شوق اسماء عبد الهادي

موقع أيام نيوز

المتعة من قبل
فيبدو أن ما حدث قد غير شيئا من تفكيره بشأن

أخته فعلا
_ميار ايه رأيك نتغدى مع بعض سوا في مطعم 
قفزت ميار بسعادة 
_بجد يا خالد موافقة طبعا
_بجد يا روح خالد الحمد لله انك بخير يا روحي
_طب فداء كنت عايزاها معايا وحشتني 
امتعض وجه خالد وقال بضيق فهو مستاء مما فعلته لذا قال 
_فداء في الفيلا هتنتظرنا هناك لحد ما نرجع 
_اوك.
استقرا بداخل مطعم وعلى إحدى الطاولات 
_ها يا حبيبتي اختاري تحبي تأكلي ايه من دول 
_مم 
نظرت ميار لقائمة الطعام وبدأت تنتقي ما تحبه بفرحة عارمة وبعدها بدأت تنظر أمامها لتتعرف على المكان وتستغل تلك التجربة الجديدة أفضل استغلال فهي أخيرا بالخارج وبموافقة خالد وليس بدون اذنه.
في الطريق بينما كانت الدادة تبحث لفداء عن سيارة أجرى
_فداء انتي مش قادرة تقفي تعالى نروح المستشفى نطمن عليكي وبعدين تروحي
هتفت فداء بإعياء 
_لا أنا كويسة هكون كويسة لما اروح بيتي وأرتاح شوية متقلقيش عليا يا دادة
_ربنا يسترها معاكي يا بنتي 
ركبت فداء سيارة الأجرة إلى أن وصلت لبيتها 
كانت تترنح في مشتيها تمشي بغير اتزان تشعر وكأن رأسها ثقيل من كثرة ما تعرضت له من ضړب على يد خالد
مد يدها وضړبت جرس الباب ففتح لها أبيها الذي كان يستعد للخروج 
وما إن رآها على هذا الحال حتى قال
_فداء انتي هنا بتعملي ايه وايه اللي مبهدل وشك كدا.
كانت فداء في أشد حالاتها اعياءا ولا تستطيع الكلام لكن ربما تلك فرصتها للخلاص من خالد فحاولت استجماع كل طاقتها لتقول بينما جلست على الاريكة 
_خالد اللي انت جوزتهوني ڠصب يا بابا هو اللي بهدل وشي كدا زي ما حضرتك شايف
ليرد أبيها بكل برود
_وفيها ايه جوزك وضړبك هتعمليها حكاية يعني اتفضلي ارجعي بيتك يلا وبلاش دلع
لم تتوقع فداء ردة فعل أبيها الباردة هي ظنت أن دماءه هتحمى وسيهب غاضبا فلن يتحمل أن يضربها زوجها 
لذا هتفت فداء ساخرة في نفسها
_انتي كنتي منتظرة إيه ما هو خالد ضړبك قدامه وفي بيته قبل كدا ومتحركش دلوقتي هيتحرك
لذا قالت پألم
_حتى لو قلتلك خالد مبقاش عايزني في بيته يا بابا.
هنا لم يتحمل أبيها تلك الفكرة فهو لا يريد ذلك يريد ذلك الاتصال بينه وبين خالد قائما لحتى يحصل على ما يريده في أي وقت لذا قال مندفعا وهو يمسك بذراع فداء التي هي تتوجع منه بسبب ضغط خالد عليه 
_عملتيله إيه خلاه يزعل منك بالشكل دا ها عملتي ايه علشان يطردك من بيته انطقي.
هنا فقدت فداء آخر ذرة تحمل تمتلكها في قلبها ونهضت من مكانها وهي تسحب يدها من يد أبيها
ودلفت إلى غرفتها غير مبالية بنداءات أبيها عليها
_فداء فداء انتي يا بت انتي لازم ترجعي لخالد حالا.
هنا التفتت به فداء وقالت بكل عصبية
_ايه رايك يا بابا اني مش راجعة لخالد ده تاني حتى عملت فيا ايه كمان مش راجعة كانت غلطة لما وافقت ودلوقتي محدش بيدفع تمنها غيري ضحيت بنفسي وسعادتي وحريتي علشان خاطر حضرتك وياريت اللي عملته كان بنتيجة حضرتك زي ما انت متغيرتش ولا هتتغير اسمع يا بابا أنا من النهاردة مش هعيش علشان حد لا لحضرتك ولا لغيرك أنا كنت مستعدة أضحي بحياتي وانا راضية علشانك لكن طالما أنا مش فارقة كدا في حياتك اڼضرب اتهان اتبهدل بالشكل ده وحضرتك ميتهزش فيك شعره بالشكل ده يبقى اللي كنت بعمله ده مش هعمله تاني خالد أنا مش راجعة ليه وهطلق منه بأي طريقة ومن النهاردة مش هعمل حاجة ڠصب عني أبدا أو علشان حد حتى لو كان الحد ده انت يا بابا
قالتها فداء وأغلقت الباب عليها جيدا 
وسقطت على الأرض تبكي پقهر شديد وصوت بكاءها يصدح في أنحاء البيت بأكمله
الأمر الذي لم يتحمله عزت فغادر المنزل مستاءا منزعجا.
عاد خالد مع أخته إلى فيلته وهو يتنهد براحة 
_حمدا لله على سلامتك يا حبيبة قلبي
صعدا معا لغرفة ميار فاستقبلتها الدادة بالترحاب الشديد والأحضان والقبلات
_ميار يا بنتي حمدا لله على السلامة أنا كنت ھموت من القلق عليكي
احتضنتها ميار وقالت باشتياق
_وحشتيني يا دادة أوي انتي وفداء هي فين.
هنا هتف خالد بانزعاج فهو ما زال غاضبا من كل من فداء والدادة
_اتفضلي على اوضتك دلوقتي يا دادة ومحدش يزعجنايقصد فداء فهو لم يتوقع رحيلها من الفيلا انا هنام الليلة مع ميار
_تحت أمرك يا خالد بيه
قالتها الدادة وانسحبت للخارج.
_
وصل عساف للمكان الذي يذهب إليه دائما فقدم له النادل هناك
نوعه المفضل مما يحب أن يحتسيه عساف من المسكرات
فأخذه عساف وبدأ يحتسيه بشرود وهو يجلس وأعينه شاردة في البحر يشعر بالضيق ولا يدري ما سببه 
لتأتي فتاة من أصدقاءه فتجلس معه وهي تقول 
_سيفو قاعد لوحدك ليه
الټفت عساف إليها ونظر لها دون أن ينطق.
فنهضت من مكانها واقتربت منه لتجلس على جانب الكرسي الذي يجلس عليه بهدف التقرب منه وقالت بصوت كله دلال 
_ايه يا سيفو مالك في حاجة مضايقاك مش عوايدك تفضل ساكت كدا 
قالت كلامها ومدت يدها لتمررها على خصلات شعره 
_قوم تعالى نرقص علشان تروق
فأزاحها عساف بهدوء ونهض من مكانه ينوي المغادرة 
_لا أنا ماشي 
قالها وابتعد عنها لتلحق به 
_طب استنى أنا جاية معاك
_مش عايز حد معايا دلوقتي يا شيري باي
زفرت شيري بضيق وظلت مكانها تتابعه بأعينها بانزعاج فهي تحبه وتحاول التقرب منه وهو لا يري ذلك أبدا.
عاد غريب إلى فيتله يشتعل ڠضبا 
فقابلته زوجته وقالت باهتمام
_ها يا غريب عملت ايه مع المتر انا كنت ھموت من القلق قولي ان شريك الاولاد اتنازل عن المحضر اللي كان هيعمله
رد غريب بحنق 
_ومالك قلقانه ليه دي اول مرة تحصل ولا علشان خاېفة على سمعتك وسمعة الشركة بتاعتك انتي كمان أنا كنت كل مرة أقولك فيها الولاد تقولي مالهم الولاد وايه المشكلة لما يغلطوا هيتعلموا من غلطتهم لما سبتي أولادك غطسانين في الغلط ومش عارفين يطلعوا 
_ايه يا غريب في إيه أولادي مبيعملوش حاجة غلط اولادي عايشين أحسن عيشة وبيلبسوا أحسن لبس ومعاهم فلوس يعملوا ويجيبوا اللي هما عايزينه وكمان معتمدين على نفسهم كمان
_ليه كنتي عايشة معاهم وعارفة كل تفصيلة عنهم علشان تتكلمي بثقة كدا
_في ايه يا غريب ايه النبرة الجديدة اللي ف كلامك دي 
_في اني عايزك تقربي من اولادك أكتر يا مدام علطول مهمشاهم ولا كأنهم أولادك وعلطول مشغولة عنهم بشغلك
_وايه المشكلة هما متعودين على كدا من زمان ومحدش معترض وكمان أنا بشوف أولادي في النادي وبكلمهم في الموبايل مش مهمشاهم ولا حاجة انت ليه جاي تكبر الموضوع ده دلوقت
_أنا فعلا اللي غلطان اللي سمحت لده يحصل من زمان فمبقاش له أي لازمة دلوقتي... تصبحي على خير يا هانم
رفعت زوجته كتفيها وهي تقول 
_ماله ده النهاردة ده عمره ما كان كدا.
أنا هتصل بعساف أعرف منه في ايه 
_عساف حصل ايه مع بابا علشان يرجع متضايق كدا
رد عساف باقتضاب 
_محصلش حاجة يا ماما 
_طيب شريكك ده عمل ايه معاكم 
_ولا حاجة كل حاجة تمام وسمعتك انتي

وبابا لا غبار عليها فاطمني باي
_اوك باي 
زفر عساف بحنق وقڈف الهاتف من يده بجواره في السيارة وظل يقودها بغير هدى للوجة التي يود الذهاب إليها.
وصلت أخيرا إلى بيتها إلى ما كانت عليه سابقا حياتها البسيطة الهادئة لكنها حقا كانت حزينة على فراق أخوتها تعلقت بهم وأحبتهم تعلقت بكل من التقت به هناك ولم يكن هذا وقت رحيلها عنهم الآن التقت بهم وحاولت المساعدة لتتركهم هكذا في منتصف الطريق الأمر الذي كان يصيبها بالحزن أكثر من معاملة أبيها معها نفسها.
قالت وهي تحاول نفض الغبار عن ذلك الكرسي لكي تجلس
_ ليه إكده يا غريب بيه تخليني أعاود لداري في الوقت ديه ليه تخليني أتخلى عن الكل اكده فجأة أخاف اللي عملته يتهدم تاني البت توبا عنديها جلسات لازم تتابعها وتحاليل وأشعة فداء الغلبانة الله يكفيها شړ أبوها راخرة أمير الأمرا ومهاند بعد ما صدقت انه بدأ يلين ليا ببعادي يا غريب هيرجع كل شىء للي كانوا عليه يمكن يرجعوا هما للي كانوا عليه فعلا لكن أني هيفضل قلبي واجعني عليهم ليه اكده يا غريب مصر انك في كل مرة تتعبني أكتر.
نهضت من مكانها وهي تتنهض بضيق وتوجهت للفراش البسيط المصنوع مراتبه من الحصير ونامت من تعب الطريق.
أما فداء فنهضت هي الأخرى من مرقدها تجر قدامها زحفا لترقد عل الفراش كما تجر همومها وأحزانها معها 
فكان ليلا ثقيلا طويلا على أنفس الجميع
في عيادة خاصة بلندن 
تحسنت صحته كثيرا واستطاع أن ينهض مجددا من مرقده لتقول الممرضة بالانجليزية
_ حمدا لله على السلامة يا شاكر بيه
_ الله يسلمك شكرا نتالي على اهتمامك 
_ صحتك تهمنا كلنا يا شاكر بيه ها تحب أكلمهم في البيت يبعتوا العربية لحضرتك 
_ لا 
_ ايه حضرتك حبيت المستشفى ولا ايه وحابب تقعد فيها أكتر 
_ لا مستشفى ايه اللي أحب أقعد فيها أنا كنت قاعد هنا على عيني 
_ الف سلامة عليك شاكر بيه اطلب ما تريده وهننفزه علطول 
_ كلمي سمير يحجزلي اول طيارة لمصر أنا خلاص قررت أرجع بلدي
_ اللي تحبه يا شاكر بيه والف سلامة عليك مرة أخرى
_ شكرا نتالي 
_
في صباح اليوم التالي 
استيقظ خالد من نومه على الأريكة حركة ميار أخته في الغرفة 
فجلس مكانه مبتسما وقال 
_صباح الخير يا حبيبتي
ردت وهي مشغولة في شىء ما
_صباح النور يا خالد... لحظة بس وهكون معاك
سألها باهتمام
_بتعملي ايه 
ردت بحماس 
_ بجهز هدية لفداء 
_اشمعنى 
_شوق قالتلي اللي بيحب حد لازم يعبر للحد ده عن حبه لان ده بيقوي العلاقة ما بينهم قالتلي نقول للي بنحبهم اننا بنحبهم او نجيب ليهم هدية من فترة للتانية بيكون ليه تأثير كبير أوي فانا قررت أعمل هدية لفداء علشان أنا بحبها
_لحقتي تحبيها بالسرعة دي 
_اه حبيتها اوي يا خالد هي كل ده نايمة ولا ايه 
_استنى هبلغ الدادة تطلعها ليكي وأنا هنزل شغلي أنا 
_اوك يا خالد 
_ميار أنا هاجي أخدك مشوار كدا بعد كم ساعة هكلمك قبلها علشان تجهزي
_بجد هنخرج يا خالد 
_اه يا ميار مشوار كان لازم يتعمل من زمان 
_ماشي بس نأخد فداء معانا
زفر خالد بضيق فهو مستاء من فداء... 
طرقت الدادة الباب
_خالد بيه ده وقت فطار ميار علشان تأخد علاجها 
_تعالي ادخلي يا دادة
_خالد بيه أنا اسفة بعتذر عن اللي حصل بس والله كان هدفنا كلنا خير مش زي ما انت فاهم 
_مش عايز كلام ف الموضوع ده خلاص يا دادة أنا اللي كنت غلطان بس كل حاجة هتتصلح
تكلمت ميار
_دادة فين فداء
انتظر خالد ليسمع الاجابة قبل أن يرحل لتهتف الدادة بحزن
_فداء....ااا ...
الټفت وقال بجدية
_مالها فداء سكتي ليه 
_فداء مشيت امبارح يا خالد بيه 
تحدث بعصبية
_ازاي ده يحصل هي وكالة من غير بواب كل حاجة بتحصل
تم نسخ الرابط