شوق اسماء عبد الهادي

موقع أيام نيوز

أستاذ انت .. انت شكلك ابن ناس وانا مش عايز أزعلك
سحبه عساف من ملابسه ليبعده عن أخته 
_تعاللالي عايزك
_في ايه يا عم نزل ايدك
_انت يا متخلف ازاي تعامل أختك بالطريقة الوقحة دي وقدام الناس والرجالة كدا البنت من الواضح جدا انها پتخاف من الحقن وانت زي التور عمال بتزعلقها وتمد ايدك عليها ومش مراعي مشاعرها وحرجها اللي انت سببته ليها لا وكمان عمال بتتنمر عليها وعلى حجمها بكل وقاحة ده بدل ما تدور لأختك على ممرضة هي اللي تسحب منها العينه وتاخدها في مكان مقفول علشان تشمر ايديها مش قدام اللي رايح واللي جاي كدا صدق بالله انت حړقت دمي الله يقرفك
قالها عساف بحنق وهو يدفشه في صدره ويتركه ويرحل مكملا صعوده لأعلى
استمعت توبا لكلمات عساف فهانت عليها نفسها الذي أهانها أخيها وتمنت أخا يكون لها حمى مثل ذاك الذي دافع عنها الآن.
لذا تساقطت دمعاتها دون توقف وامتنعت عن فعل أي شىء وظلت محتضنة ذراعها
ليهتف بركات بانزعاج
_عاجبك جايبالي الكلام حسابي معاكي في البيت هاتلها يا حمدي واحدة تسحبلها العينة خلينا تخلص
زفر حمدي بحنق 
_واحد من واحدة مش هتفرق هو انا هأكلها يعني 
_معلش يا حمدي أهي تلاكيك.
_لا سيبك منها وانجز يلا علشان أمشي
لتقف توبا وتهتف بحنق 
_لا لو مفيش ممرضة تستحبلي العينة أنا مش هعمل حاجة وهروح
ليتحدث حمدي بانزعاج
_الراجل اللي كان هنا دا هينططك علينا ولا ايه ده

واحد عايز يعمله اي منظر بالبدلة بتاعته بس انجزي الحق عليا اللي عايز أعملك حركة جدعنة مني علشان خاطر أخوكي
رمقته توبا بحنق
_متشكرين لخدماتك انا مش عايزة منك حاجة انا ماشية يا بركات
قالتها وتحركت من مكانها مبتعدة عنهم لتهبط الدرج وتغادر 
ليقول حمدي بصوت عال
_ شايفة نفسك على ايه المصېبة لتكوني مفكرة نفسك أنثى بحقيقي.
وقفت توبا محلها لعدة ثواني تستوعب ما تفوه به ذلك الشاب بل وتنتظر أي رد فعل من أخيها فلم تجده يحرك ساكنا في الڈب عنها فكيف يسمح لصديقه بأن يحادثها بتلك الطريقة العير مهذبة بالمرة
فما كان منها إلا أنها أخذت السلم عدوا إلى أسفل وهي لا ترى أمامها من فرط دمعاتها
لم يهتم بركات لها فلقد كان حانقا منها بسبب ڠضب صديقه الواضح فقال بهدوء 
_حقك عليا يا صاحبي 
_انا بس حبيت اوجب معاك أختك اللي بت رخمة ومبتفهمش في الأصول والذوق 
_معلش أنا هعرفها غلطتها حقك عليا أنا.
هبط بركات الدرج وخرج لخارج المشفى عل أمل أن يجد أخته تنتظره أمام المشفى فلم يجدها 
_الله دي راحت فين دي هي كانت ناقصاها جتها الارف طب وربنا لماشي وسايبها تبقى ترجع هي لوحدها
جلست توبا على إحدى المقاعد عل الطريق أمام المشفى تنتظر نزول لاخيها لكنها أعطت ظهرها للطريق لحتى لا يلمح أحدا بكاءها 
وعندما فرغت من بكاءها وبدأت تستعيد حالتها وهدأت نفسها قليلا 
نهضت من مكانها بعدما مسحت ما علق بأهدابها من دمعات
بحثت بأعينها عن أخيها بالجوار فلم تجده فحاولت الاتصال به ليرد هو ويقول 
_عايز ايه يا زفتة
_انت فين يا بركات 
_مشيت ارجعي انتي بقا بمعرفتك 
هتفت پصدمة 
_ايه مشيت أنا معيش فلوس يا بركات هروح ازاي 
لم يهتم بالأمر وقال بلا مبالاة 
_ارجعي مشي اهو تخسي شوية رياضة يا بت
لم تتحمل توبا ما يفعله بها فأغلقت الهاتف في وجهه پغضب وانزعاج 
وسارت في الطريق لا تستطيع أن توقف تلك الدمعات التي بدأت تتجدد مياهها مرة أخرى كنهر جاري لا ينضب ماؤه.
أنهى هو ما جاء لأجله ودفع كل تكاليف المشفى بل طلب سيارة إسعاف لنقل مديح إلى مستشفى خاصة لاجراء العملية بها
هبط معهم وعندما اطمأن أنه تم نقله بها توجه الى سيارته ليغادر 
لتلحق به زوجة الرجل قبل أن يركب سيارته
_عساف بيه أنا مش عارفة أشكر حضرتك ازاي على اللي عملته ده والله جزاك الله خيرا
ابتسم لها عساف بخفوت وقال
_والله خالد اللي موصيني اهتم باستاذ مديح فلو كان حد يستحق الشكر فخالد مش أنا أحنا تحت أمركم في أي حاجة واتفضلي ده الكارت بتاعي فيه كل أرقامي لو احتجتي أي حاجة وألف سلامة عليه عن اذن حضرتك
_ربنا يباركلكم يارب ويهديكم لشبابكم.
صعد عساف سيارته وبينما هو يقودها اذ لمح توبا فتعرف عليها من حجمها الزائد فاهتم لينظر إليها واستغرب أنها تسير وحدها وليس معها أخيها 
_غريبة دي ماشية لوحدها ليه مصېبة ليكون سابها تروح لوحدها 
. أقترب بالسيارة نحوها وقال
_لو مروحة تعالى اوصلك 
ظنته شخصا ما يحاول ازعاجها
فلم تنظر له وحاولت الاسراع من خطواتها
ليقول بجدية 
_انا مش هكرر كلامي مرتين قلت اركبي او على الأقل ردي عليا لما اكون بكلمك
وقفت محلها تستغرب تلك الطريقة الجادة التي يتحدث بها فوقفت مكانها ونظرت له لتستطيع التعرف عليه انه ذاك الشخص الذي نهر أخيها منذ قليل 
لذا قالت
_انا انا اسفة انا فكرتك ااا
لم يهتم لتبريراتها وقال
_اخوكي سابك وراح فين شايفك ماشية لوحدك ولا بيتكم قريب من هنا
هتفت توبا ببؤس 
_اخويا مشي وسابني 
توقع عساف شيئا هكذا لذا قال
_بيتكم بعيد 
_مش أوي بس هعرف أروح لوحدي عادي
_طب اركبي اوصلك 
_لا لا شكرا أنا هروح لوحدي
_قلت اركبي 
ازدردت توبا ريقها وقالت پخوف 
_لا انا انا 
_بقولك اركبي هوصلك يا بنتي مش هخطفك 
_لا ميصحش انا معرفكش علشان اركب معاك وشكرا لإهتمامك اوي لحد كدا .
تفهم عساف ردة فعلها تلك فابتسم ابتسامة هادئة زادت من وسامته 
_تمام زي ما انتي عايزة
همت لتسير في طريقها ثانية ليقول عساف 
_كنت عايز أقولك حاجة بس
وقفت مكانها ونظرت اليه 
ليقول بجدية 
_ انا عارف انك بتواجهي تنمر كتير جدا... بس عايز أقولك اوعي تغضبي أتعاملي ببرود وقابلي تنمراتهم بهدوء وردي على كلامهم المهين بكلام جميل ساعتها مش هيقدروا يكملوا في تنمرهم عليكي لما يلاقوكي أخدتي كلامهم ببساطة وضحكتي وهزرتي كمان ساعتها هيلاقوا ان اللي بيقولوه وبيعملوه ملوش لازمه فمع الوقت هيبطلوا ولو مبطلوش هتكوني اتعلمتي ان كلامهم مبقاش يأثر فيكي تحياتي يا قمر سلام
قالها وركب سيارته وانطلق بها وترك توبا تنطلق في أحلامها بسعادة كطائر يحلق بهيام بين السحاب رنت كلامته على مسامعها بوقع جميل وسمفونية هادئة اراحت قلبها لكن قلبها البائس الذي لم يسمع أي اطراءات من أي شاب من قبل ولقلة ثقتها في نفسها سعدت بتلك الكلمة البسيطة التي ربما قالها عساف مجاملة تحياتي يا قمر
_ده قالي يا قمر.. معقولة.. معقولة حد قالي كلمة حلوة لا وواحد زي ده ده شكله مركز وجاه وكمان وسيم اوي .. ياااه
نسيت توبا همها كله وأصبح عساف هو من يشغل تفكيرها بأكمله فظلت تتابع الطريق تستعيد كلماته في ذاكرتها وتبتسم بخجل من كلمته الأخيرة.
مبقتش قادرة أكتب 
عايزة انام كفاية كدا النهاردة تصبحوا على خير 
ولسه موصلتش لقفلة محترمة علشان كدا ننزل باقتباس 
اتصلت بها من البلد
_أبلة شوق هو انتي بتچددي دارك ولا ايه علشان اكده باعتة ناس تهده
وقفت شوق محلها وقالت پغضب 
_عملتها يا غريب وأعلنت الحړب عليا هروح فين أنا دلوقتي
اقترب منها شاكر وقال بحب 
_ولا يهمك انتي هتفضلي معايا هنا ومستعد اكتبلك كل أملاكي يا ستي إيه رأيك
وبس السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
شوق
بارت٣٣
أسماء_عبد_الهادي
استعد بترتيب حقيبته وأحكم غلقها لتأتي أمه وتقول
_ ها يا على خلصت شطنتك ولا اجي أساعدك يا حبيبي
_ لا يا ماما خلصت الحمد لله تسلمي حضرتك جاهزة علشان نرجع مصر 
هتفت هي باشتياق 
_ اكيد جاهزة مصر وحشتني اوي وحشني بيتي وكل ركن فيه
ليغمز لها على ويقول بمكر 
_ البيت بس اللي وحشك 
ضحكت هي بخفوت 
_ عايز ايه يا على اه البيت وحشني بكل ذكرياته اللي فيه كل شبر فيه كان بيفكرني بباباك حسام اللي مش بيغيب عن بالي لحظة بس في البيت بحس ان روحه معايا في كل حتة فيه بتونس وحشة قلبي من غيره حسام كان حياتي يا علي مشي وسابني بسرعة اوي ملحقتش اشبع منه
جلست شوق مع أخويها مهند وأمير وقالت بعد أن ابدلت ملابسها 
_يا شباب أني عايزاكم في حاجة مهمة 
ليهتف مهند وهو يغمز لها 
_لا استنى ايه الشياكة دي ده كل طقم أحلى عليكي من اللي قبليه
ابتسمت شوق وقالت
_طبعا يا ولاه ديه أقل شىء عندي ايش عرفك انت
اڼفجر مهند وأمير في الضحك 
لتهتف شوق بجدية 
_المهم دلوك أني عايزة واحد فيكم يوصلني مشوار اكده 
قال مهند بتهرب
_لا انا مليش

مزاج أخرج ... عندك أمير وديها يالا المكان اللي تحبه
ليقول أمير 
_لا أنا بقترح نجيبلك عربية خاصة بالسواق علشان وقت ما تحبي تخرجي تخرجي براحتك مترتبطيش بحد فينا
راقت لمهند الفكرة 
_فكرة بردو 
_لاه بقولك ايه عربية ايه وسواق ايه واني عندي ٣ شحوطة اللهم بارك يعني قوم يالا انت وهو فزوا واحد منكم يوصلني انجزوا
هتف مهند بانزعاج
_شحوطة الملافظ سعد يا شوق 
_سعد ديه صاحبك قوم يالا وصلني يلا 
_طب افهم بس رايحة فين 
_ملاكش صالح اه من حق المحمول بتاعي لساته في داري هناك في البلد وكنت عايزاكم تشيعوا لحد يجيبوا علشان أعرف اطمن على البنات
قال أمير
_لا حتة الخردة ده انسيه انا هجيبلك أيفون أحدث إصدار
_أعمبله ايه ديه يا أمير الأمرا انت أني اللي كان معايا كان بيقضي الغرض ألو والسلام عليكم عايزاشي أني أكتر من كدا ايه
ضحك مهند 
_لا انتي بجد مشكلة يعني عايزة تفهميني انك ملكيش في المديا خالص
_عارفاها يا خويا جاتها البلا هي اللي جابت الناس لورا بلا هم خدنا ايه من المديا غير تضيع الوقت يا ولا....قوم وصلني يا أمير الأمرا شكل أخوك مكفاهوش نوم طول الليل والنهار هينام كمان وهو قاعد
ضحك مهند 
_والله فعلا عايز انام مش عارف ليه 
_نام يا قلبي وارتاح ربنا يهدي سرك
_شوق بقولك مفيش أي أخبار عن ميار بالله عليكي طمنيني
_ما اني كنت رايحالها يا ولا
هنا نهض أمير فازا من مكانه 
_ايه... بتهرجي يا شوق وكنتي عايزة تروحي عندها من غير ما تقوليلي استني دقيقتين بالظبط هجهز وهاجي معاكي.
لوت شوق شفتيها وقالت
_شوف الواد اللي كان عاملي فيها منعوس دلوك دب النشاط في عروقك تعالى اهنه يا خويا وبلاش محڼ... انت عايز تاجي معايا ليه بقا ان شاء الله
_ايه يا شوق عايز أشوفها وحشتني
_اتلم يا واد انت بدل ما ازعلك اساسا ميار يا حبة عيني اتنقلت المصحة تتعالج هناك ...و بعدين انت بالذات اخر واحد ميار ممكن تشوفه في الوقت الحالي فاهمد اكده ها
_عارف انها في المصحة عساف قالي بس كان عندي أمل انتي تدخليني معاكي اشوفها
_أمل ماټت مفقوعة انت عايز تجنني يا ولا بقولك انت اخر واحد ممكن تشوفه دلوك
_يا شوق ما انا هطلب منها تسامحني والبركة فيكي بقا
_مش دلوك خالص يا مهاند لما تقوم بالسلامة من اللي هي فيه يكون انت كمان قمت بالسلامة من اللي انت فيه وفقت لنفسك ولحالك ومستقبلك
_يعني اعمل ايه 
_تبطل الشرب
تم نسخ الرابط