شوق اسماء عبد الهادي

موقع أيام نيوز

بجمود
_ياريت يكون اللي حصل ده درس ليكي... خدي بعضك وامشي حالا
نظرت شوق لعساف نظرات ذات معنى لكنه لم يستطع تفسيرها... ورحل ليلحق بأخيه يلومه عل ما كان ينوي فعله
بينما شوق توجهت نحو التخت وجلست عليه... ليتقدم أمير نحوها ويقول بأسف محاولا التخفيف عنها 
_شوق
لم ترد عليه شوق وبدأت أمارات الحزن تظهر عل وجهها ... ليكرر. أمير نداءه
_شوق
لتهتف شوق بنفاذ صبر
_فوتني لوحدي دلوك يا أمير معزاشي اشوف ولا اسمع حد .
طالعها أمير پألم ثم تركها وغادر الغرفة
ليسمع عساف يهتف بضيق معاتبا أخيه مهند
_ايه اللي انت كنت ناوي تهببه ده يا زفت مبقاش الا المتخلفة شوق دي كمان اللي تشبك معاها هي كمان
_ انت بتقول ايه انت كمان.. هو انا ابص لوحدة زي دي ليه انطسيت في عيني مثلا ولا ايه
مط عساف شفتيه وهتف ساخرا 
_ اومال داخل عندها اوضتها بمنظرك ده ليه ان مكانش ليه غرض منها
_ ماله منظري يابني منا متعود أقعد كدا عادي يعني وبعدين أنا كنت عندها علشان اخوفها مش أكتر تصور المتخلفة دي تدخل اوضتي وتفتح الستاير وانا نايم انا مشوفتش حد بجرأتها دي.. ده سيد وعاطف عمرهم ما يقدروا يعملوها.
فتح عساف أعينه على وسعها وهنا أدرك أن من فتح ستائره أيضا هي شوق فقال مستاءا
_ بقى هي اللي فتحت ستايري وقلقت نومي
ضحك مهند وقال
_ اشرب يا عم أهي علمت عليك انت كمان... الست دي جرئىة بشكل مش طبيعي انا عمري ما شفت كدا
ليشرد عساف مفكرا في أمرها 
_ فعلا شوق دي غريبة اوي واحدة تانية غيرها بعد اللي حصل تهرب وتمشي.. او لما اطردها واقولها تمشي.. تأخدوبعضها وتمشي او حتى تترجاني اني اسيبها تأكل عيش او بتجري على كوم يتامي زي اللي قبلها.
هتف مهند بلا مبالاة
_فكك الست دي أخدت أكبر من حجمها .. وان ممشتش من هنا انا همشيها بالطريقة دي وتبقى توريني هتصمد ازاي.
ليهتف أمير بإشفاق على شوق 
_حرام عليك يا مهند.. دي شوق غلبانة والله اعلم بظروفها ايه.. يمكن مش عايزة تمشي جايز معندهاش مكان غير ده
هتف مهند ساخرا
_اه هية عينك المحامي بتاعها ولا نقطنا بسكاتك واطلع اوضتك.
_لا مش طالع يا مهند الا لما توعدني انك مش هتقرب منها تاني أنا أول مرة أشوف شوق حزينة كدا.. دي كانت شعلة من المرح
ليضحك مهند كلما تذكر وجهها خائڤا
_طبعا تلاقيها خاېفة دي كانت عاملة زي الفار المبلول..

لو تشوف منظرها يا عساف اول ما دخلت عليها الاوضة... يا ريت كان معايا الموبايل كنت صورتها وقتها.
ضحك عساف وهو يتذكر هيئتها ليغتاظ أمير منهم ويتركهم ويصعد لغرفته 
فينادي
عليه مهند
_خد يالا تعالى هنا عايزك
هتف أمير دون أن يلتفت إليه 
_عايز ايه
اقترب منه مهند پغضب وأمسكه من ملابسه وهو يقول 
_لما أكلمك ترد عليا كويس وتبصلي وانت بتكلمني فاهم
حرك عساف رأسه بملل
_هنرجع لموال كل يوم احنا مش كنا خلصنا من شغل الكيجي دا.. سيبه يا مهند 
لم يهتم مهند لأخيه وشدد من قبضته على ملابس أخيه
_انطق يالا وقولي الحقيقة انت ليه متعاطف مع البتاعة دي.. اوعى تكون حبيتها ولا قلبك مال ليها ... ده انا اۏلع فيك.
حاولت بشتى الطرق إخراج نفسها من ذلك المأذق الذي وضعها أبيها فيه عله يغير رأيه فهي لا تريد خسارة والدها 
_طب يا بابا ايه رأيك اتكلم انا بنفسي مع اللي اسمه خالد ده يمكن يستنى على حضرتك... انا.. انا هكلمه بطريقة هادية وان شاء الله يوافق هقوله ان كل شىء قسمة ونصيب واني مش بفكر في الجواز دلوقتي واتمنى يقتنع
رمق ابنته باستياء وقال بصوت رخيم
_خالد طالما حطت في دماغك يبقا مش هيسيبك الا لما يتجوزك.. وقلتلك ان جوازك منه مصلحة ليا فاهمدي بقا ها... اهمدي يا فداء.
طالعت فداء أبيها بۏجع وظلت تنظر له وحباب الؤلؤ متحجرة في عينيها تكاد ټنفجر منها في أي لحظة
ليهتف أبيها 
_ عندك هنا أكل ولا أطلب ديلفيري .. أنا هفضل ومعاكي هنا لبليل لاني بصراحة مش ضامنك ممكن تيجي وقتها وتخرجي وساعتها هتقلبي خالد بيه عليا.
أحيانا يكون الصمت أبلغ من الكلمات تصمت لانه لا يوجد كلمات تصف الحالة التي تمر بها فيبقى الصمت وحده سيد الموقف تصمت من هول ما تمر به وعقلك رافض استيعاب ما يدور حولك
ظلت فداء تنظر لأبيهاون ان تتفوه بكلمة او أن ترد على كلماته 
ليهتف هو بضجر
_روحي على اوضتك يا فداء ولما الاكل يجي هجيبلك أكلك.
تحركت فداء لغرفتها بآلية شديدة وجلست على فراشها بصمت تام.
بداخل غرفتها سقطت دمعاتها رغما عنها فما مرت به ليس هينا أن يقف أمامها أخيها بهذا الشكل ويود الاعتداء عليها وقد كانت قاب قوسين أو ادنى من ذلك لولا معية الله ودخول أخويها في الوقت المناسب ما كانت لتدري ماذا كان سيحدث
بعد دقائق قليلة استطاعت شوق تدارك نفسها ثانية وقالت
_ لاه اني مش هضعف وهثبتلك يا غريب اني مش ضعيفة ولا مسكورة الجناح وهغير اولادك وهتشوف.. أكيد مهند عمل اكده علشان يطفشني من اهنه وداي خطته منه هو وعساف .. ااه لو كانت خدعة وربنا ما هسيبك يا تور انت وهو.
كفكفت دمعاتها سريعا ونهضت من مكانها وحاولت رسم بسمة على محياها ومن ثم مددت ذراعيها أمامها وقالت
_ توكلت عليك يارب... يلا يا شوق شدي حيلك مش من موقف واحد بايخ تنخي كدا
تحركت من مكانها لتخرج من غرفتها فسمعت الحوار الدائر بين مهند وأمير 
فقالت وهي تربع يديها أمام صدرها
_واه وميحبنيش ليه يا مهاند... ولا انت غيار منيه يا ولا.. قول قول متتكسفشي.
حملق فيها كل من مهند وعساف أما أمير فاستاء لظهورها في ذلك التوقيت ومهند لم تهدأ عصبيته بعد
هتف عساف بملل 
_انتي تاني انتي معملولة من ايه يا ست انتي..
أما مهند فقال 
_لا بجد كدا كتير ومش ممكن كمان... انا مش قلتلك يا عساف اكمل اللي كنت بعمله... دي لازم تتقرص علشان متقدرش ترفع عنيها في وشنا مرة تانية.
هتفت شوق بغيظ 
_ وربنا يا مهاند انت ما عنديك ډم... اللي زييك لازم يكون مكسوف من نفسه ومن اللي كان بيفكر يعمله.. لكن انت فجرت خلاص كشفت برقع الحيا ولا عندك خشا ولا أدب
_ لا والله وسمعت صوتك تاني يا شوق ... مش كنتي من شويا ملكيش حس وبتترجيني اسيبك
_ طبعا اومال يعني أعملك ايه تور وهاجم عليا عايزيني اتصرف ازاي... وان كان ليك حاجة عند الكلب قوله يا سيدي فكان لازم اسايسك.
اڼفجر كل من عساف في الضحك أما مهند فاستشاط ڠضبا وتحول لون وجهه للدم وهو يقول بنرفزة 
_ شووووق
وما ان رأته شوق يتوجه عدوا نحوها 
حتى ركضت سريعا إلى غرفتها وهي تصيح 
_ ياختاااي التور هاج تااااني
ما ان وصل إليها مهند حتى كانت شوق أغلقت باب غرفتها جيدا
ظل يطرق على باب الغرفة بحدة 
_ افتحي يا متخلفة والله ما سايبك النهاردة .. افتحي
_لاه مفتحاشي النهاردة هفتح ازاي والتور هايج إكده.. ابقى فوت علينا بكرة
ليهتف عساف قائلا لمهند
_ تعرف الحسنة الوحيدة للمتخلفة دي ايه...
ضحك أمير وقال
_ ايه 
_انها الوحيدة اللي بتعرف تخرجني من مود الملل وتضحكني
_ معاك حق... شوق الوحيدة اللي من بين اللي جم هنا كلهم اللي ارتحت ليها وحبيتها .. وكمان الوحيدة اللي قدرت تعلم على مهند وتستفزه.
ما إن استمع مهند كلماته حتى حول غضبه عليه
_سمعني تاني بتقول ايه
ليركض أمير إلى أعلى
_ عساااف امسكه لحد ما أهرب زي شووق
لم يتحرك عساف من مكانه ولم يمسك مهند وما كاد مهند ليصل لأخيه حتى هتف أمير تلقائيا مناديا على شوق 
_شووووق الحقيني يا شوق
ليمسكه مهند وهو يصر على سؤاله
_انطق يالا بينك وبين شوق ايه
_ليه هو انا رمرام وعكاك زيك.. وبعدين شوق أبعد ما يكون عن اللي بتفكر فيه.
كاد مهند لأن ينفث جام ڠضبها على أمير .. لكن سمع رنين هاتفه
فتوجه لغرفته ورفع الهاتف لأذنه وعندما استمع للجانب الآخر
_كنت شاكك طبعا .. واخيرا عرفت المستور.. برافو عليكي يا حلوة .. لما أجيلك هروق عليكي اكيد.
ألقى الهاتف على الفراش ووقف أمام المرآة يطالع نفسه بشرود
شوق بارت ١٨
أكمل سؤالها فهو يريد أن يعلم المزيد من المعلومات بعد
_ طب متعرفيش خالد يقربلها إيه
_ لا يا بيه هي عنده من قبل ما انا أشتغل عند خالد بيه أنا مبقاليش سنة شغالة في الفيلا.
_ ممم طيب ماشي.. قوليلي خالد في الفيلا ولا مشي
_لا يا بيه هو فوق ومنزلش
_ طيب اول ما ينزل تبلغيني مفهوم
_ مفهوم يا بيه.
ما إن وضعت جسدها على الفراش ثانية وهي تغمغم بكلمات مستاءة من تصرفات أخيها 
_ياربي إيه الخوات اللي هيدخلوني على السرايا الصفرا طوالي دولن يارب احفظلي البرچ اللي فاضلي من عقلي يارب.
قررت أن تريح أعصابها وبالها بقراءة كتاب الله وبينما هي تقرأ حتى جاءها اتصال من فداء أغلقت المصحف ووضعته مكانه على أن تعود مرة أخرى للقراءة بعد أن تجيب على الهاتف 
_يا مساء الورد يا فداء يا قلبي كيفك يا حبيبتي
لم تتلقى شوق أي رد وانما سمعت صوت بكاء اڼفجرت فيه فداء ما ان تكلمت شوق
لتهتف شوق 
_واه واه واه حبة القلب بټعيط ليه عاد يا خراشي ياني لاه يا قلبي بالله ما تعطيتي أني مهستحملش بكاكي ديه.
ردت فداء وشهقاتها تلاحق بعضها البعض
_أنا تعبانة اوي يا شوق وخلاص مبقتش متحملة 
_يا قلب شوق مالك احكليلي فضفضي ياحبيبتي إيه اللي تاعبك
_تصوري

يا شوق بابا باعني لراجل عليه دين ليه بابا باعني علشان الفلوس يا شوق أنا مش قادرة أصدق عقلي مش قادر يستوعب اللي بابا عمله 
_يا ۏجعة مربربة وامطينة بطين هتقولي ايه كيف ابوكي يعمل إكده لا حول ولا قوة إلا بالله..هما الأبهات چرالهم إيه عاد والله المستعان ياربي.
_الليلة
يا شوق كتب كتابي خلاص بابا قاعدلي برا علشان مفكرش اني اهرب بابا اللي كان سايبني أعيش لوحدي هنا ولا بيسأل عني برنة موبايل حتى جه وقاعد بس علشان يضمن اني هتجوز اللي اسمه خالد ده علشان أنقذه من اللي هو فيه
_كنه عايز ينقذ نفسه ويرميكي انتي في غيابات الچب إيه الأنانية داي حرام عليه 
_مكنتش اعرف ان بابا كدا ابدا يا شوق كنت مفكراه بيحبني على قد الغلط اللي بيعمله بس قلت مهما كان انا بنته وعمره ما هيفرط فيا لكني طلعت مفرقش معاه في أي حاجة ولا أساوي عنده اي شىء بابا اللي كنت مفكراه السند اللي يبيع حياته عشاني طلع العكس بيبيع بنته علشان الفلوس.. قد كدا الفلوس بتعمي الانسان وتغيره للدرجة دي يا شوق
_واكتر كمان يا فداء والله.. الدنيا دي ياما فيها بلاوي يا
تم نسخ الرابط