شوق اسماء عبد الهادي

موقع أيام نيوز

مش مهمومة بس إحنا بشړ منقدرش نكون قوين طول الوقت
_شوق قلقتيني 
_لاه يا بت متقلقيش أني عارفة نفسي يومين اكده وهرجع تاني قوية لا رياح تهزني ولا غريب ينكد عليا 
_ااه يبقى هو باباكي صح .. عمل فيكي ايه 
_متشغليش بالك يا فداء وعايزة منك تتعرفي على بنوتة اكده عسولة اسمها توبا وتحلي مكاني لان البنت دي محتاجة دعم نفسي كبير والا هتضيع وربنا دي أكتر حد قلبي واجعني عليها فيكم لانها محاطة يا عيني بقساوة قلب من جميع الاتجاهات
_ماشي ماشي يا شوق هشوف موضوع توبا دي بعدين قوليلي غريب عمل فيكي ايه ومتتهربيش
_ولا حاجة رجعني تاني داري من مكان ما جيت 
اتسعت أعين فداء في صدمة
_لا متقوليش انتي رجعتي البلد وانا معرفش شوق انتي بتهزري ولما عو مشاكي مجتيش عندي ليه ها مكلمتنيش ليه ليه تمشكي كدا
_رجعت لبيتي واهلي وبلدي رجعت لاصلي يا فداء
_لا مبقاش ينفع ترجعي ومش دلوقتي انتي يتهزري اخواتك لسه معرفوش انتي مين 
_مش عايزاهم يعرفوا هيفيد بإيه جايز عدم معرفتهم أفضل
تكلمت فداء بجدية وحزم
_شوق اسمعي انتي هتيجي تعيشي معايا هنا في شقة تيتا الله يرحمها بابا اصلا من وقت ما رجعت للشقة وهو مشي ولا سأل فيا ولا هيسأل انتي هتيجي هنا تعيشي معايا نونس بعض ونقعد نخطط مع بعض ازاي نقول لإخواتك الحقيقة حتى لو متقبلوش المهم نرتاح انهم عرفوا وبردوا هتفضلي معايا مش هتعيشي لوحدك
_لاه يا فداء أني اتخلقت علشان اعيش اهنه وسط أهل البلد 
_لا ما هو أكيد لقاءنا مكانش صدفة او لقاء عابر أكيد لحكمة ورا كل دا علشان كل واحدة فينا تكون دعامة للتانية شوق انتي هترجعي لعندي هنا فاهمة
_واه عليكي يا فداء حديتك على عيني ولا راسي لكن صدقيني اهنه في داري هكون مرتاحة أكتر
_بس انا مش هرتاح الا لما تيجي معايا هنا
_طيب نتحدت في الموضوع ده وقت تاني يكون بالي ارتاح والهم راح لأحسن جه واحد عكر عليا مزاجي
_ربنا يريح قلبك ويزيح همك يا شوق انا متأكدة انك هتقدري تتخطي اللي انتي فيه هسيبك كم يوم بس وبعد كدا مش هسمح تقعدي بعيدة عني 
_يا شيخة انتي من بمرة هرجعك لخالد
_لا ماهو انتي هتبقى معايا يعني مش هكون وحيدة 
_بتتججي اياك
_بصراحة اه 
_ربنا يقدم اللي فيه الخير 
_يارب 
_فداء اوعك تتهوري وتقولي لخواتي ع حاجة لسه مجاش الأوان انهم يعرفوا هزعل منيكي اوي 
_ماشي يا شوق
انهت فداء الاتصال مع شوق
وعزمت ألا تترك صديقتها تعاني دون أن تساعدها كما تفعل هي دائما 
لذا هاتفت خالد الذي علمت منه طلب الطبيب ببقاء ميار قي المصحة لعدة شهور لتتلقى التأهيل النفسي لحالتها 
_جايز ده أفضل لحالتها معلش يا خالد .. جايز لو كنت عملت ده من الأول كانت خفت من بدري لكن لعله خير 
_الحمد لله المهم انها تخف 
_ان شاء الله هتخف 
_خالد انا كنت عايزة منك طلب تكلم صاحبك عساف وتقوله ان الحقيقة اللي الكل ميعرفهاش ان شوق تبقى اختهم من أبوهم 
تفاجىء خالد مما يسمع وقال
_حقيقي اللي بتقوليه ده 
_للأسف دي الحقيقة اللي غريب بيه رافض ان حد يعرفها شوق اللي بيقولوا عليها الخدامة تبقى اختهم الكبيرة 
_يا خبر انا هكلم عساف حالا.
هبط من غرفته لأسفل وجلس على السفرة وهو يشعر بالتعب والخمول
ونادى بدون تركيز 
_شووق الغدا اخلصي
ليجلس جواره أمير ويقول بحزن
_ياريتها كانت موجودة حاسس ان البيت ناقصه حاجة من غيرها
ليأتي العم سيد ويضع الطهام أمامهم ويؤكد على كلمات أمير 
_فعلا كانت الله يمسيها بالخير عاملة طعم مميز ونكهة خاصة للبيت
ليضم اليهم عساف الذى أتى من الخارج 
_بطلوا افورة بقا .. زيها زي أي واحدة جت هنا ومشيت
ليهتف مهند بجدية
_تنكر انها كانت مميزة عنهم فيها حاجة غريبة عنهم كلهم انا اللي فاتوا مش فاكر شكلهم كان ايه ولا حتى اسمهم شوق الوحيدة اللي فاكر كل موقف ليها وبحاول استعيده كمان
في تلك اللحظة دلف غريب اليهم وانضم لهم وقال وهو يربت على كتف عساف 
_أنا سعيد انك قدرت تلم الموضوع بينك وبين خالد من غير شوشرة ووتصرف بحكمة برافو عليك فخور بيك يا عساف
قالها وهو ينظر لمهند وأمير
_ياريت تتعلموا من أخوكم الكبير
اندهش عساف مما يسمع فكيف بتلك السرعة استطاع أن يعرف
فعلى ما يبدو ان غريب يتابع أبناءه ويعرف أخبارهم من بعيد ويتدخل في الوقت المناسب لكنه فشل في إثناءهم عن الطريق الخاطىء فاكتفى بالتدخل الا لزم الأمر
قالها غريب وغادر فجأة مثلما جاء.
لينضم عساف لأخوته في تناول الطعام بهدوء فيأتي اتصال خالد الذي زلزل كياهم وجعلهم يقفذون من أماكنهم بمشاعر وأحساسيس مختلفة ڠضب صدمة أسى وشفقة وانزعاج
نظر ثلاثتهم لبعضهم البعض دون كلام فالمفآجئة ألجمت عقولهم 
لحظات من عدم الاسيعاب الكامل لتلك الحقيقة ولماذا يخفيها والدهم عنها ولماذا لم تصرح لهم شوق أبدا اسئلة كثيرة تدور في ذهنهم وكانت الأجوبة كلها عند فداء
لذا قرروا جميعهم التوجه لبيت فداء
جلست فداء في بيتها بتوتر تترقب اتصال خالد ليعلمها رد فعل أخوة شوق عندما سمعوا الخبر
لياتيها الرد على هيئة طرقات على الباب فتفتح لتجدهم أمامهم كانت نظرات أعينه المليئة بالاستفهامات كفيلة لتعلم الرد 
تنحت فداء على الطريق لتفسح لهم المجال ليدخلوا
جلسوا جميعا معها في صالة بيتها ليتكلم أمير

بلهفة شديدة
_مدام فداء فهمينا ازاي شوق اختنا ومنعرفش أكيد طالما تعرفي الخبر ده يبقى تعرفي الحكاية كلها
هزت فداء رأسها وقصت لهم حكاية أختهم شوق منذ البداية إلى أن وصلت إليهم على أنها مدبرة المنزل بإجبار من أبيهم
ليجلس اخوتها وكأن على رؤسهم الطير لبضع لحظات 
وبعدها ينهض مهند من مكانه بانفعال وعصبية 
_ليه بابا يعاملها كدا ليه ايه يعني أمها فقيرة إيه المشكلة ليه يرمي بنته كدا ويزلها ويستحقرها بالشكل ده... انتي لو شفتي طردها ازاي من الفيلا متصدقيش أبدا اللي بتقوليه ده
ليهتف عساف بانزعاج
_لا انا مش مصدق ولا كلمة من اللي بتقوليه ده أكيد مش صح انا مش بكذبك بس اكيد انتي فهمتي غلط ..ليتهف أمير وهو غارق في دموعه
_لا صح شوق تبقى اختنا انا قلبي كان حاسس انها قريبة مننا لهفتها علينا واهتمامها بينا مكانش طبيعي نظراتها لينا وتعاملها معانا مكانش طبيعي كانت بتتعامل معانا على اننا اخواتها الصغيرين اللي محتاجين رعاية وتوجيه وحب واحنا مكناش شايفين ده لاننا كنا بنعاملها ع انها الخدامة بتاعتنا شوق اختنا فعلا وانا متأكد دلوقتي بس عرفت إيه سر بقاءها معانا رغم الاھانة اللي اتعرضت ليها من مهند وعساف ورغم طردهم ليها أكتر من مرة لكن طبعا معرفتش تعارض بابا اللي علطول كاسر نفسها وذاللها
رفع مهند يده وخللها بين خصلات شعره وهو يكاد يجن 
_والحل ايه هي فين شوق 
هتفت فداء بحزن
_رجعت البلد رجعت لبيتها لوحدتها ولفقرها زي ما كانت عايشة طول عمرها وانتوا هنا عايشين زي ما انتوا عايزين ومش حاسين بيها
ازدرت عساف ريقه وحاول يتذكر مواقفه معها ومعاملته السيئة والمهينة لها دائما فابتأس لما كان يفعله ورغم ذلك لم يلقى منها سوى كل الحب فقال
_رغم كل قلة الزوق اللي اتعاملت معاها بيها الا انها كانت بتقابل الاساءة بالحسنى شوق قدرت رغم كل القساوة اللي عاشت فيها انها تسيب في نفسنا أثر كبير اوى حد غيرها كان اتعامل معانا غير كان استغل الأمر اسوء استغلال لكن شوق لا ... شوق كانت حد فريد مشفتوش قبل كدا قدرت تأثر فينا واحنا منعرفش عنها حاجة ورغم كدا محاولتش حتى انها تلمح لينا قد ايه أنا منبهر بيها اوي
تنهد فداء براحة لتقبل أخوة شوق لأمرها
رحل إخوة شوق من بيت فداء ليعودا لفيتلهم للتفكير في الأمر وعزموا على الذهاب لبيت أختهم وعودتهم بها مهما كلف الأمر
وبعد ساعات من السفر بالسيارة والسؤال لمعرفة الطريق وصل إخوة شوق أخيرا إلى البلدة 
فكان الصباح قد هل
كانت شوق تحمل الاشياء التي أحضرها شاكر والتي تخلصت من معظها لتقول وهي تناولها لأم السعد
_خدي يا أم السعد ودي اخر كرتونة داي للحجة زينب 
_واه يا أبلة شوق انتي سربتي كل حاجة جتلك سبتي لنفسك ايه تأكليه على أكده
ابتسمت لها شوق وقالت برضا
_عندي كسرة العيش وحتة الجنبة والحمد لله على دي نعمة روحي يلا هملي .. ولا اقولك أني هوديها أني بعدي يا أم السعد خلي الست تلحق تفطرلها لقمة زي الناس
تركت شوق دارها مفتوحا فأي شىء تخاف على فقدانه وهي التي لا تملك من حطام الدنيا شىء
_يا حجة زينب صباح الفل والياسمين يا حجة 
قالت الحجة زينب التي ظهر عليها أثار الهرم والعجز 
_يا مراحب بأبلة شوق زينة البنات ونوارة البلد 
_الله يخليكي لينا يارب ويطول في عمرك يا حبيبتي... تعالى يلا اقعدى اهنه واني هحضرلك فطورك بنفسي
_هتعذي حالك ليه يا بتي 
_واني فديك الساعة لما أكل الحجة زينب بإيديا دولن.
بعد فترة من سؤال الناس عن مكان بيت شوق وصل الاخوة الثلاثة إلى البيت أخيرا 
ليجدوا المستوى المتدنى التي تعيش فيه شوق 
لينصعق قلوبهم لما يرونه فأختهم معدمة بالفعل فكيف يفعل بها أبيهم هذا وهم من يملكون كل تلك الأموال الطائلة
اغرورقت أعينهم وصغرت الدنيا أمام وجوههم عندما علمت بحقيقة عيش اختهم في الفقر المدمس طوال حياتها مقارنة بحياتهم المرفهة 
عادت شوق الى بيتها لتجد سيارة غريبة أمام الدار 
فلم تستغرب كثيرا لأنها وجدت اخوتها أمامها
لتهتف بغيظ
_عملتيها يا فداء ليه اكده بس
تنهدت شوق بأسى ليركض اخوتها نحوها وخاصة أمير الذي ضمھا اليه في سعادة لرؤيتها 
_شوووق 
_ربتت على كتفه وقالت بهدوء رغم داخلها الذي يختلج بالغليان
_وحشتني يا قلبي
ليتحدث منهد وهو يعانقها 
_شووق
أما عساف فقال بجدية 
_شوق انتي مش هتفضلي هنا ثانية واحدة 
ابتسمت له شوق ابتسامة خاڤتة 
_مبسوطة انكم عرفتم الحقيقة لكني ورغم أكده مش هسيب بيتي 
وخلص البارت 
اقتباس بسيط
رحل أخوة شوق بعظما قضوا بعض من الوقت معها محاولين اقناعها أن تعود معهم لكنها رفضت رفضت قاطعا
وفي الليل وأثناء ما كانت شوق تستعد للنوم
أحست بحركة غريبة بالجوار فحاولت تحري الأمر
وعندما ابصرت ظلا يتحرك كادت لتفتح فمها لتقول
_الحقووو....
كان ظل ذاك الرجل يكمم فمها وينثر مخدرا ما لتغفو شوق في الحال.
شوق
بارت٣١
أسماء_عبد_الهادي
امتعض مهند مما سمعه من شوق 
وقال بانزعاج 
_شزق انتي مسمية ده بيت ها ده شوية خشب متهالك هيقع عليكي في أي لحظة أنا مش فاهم مأمنة تعيشي فيه ازاي.
أجابته شوق بابتسامتها المرحة لتخفي ذاك الۏجع الرابض في قلبها 
_لو كنت لقيت غيره مكنتش سكنت فيه
هنا تألم أمير كثيرا من أجلها
ليقترب منها واضعا يده على كتفها ويضمها إليه بحنان وكأن الحال تبدل وأصبح هو الأخ الأكبر الذي يحنو ويخفف
ليهتف عساف بضيق
_ليه مقلتلناش يا شوق ليه سكتي
_مش هينفع كلام اكده ف الشارع والناس بتبص علينا كنت عايزة أقولكم اتفضلوا بس البيت مش
تم نسخ الرابط