجعت پألم من ضغطه على ذراعها 
_بركات ايدي حرام عليك بقا 
هتف بتهكم
_ياختي اتلهي هو انا عارف اجيب اوله من أخره ده دراع ده ولا كوبري
زفرت بحنق
_دي خلقة ربنا اعترض بقا على خلقة ربنا يا بركات 
_لا ياختي دي واحدة سعرانة مش بتبطل أكل بطلي لغ وانتي تخسي لأحسن كدا ھتنفجري يا ماما مش كدا
_ماشي شكرا على النصيحة عديني علشان ادخل تعبت يا اخي من الوقفة 
_لا يا ختي لما تقولي الأول كنتي فين واتأخرتي ليه
_كنت بدور على واحدة صاحبتي 
_ليه كانت عيلة صغيرة وتايهه 
_بركات عديني بقا يا باااي 
_فهميني الحوار الاول 
_الحوار يا سيدي ان صاحبتي زعلت شوية

مع أهلها فخرجت تفك عن نفسها فمنكاش عارفين هي فين
_وانتي بسلامتك كنتي بتدوري عليها دي زمانها كانت طفشانة من وشك
قالت توبا بحنق وهي تبعد يده وتدخل للداخل
_مش هرد عليك اوعى كدا
ليقول هو وهو يلتلف نحوها
_كنتي تطفشي معاها يا بت يمكن نرتاح 
لترد توبت بانزعاج
_طول ما انت ورايا هيكون قريب 
_اجعله قريبا يارب
هزت توبا رأسها بأسى 
_لا حول ولا قوه الا بالله
ومن ثم تذكرت كلمات عساف فابتسمت تلقائيا ودلفت غرفتها وعلى وجهها بسمة واسعة متناسية كلمات أخيها للتو.
__
انهت شوق الاتصال مع فداء ونهضت مين مكانها بتوجهت الى حيث السياره التي تجلس بها جلنار
وطرقت على الزجاج 
لتفتحه جلنار وتشير لها للكرسي الأمامي بجوار السائق 
_تعالي يا شوق اتفضلي اركبي
ركبت شوق السيارة وتلقائيا نظرت خلفها حيث ينام يوسف وهي متشوقه لرؤيته والتعرف عليه فقالت وكانها تحمل قلب ام حنون
_ما شاء الله عليه نايم زي الطفل الصغير كله براءه
ردت جلنار وهي تمرر يدها على شعر حفيدها
_يوسف فعلا على قد ما هو عصبي وعلطول بيزعق الا انه فعلا حنين قوي بس عصبيته دي من ظروفه اللي بيمر بيها وعايزاكي تتحملي ده لان ما اعتقدش انه هيتقبلك بسهوله.
_عارفه اني مش هيتقبل وجودي بسهوله وانه كمان بظروفه دي مش بيثق باحد بسهوله علشان كدا مش عايزة حضرتك تقدميني ليه على اني المعلمه بتاعته لا عايزاكي يتقدميني على اني صديقه لحضرتك او للعائله ده طبعا بعد اذنك.
_انتي شايفة كدا يا شوق 
_ايوة يوسف معتقدش انه هيستجيب ليا لو دخلته علطول من باب التعليم لازم يوسف يثق فيا كشخصي انا شوق ويحبني وبعدها ان شاء الله هيسمع اللي هقوله عليه ربنا ييسر ان شاء الله
_انا عايزة اقولك ان يوسف حتى مش بيقبل يقابل حتى قرايبه علشان تكوني عارفة 
_اطمني انا ليا مدخل ليوسف وان شاء الله تنجح
_هعتمد عليكي
_سيبيها لله ربنا يهون ويباركلك فيه 
انتهى السائق من تصليح السياره
وقال وهو يتخذ مقعده وينظر للسيدة جلنار
_خلاص يا هانم الحمد لله صلحتها.
_طيب الحمد لله اتفضل اطلع بينا يا عم أحمد
لتنظر له شوق وتعرفه عن نفسها 
_ازيك يا عم أحمد أني شوق 
طالعها العم أحمد ثم نظر أمامه للطريق مرة اخرى 
_أهلا وسهلا بحضرتك 
بعد عدة دقائق استيقظ يوسف واعتدل في جلسته وهو ينظر لجدته 
_تيتة احنا لسه في العربيه ما وصلناش
ربتك جدته على ظهره وقالت بحنان _قربنل نوصل يا يوسف خلاص ما بقاش كتير.
نظر يوسف امامه واشار اتجاه الشوق وقال
_ مين دي
لتنظر شوق للسيده جلنار وتحرك رأسها بمعنى أنها تطلب منها ترك مهمة تعريفها لنفسها لها 
فقالت شوق باسمة
_كيفك يا يوسف يا ولدي أني طنط شوق قريبتكم بس من بعيد حصلي ظروف اكده ومضطرة اقعد حداكم في البيت لكم يوم هتقبلني عنديكم ولا أشوفلي موطرح تاني بس يارب الاقي
نظر لها يوسف باستغراب 
_انتي بتتكلمي ليه كدا غريبة اوي
_ايه يا يوسف أول مرة تشوف واحدة من الصعيد وديه لهجتنا بس لو عايز اتكلم معاك كيف لهجتك مفيش مشكلة
_اه ياريت لاني مش فاهم منك حاجة
_وهو كذلك يا يوسف المهم هتقبل اني أفضل عندكم لحد ما الظروف عندنا تتحسن
رد يوسف بلا اهتمام 
_لو تيتا عايزة دا مفيش عندي مشكلة المهم تخليكي في حالك وملكيش دعوة بيا ومتتدخليش في اي حاجة تخصني
ڼهرته جدته
_يوسف عيب نكلم الأكبر مننا بالطريقة دي اعتذر لها حالا
لتقول شوق بهدوء 
_لا يا جلنار هانم انا عارفة ان يوسف مش قصده اي اساءة خالص هو بس بيقولي 
على الحاجة اللي هتريحه وانا مقدره منه ده واتمنى مكونش كائن متطفل عليكم او يضايقكم في بيتكم ان شاء الله يا يوسف هتلاقيني ضيفه خفيفه ومش هتحس بي خالص اتفقنا
حرك يوسف راسه بخفوت ومن ثم نظر جانبا يتابع الطريق 
ومن ثم تذكر والده ليلتفت مرة أخرى وقال لجدته 
_بابا هيزعل لو عرف بكلام الدكتور مش كدا انا عارف انه نفسه اني اقف على رجلي بقا حاسس انه مش متقبلني كدا
_يوسف انا مش قلتلك احنا هنغير الدكتور دا خالص يومين كدا ان شاء الله لحد ما ادور على دكتور تاني كويس
صمت يوسف واغرورقت الدمعات في أعينه
لتقول شوق 
_تسمحلي أتدخل يا يوسف
لم يرد عليها يوسف واكتفى بالنظر مرة أخرى من زجاج السيارة 
لتتنهد شوق وهي تقول بينما تعيد نظرها أمامها ثانية
_يوسف لازم تكون عارف ان الأهل منى عينهم انه يشوفوا أولادهم في أحسن حال.. وحزن باباك عليك ده شىء طبيعي ان شاء الله هتخف وهتتحسن كمان
كلمات شوق استفزت يوسف واخرجت الكائن العصبي الذي بداخله
_هه هخف انتي بتحلمي ولا مفكراني عبيط وهصدقانا هفضل كدا طول عمري انا عارف انا هفضل طول عمري عاجز وبابا هيفضل شايفني عالة عليه وعبىء على تيتة اسكتي انتي .. انتي متعرفيش حاجة يبقة متتكلميش أحسن.
كادت جلنار لتفتح فمها لتعاتبه على نزقه الا أن شوق اومأت لها بأن لا بأس 
فقالت شوق بهدوء
_ بس كل اللي اعرفه ان ربنا قال أنا عند حسن ظن عبدي بي وان ربنا قادر سبحانه على كل شىء ومش بعيدة عن ربنا أبدا انك تقوم وتقف على رجليك من تاني .. لازم تكون واثق من دا
اتسعت نظرات يوسف لشوق الذي هزت رأسها لتأكيد كلامها 
_اوعى تفقد الأمل في الشفا فزي ما اللي انت فيه دا بأمر ربنا الشفا بردو من عنده
اتنهد يوسف بأسى وصمت ولم يعلق حتى ساد الصمت التام في السيارة إلى أن وصلوا إلى مكان الفيلا
__
بعد مكالمة شوق وضعت فداء الهاتف جانبا وقالت بفرحة وهي تمسك بيد خالد دون وعي
_خالد انا فرحانة اوي ومبسوطة اوي.. الحمد لله اطمنت على شوق انا مش مصدقة نفسي
ليهتف خالد بحب وهو يتحدث كالأبله بينما ينظر ليدها التي تمسك بيدها 
_وانا مبسوط اوي اوي انا مش مصدق نفسي
تلك الطريقة التي كان يتحدث بها ونظراته نحو يدها جعلتها تنتبه لفعلتها فسحبت يدها بارتباك وهي تقول باحراج
_اا احم انا اسفة اندمجت شوية
_لاا اسفة ايه اندمجي براحتك خالص ده انا حتى اسمي جوزك بردو ميجراش حاجة
لتعود فداء لجديتها 
_خالد من فضلك ودينا عند ميار.
_طب مش هنأكل 
_هنأكل مع ميار 
.ليهتف خالد بتزمر 
_ياباي على الفصلان يا شيخة ما كنتي كويسة وعسل لعشر ثواني ياااه 
__
توقفت السيارة أمام بوابة الفيلا
لتهتف جلنار 
_وصلنا خلاص اتفضلي يا شوق
لتترجل شوق من السيارة وكذلك العم أحمد الذي اتجه لحقيبة السيارة وإخراج الكرسي المتحرك ليخرج يوسف من السيارة
فقال يوسف وهو يزيح يد السائق 
_ابعد انا هعرف اخرج لوحدي
توجهت شوق لتساعد السيدة جلنار وهي تقول هامسة جاريني في اللي هقوله
_هاتي يدك يا جلنار هانم اساعدك
لتشكرها جلنار باسمة
_تسلمي يا شوق كلك زوق فعلا كنت محتاجة أسند على حد القعدة الكتير بتتعبني 
لتهتف شوق بكلمات ذات غرض معين _العفو يا حبيبتي .. مهياش عيبة لما نحتاج مساعدة ونطلبها من حد ربنا خلقنا كلنا علشان نساعد بعضنا والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه
ابتسمت جلنار وسارت مع شوق للداخل وهي تستند عليها 
_معاكي حق يا شوق شكلي كدا هستغلك علطول واسند عليكي دايما 
_موافقة بس مش اوي ها لأحسن كتافي شادين عليا
ضحكت جلنار 
_بقا كدا يا شوق 
_لاه هو

اني أقدر سندي يا حبيبتي براحتك ميهمكش واهو نبقى احنا الاتنين محتاجين اللي يسندنا ولا اقولك نبقى ندهنهم فولتارين هيبقوا عال العال .
سمع حديثهم يوسف اللي كان يتابعهم باهتمام وهو يسير خلفهم
تم نسخ الرابط