شوق اسماء عبد الهادي
المحتويات
بنتي الله يعافينا... بس اسمعي ابوكي وعلى اللي عمله ميستاهلش منيكي تضحية أبدا ايوة تعامليه بالحسنى وتبريه لكن مترميش نفسك للچحيم علشان افلوس خسرها في الحړام خليه يتجازي ويتحبس علشان يعرف ان الله حق معلش يا قلبي عارفة انك رقيقة وقلبك قلب خساية ناحية أبوكي بس لاه ارفضي الجوازة داي وامتنعي بكل ما اوتيتي من قوة واتحدي الكل متستسلميش.
تحدث شوق بحزن وقالت
_يا قلبي كان نفسي أكون معك دلوك أخدك بين إيديا واطبطب على قلبك.. بس والله انتي مش لوحديكي في القسۏة دي ... في كتير غيرك يا فداء .. عنديكي أني مثلا... أبوي رماني أني وامي في البلد ومسألش فينا من زمان اوي... حتى بعد مۏت أمي أبوي مكلفش نفسه ياچي يزوني ولا حتى ياجي ياخدني امعاه أعيش اهنه في مصر... وتعرفي واخيرا لما جيه وأخدني وقلت بس هيعوضني عن حنان الأب اللي اتحرمت منه من صغري لقيته عايزني علشان أعدله عياله اللي حالها مال والادهى من اكده اني أقعد امعاهم وهما مبعرفوش أني مين أني بشتغل عند خواتي الولاد خدامة يا فداء أبوي عيني مديرة الفيلا.
_ نعم انتي بتقولي ايه... حرام عليه جاله قلب يعمل في بنته كدا.
_والله ماني عارفة أبهات أيه دول ... لاه والأدهى من إكده إني جاعدة لحالي مع ٣ شبان ولكي أن تتخيلي بقا أني لسه من شوية كنت بعاني من تحرش خوي بيا تصوري يا فداء.
اذدردت فداء ريقها بصعوبة من هول ما تسمع
قالتها وهي تبكي بقوة
لتهتف شوق بمرحها المعتاد
_واه يا فداء انتي هتعيطي تاني ولا إيه... بقى أني بحكيلك حكايتي علشان أخفف عنيكي وأقولك انك مش لوحدك فهوني عليكي تقومي تتأثري أكتر يا قلبي ياربي عليا وعلى عقلي اللي عايز ضړب البلغة ديه.
لتقول شوق
_والله يا بنتي أني اكويسة والحمد لله ربنا خرجني من بين أنياب الليث سليمة كنك يا بت مفكرة أن حد منيهم يجدر يقربلي داني مقولكيش على شجاعتي وبسالتي ايش عرفك انتي أني كنت عاملة زي الفرخة العيانة او الفار المبلول على أدق تعبير يعني.. وكنت عصوت الحقوني يا خلق الحقوني يا ناس ... والحمد لله الاتنين التانينن انقذوني في الوقت المناسب بس أني بقا إيه مسكتش وأخدت حقي واديته على بوزه بكف خماسي الأصابع يا بت انما ايه طرقع طرقة مقلكيش الواد مهند تلاقيه هيفرفر فوق دلوك .. واني اتخبيت اهنه وربنا لو شافني لينتبفني نتف
_شوق والله انا مش عارفة أضحك ولا أبكي على حالك بجد .. عااا
لتبتسم شوق
_اضحكي يا بنتي والله ما حد واخد منيها حاجة كله رايح وما دايم الا وجه الله... احنا في الدنيا دي لينا أيام وبنعيشها وقدامنا خيارين لإما نرضى بحالنا ونحاول نبص لنص الكوباية المليان... لإما نسخط على حالنا ونقعدوا نتحسر على اللبن المسكوب.. ارفضي الوضع اللي انتي فيه وعافري علشان متعمليش حاجة ڠصب عنيكي... تعالي عند المأذون وقولي انك رافضة متسكتيش.
_وانتي سكتي ليه يا شوق ورضيتي بحالك اللي لا يسر عدو ولا حبيب ده... ليه مرفضتيش اللي باباكي طلبه او حتى قلتي لاخواتك الحقيقة.
_معاكي حق يا فداء جايز اني كان لازمن أرفض الموضوع من الاول وان أي عواقب بتحصل دلوك كانت غلطتي من البداية وعلشان اكده بقولك متغلطيش غلطتي وترجعي ټندمي أني لما وافقت كنت عاملة زي المحروم من رغيف عيش وطاله .. كنت مبسوطة اني أخيرا مهكونش وحيدة.. أخيرا هكون وسط عيلتي واخواتي.. اللي اتحرمت منيهم طول العمر... ولما عرفت بحقيقة وجودي امعاهم أخدتها تحدي لاما اعدلهم لإما اتكسر أني وأديني بحاول وفي كلا الحالتين مش هخسر حاچة أني اكده اكده كنت عايشة لحالي وهرچع أعيش الحالي بردك... ويمكن الحسنة الوحيدة في وجودي اهنه اني اتعرفت عليكي يا فداء.. واتمنى لو أقدر اساعدك بكل اللي أقدر عليه والله ما هتردد أبدا لو عايزاني أجي لأبوي وأترجاه انه ميعملش ديه أني اموافقة.
_لأ يا شوق أنا هوافق بابا على اللي هو عايزه
_لا يا فداء بالله عليكي مترميش نفسيكي في الڼار ... هو الراجل اللي هيجوزهولك ديه راچل عچوز
_لا لا ده لسه شاب مش كبير ممكن قدك في اوائل الثلاثينات
_ايوة وابن اللذية ديه وافق على حاچة زي ديه ليه.. ولا هو بايظ زي أبوكي ومن نفس عينة اخواتي مهند وعساف
_مهند وعساف.. شوق انتي بنت غريب بيه
_ده انتي طلعتي تعرفيه... هو مشهور اوي اهنه ولا إيه
_طبعا.. وكمان اللي متعرفيهوش ان مهند وعساف دول ... شركاء النيلة خالد في شركته
_النيلة خالد ديه اللي هو الراچل اللي هيتچوزك
_اه هو
_اااه أني كدا اطمنت عليكي ديه أكيد من حالته بالبلا زي اخواتي... يا لهوي بالي عليكي وعلى وقعتك يا بنتي.. فداء بالله عليكي اوعي توافقي على اللي بيحصل ديه.
_ده الحل الوحيد لو أنا عايزة بابا يتصلح يا شوق... بابا عنده اعتقاد اني لما اتجوز خالد هعيش ف سعادة وهو هيتهنى بفلوس خالد
لكن لما يشوف انه دمر حياة بنته بإيديه وهو مطالش ولا مليم وطلعو من المولد بلا حمص زي ما بيقولوا... يمكن ده
يخليه يندم على اللي بيعمله... يمكن ده يخليه انه يتراجع عن لعب القماړ ويفوق... يمكن يفوق من الغفلة اللي هو فيها دي
_انتي عايزاه يفوق وټغرقي انتي لاه مش هقدر اسمحلك بديه يا فداء مش هتحمل اشوفك إكده
_ادعيلي يا شوق... ادعيلي اكون قوية... واتحمل الحياة اللي انا مجبرة عليها... مبقاش حاجة تفرق خلاص من بعد
تفكير بابا ده وبيعه ليا.. كل حاجة بقت سواسيه ... وهتصدقيني لو قلتلك اني ارتحت شوية لما فضفضت معاكي.. وهحاول... هحاول حاضر أرضى بقضائي وألاقي الحلو اللي في حياتي .. وان مكانش موجود هحاول أصنعه... يكفيني إني أكلمك بس السرور هيدخل لقلبي تلقائي والله.
_ بس يا فداء انا خاېفة عليكي
_ الخۏف سابق لاوانه يا شوق دا مجرد كتب كتاب والله اعلم جايز يحصل حاجة تفشكل الجوازة دي قبل ما تبدأ ادعيلي كتير يا شوق وانا كمان هدعيلك ربنا يحنن قلب ابوكي عليكي.
_ متشغليش بالك بيا وركزي انتي في نفسك.. ولو في أي فرصة للخلاص من الچواز ديه متتردديش ثانية واحدة
_حاضر يا شوق ربنا يخليكي نعمة في حياتي.
انهت شوق المكالمة مع فداء واستندت برأسها على تخت الفراش .. بۏجع من أجلها
_كن معاها يارب وعينها على حالها
دخلت الغرفة بعدما طرقت الباب طرقا خفيفا... لتجده يرقد جوار ويحملق هو في وجهها الشاحب ويملس بيده على شعرها بحنان وۏجع لتتألم هي على الحالة التي وصلت إليها ميار حتى انها لم تفق بعد.
تنحنحت بهدوء لينتبه لها
_ احم.. خالد بيه تحب حضرتك أحضرلك حاجة تأكلها يا بني
_ ها .. لا يا دادة متشكر مليش نفس
_ طب اتفضل حضرتك روح شركتك انت مش بتعرف تسيبها يوم واحد
قال بۏجع وهو ينظر لأخته
_لا أنا هقضي اليوم كله هنا مع ميار يمكن تفوق في أي لحظة
_الدكتور مأكدش انها ممكن تفوق النهاردة.. ربنا يارب يعافيها ويعفوا عنها
_بردو هفضل معاها هنا... ادعيلها يا دادة انتي قريبة من ربنا وان شاء الله يستجيب لدعائك.
ظل على وضعه جوار أخته إلى أن نظر في ساعة يده وعندها عرف أنه قد حال الوقت... لذا فما كان منه الا أن طبع قبلة على ناصية أخته ونهض من مكانه ليخرج من غرفة أخته وتوجه حيث غرفة الدادة المجاورة وطرق الباب لتفتح هي فيقول
_دادة انا رايح ومشوار مهم وان شاء الله مش هتأخر ساعتين بالكتير وراجع... خليكي جنبها واوعي تسبيها لحظة و لو فى أي حاجة بلغيني فورا
_حاضر يا خالد بيه اطمن ميار في عنيا.
توجه خالد إلى غرفته ليأخذ حماما منعشا وليستعد بارتداء حلته الأنيقة لكي يذهب إلى بيت فداء... وفي تلك الأثناء.. هاتف خالد عساف
_عساف
تحدث عساف بنعاس
_ايه يا خالد خير
_ايه يا بني انت نايم ليه ده وقت نوم
_انت عايز ايه .. انا قولت أمام شوية علشان أقدر أسهر بالليل... ايه انت مش جاي معانا ولا ايه
_سيبك من أي هري من دا وفوقلي كدا وظبط نفسك وجهز بطاقتك وهاتلي مهند من قفاه هو كمان لو مكانش جهز وناسى معادنا
_معاد ايه انا مش فايقلك
_لا عساف بقولك ايه انا على أخري والليلة أنا محتاج ليكم جدا.. خمس دقايق وهعدى عليكم بالعربية
_طب مشوار ايه ده رسيلي عل الحوار
_هتعرف لما أجيلكم... انجز انت وأخوك على السريع ها
_ماشي
نهض عساف من مرقده وهو يتثآئب ودلف غرفة أخيه ليجده يمارس رياضة الضغط فقال
_مهند خمس دقايق وتجهز .. خالد عايزنا دلوقتي
اعتدل مهند في وقفته وقال
_متعرفش عايزنا في ايه
_على اللي شايفه عليه وتأكيده اننا نجيب البطايق معانا حاسه كدا ناوي يعملها ويتجوز... بس لو هو كدا فعلا مقلناش ليه.. بدل ما كل ما اسأله يقول هتعرفوا في وقته.
شرد مهند وقال في نفسه
_يا خۏفي لتكون بتفكر تتجوز البنت اللي عندك في البيت.. دي تبقى مصېبة ... انا لازم أروح أعرف فعلا إيه اللي بيجرا.
لذا نظر لأخيه وقال
_ماشي يا عساف خمس دقايق وهتلاقيني جاهز
بعد دقائق معدودة وصل خالد أمام فيلا ابناء غريبوكان عساف ومهند في انتظاره بالأسفل
ليهتف عساف
_اهو يا خالد براءة جاهزين ومنتظرينك.
لتهتف شوق وهي تلوي شفتيها بامتعاض عندما رأته وعرفت انه الذي تقصده فداء
_ هو انت چاتك مغص في معاميعك يا بعيد ... قاهر البنية معاك.. طب اخرجله دلوك أشبط في زمارة رقبته ولا أعمل إيه بس يا ربي.
لم تكد تنهي كلامه حتى وجدته رحل من أمامعا وتبعه أخواها للخارج
_فلت من يدي ابن الايه دوني.. ااه ياني ربنا امعاكي يا فداء .. اه لو تسمعي كلامي وترفضي الجوازة داي... أني هكلمها تاني
رفعت الهاتف إلى أذنها
_فداء يا حبة عينى .. الواد اللي اسمه خالد.. شكله چاي على عنديكي جيه دلوك واخد عساف ومهند.. بقولك إيه حاولي تعملي أي حاجة.. تمنعي الجوازة داي.
هتفت فداء باستسلام
_خلاص يا شوق انا قلتلك
متابعة القراءة