شوق اسماء عبد الهادي

موقع أيام نيوز

يتنهد 
_عساف عايزك تساعدني ابطل الزفت اللي بتعاطاه ده 
تهلل وجه كل من أمير وعساف فهم يعرفون أن مهند كان قد بدأ ينجرف في تيار اللاعودة وفرحوا بقراره وعزمه على تركه
وضع عساف يده على كتفه وقال بفرحة من اجله
_معاك ومش هسيبك 
أما أمير فتبسم قائلا
_فرحتني بقرارك ده يا مهند وياريت كمان تبطل اديك التقيلة دي ها
هنا ضحك مهند ولف أخيه بضړبة في وجهه 
_قصدك دي 
ليصيح أمير وهو يتألم 
_يخرببيت شيطانك يا اخي انا عارفها مكنتش طالب انك توريهالي تاني غور جتك الهم
_تعالى يالا سمعني قلت ايه 
قالها واقترب منه يضربه مرة أخرى 
ليقول امير پخوف 
_عساف ابعد الجبلة دا عني 
ليحاول عساف منع مهند فامسكه من ملابسه 
_انت يا نيلة احنا قلنا ايه نتلم بقا
ليقول أمير بعدها بانزعاج 
_بس انا مش هصبر لحد ما الدنيا هنا تروق وترجعلنا شوق أنا عايزها دلوقتي
ليهتف عساف بانزعاج
_ومين سمعك وبعدين اصلا مين الناس اللي تعرفهم دول انا مقبلش تفضل عندهم كل دا
_أنا هكلم ايات أسألها تاني
مهند وهو يجلس على الأريكة بانهاك 
_ياريت انا اكتر واحد هكون محتاج شوق في الوقت دا.. معتقدش فترة علاجي هتكون سهلة.. انا أناني يا عيال مش كدا عايز شوق لمصلحتي وبس.. اقولك يا أمير الافضل شوق مترجعش الا لما اتعالج 
الا أن أمير أصر على معرفة مكان شوق
وعندما صعد إلى غرفته حاول الاتصال كثيرا بآيات التي لم ترد لانها قامت بحذف رقمه من هاتفها تماما كما طلبت منها شوق.
__
انقضى اليوم سريعا 
وفي صباح اليوم التالي قرر أمير أن يذهب للجامعة حيث كلية آيات وظل يبحث عنها
كانت هي واقفة مع زميلاتها 
_حمد لله على السلامة يا آيات جيتي امتا
_جيت امبارح بالليل ان شالله تسلموا.. ها قولولي ايه فاتني
_مش كتير اطمني انتي مغبتيش اصلا
_ايوة رجعت علشان حاجة معينة اكده...
كانت تقصد شوق بقولها فهي تود أن تكون جوارها والاطمئنان عليها
في تلك اللحظة أتي أمير مقتربا منهم 
_أنسة آيات من فضلك عايزك لحظة
طالعته آيات بعدم تصديق ما يفعله وقالت ف نفسها 
_يخربيتك انت جاي ورايا هنا كمان لا وبتناديني باسمي وسط اصحابي يالهوي
ليعيد أمير قوله ثانية 
_آيات انا عارف انك متضايقة مني بس والله مش هأخد من وقتك ثواني انا جايلك بخصوص شوق 
لم تجد أيات بدل من أن تسمع ما عنده لحتى يتركها وشأنها 
_ماشي اتفضل قول اللي عندك 
نظر للفتيات وعاد بصره اليها وقال 
_لا معلش ممكن نتكلم على انفراد
علم من ملامح وجهها أنها سترفض فقال برجاء 
_ارجوكي يا آيات أنا عايز اتكلم معاكي في حاجة مهمة ومش هينفع قدام حد
لتهتف ايات بقلة حيلة 
_ماشي
لتراهم إحدى الفتيات من نفس بلدة آيات ولكنها تبغضها وتحقد عليها لتفوقها وأدبها ولمقارنة أمها دائما بها 
فاستغلت ذلك الموقف والتقطتت بكاميرا هاتفها صورة لها مع أمير لتكون اثباتا على كلامها حين تشعل فتيل الڼار وتخبر والد آيات بما رأته مع إضافة بعضا من التوابل والبهارات لحبك التسبيكة جيدا
__
استيقظت شوق من نومها بنشاط فوجدت السيدة جلنار تجلس بالأسفل تنناول قهوتها بهدوء تام 
_صباح الخير يا جلنار هانم 
_صباح الخير يا شوق ها نمتي عندنا كويس 
_ايوة نمت الحمد لله .. حضرتك متعودة شكلك تقومي بدري
_في الحقيقة اه مبحبش النوم لوقت متأخر بيضعف الجسم ويسبب الارهاق طول اليوم
_معاكي حق حتى البركة في البكور 
_فعلا بالظبط كدا الظاهر اني هرتاح لصحبتك اوي يا شوق 
_الله يكرمك يا جلنار هانم .. ها يوسف لسه نايم عنده أي نشاطات النهاردة!!
_ اه المفروض بس انا اتصلت بكابتن محسن واعتذرتله يوسف نفسيا تعبان وهيكون التدريب تقيل عليه
_ليه بس اكده التدريب هو اللي هيشغل باله في التفكير الكتير عامة ملحوقة هحاول انا اشغل وقته طالما حضرتك لغيتي التدريب النهاردة
في ذلك الوقت عاد قاسم من سفره لمدينة مجاورة لقضاء بعض الأعمال العالقة هناك 
وعندما رأي شوق مع امه استغرب من تكون 
_صباح الخير يا ماما 
اتسعت ابتسامة جلنار
_قاسم حمدا لله على السلامة
قبل قاسم يد امها 
_الله يسلمك يا حبيبتي عاملة ايه 
_كويسين الحمد لله يوسف مبطلش سؤال عنك طول الوقت
حاول قاسم ان يتوه في الحديث عن ابنه فقال ناظرا لشوق
_مين دي 
_دي شوق يا قاسم مدرسة جبتها ليوسف علشان زي ما انت شايف مستواه الدراسي متدني
هتف قاسم بنزق_ وازاي يا ماما حضرتك مقلتليش كنت هتصرف انا في الموضوع ده بعدين يوسف غبي ومش بيفهم ولا هيفهم
لتهتف شوق بانزعاج
_طول ما انت بتقول على ابنك اكده يبقى عمره ما هيفهم اتعلم ازاي تتعامل صح ما ابنك وبعديها اتكلم
_لا والله عال وانتي جاية بقا علشان تدينى دروس خصوصيه انا كمان 
_والله شكلها كدا انت فعلا اللي محتاج اعادة تأهيل مش ابنك 
_مين المتخلفة دي وازاي تتجرأي وتتكلمي معايا بالاسلوب دا... اتفضلي احنا مش عايزين مدرسين هنا ..
شوق بارت ٤١
أسماء عبد الهادي
نظرات ڼارية متبادله بين الاثنين من اول لقاء لهما لتقطعه السيده جلنار وهي تقول بصوت حازم وهادئ قليلا بسبب انزعاجها من اسلوب ابنها الڼزف مع شوق 
_شوق من فضلك ممكن تطلعي ليوسف دلوقتي 
_ تمام هاطلع اشوفه صحي ولا لسه
ليتحدث قاسم بحنق 
_ تعالي هنا انتي سمعتي انا قلت لك ايه
اغتاظت شوق من نزقه ورمقته بنظرة محتقنة وهمت لترد
لتقول جلنار مسرعة لتمنع ذاك الشرار قبل ان يشتعل
_ قاسم لو سمحت عايزه اتكلم معاك شويه ...اتفضلي اطلعي يا شوق من فضلك.
صعدت الى اعلى حيث غرفه يوسف وهي تقول بحنق
_ ماله ده بيشاكل دبان وشه على الصبح ليه وربنا انا لولا جلنار هانم لاكنت عرفته مقامه وبالبلغة على راسه قصره... انا داخله ليوسف حبيبي وربنا يوسف ده نسمه ونعمة ما هواش مقدرها جاته الهم .
اما بالاسفل قال قاسم بانزعاج 
_ماما ازاي حضرتك تكسري كلامي قدامها
_كلام ايه يا قاسم.... انت اللي ما عملتش اي اعتبار ليا.. ولا كأن ليا كلمه في البيت ده والمفروض بدل ما كنت تكلمها بالوقاحه دي وتقول لها اطلعي بره كنت على الاقل اتكلمت معايا لوحدينا ..قاسم متنساش انا هنا صاحبه البيت ده وانا الوحيده اللي عارفه حاله يوسف كويس وعارفة هو محتاج ايه بالضبط وعلشان كده جبت شوق هنا ...ومش بس هتكون مدرسه يوسف.. لا دي هتعيش معانا هنا وهتكون المرافقه ليه كمان.
حرك قاسم راسه وقال بانزعاج وصوت حانق 
_ كمان هتخليها تعيش هنا!!
_ وايه المشكله
_ المشكلة انها قليله الذوق يا ماما وانا مبحبش اللي بتجرأ على اسياده 
هتفت جلنار بنبرة عالية غاضبة ومتزنة قليلا
_شوق مش خدامه هنا يا قاسم لازم تفهم ده ...شوق مدرسة يوسف ولازم تعاملها باحترام
_يا ماما من الاخر كده المدرسه دي انا مش عايزها هنا 
_ليه بس طب قولي سبب واحد لرفضك ليها ده انت حتى لسه مشفتش مستواها مع ابنك عامل ازاي
_ هو كده انا مش مرتاح ليها وبعدين حضرتك جايباها منين دي 
_ اتعرفت عليها صدفه وانا في الطريق ولما عرفت مشكله يوسف عرضت عليا انها تساعده وانا وافقت
_يا سلام يا امي بالبساطه دي تجيبي واحده متعرفش عنها حاجه وتدخليها بيتنا وتقربيها من يوسف كمان
_وانا مش صغيره يا قاسم علشان اجيب أي حد وخلاص.... انت عارف اني بعرف احكم على الشخص اللي قدامي كويس قوي.
زفر قاسم بحنق وأدار وجهه وهو يمسح بيده على شعره 
ومن ثم أدار وجهه تجاه امه وقال 
_تمام يا ماما اللي حضرتك شايفاه .. عن اذنك طالع اوضتي أغير هدومي
تابعته أمه بنظراتها ومن ثم قالت 
_طب أبلغ الدادة تطلعلك فطارك في اوضتك 
_تمام بس نص ساعة اكون خلصت شاور 
دخلت شوق الغرفة لتجد يوسف يتقلب في فراشه مغمض العينين ويبدو انه يرى كابوس مزعج 
فاقتربت منه وامسكت بيده وهي تقول بحنان
_يوسف.. يوسف حبيبي ده حلم اصحى يا يوسف
فتح يوسف عينه وهو ينهج بشدة فقالت شوق بهدوء مع ابتسامة جميلة رسمتها على شفتيها 
_ متخافش يا يوسف ده باينه كابوس ..استعيذ بالله من الشيطان الرجيم 
كان يوسف مازال متأثرا بذاك الکابوس الذي رآه فاستعاذ بهمس ولم يتكلم وانما ظل حزينا
لتجلس جواره شوق وهي تقول 
_ ايه يا يوسف مفيش صباح الخير يا طنط شوق ولا حاجة 
تنهد يوسف بحزن وظل صامتا 
لتقول هي بحزن من اجله 
_ ايه يا حبيبي شوفت ايه في الحلم مضايقك اوي كدا احكيلي يا يوسف
تحدث هو بۏجع 
_شوفت ماما .. صحيح مش عارف شكلها ايه لكن كنت بتخيلها معايا لكل كنت كل ما اقرب منها علشان 
قالها وهو يبكي لتضمه شوق بين ذراعيها 
_يا حبيبي يا يوسف ده مش حقيقي ده كابوس متهتمش بيه وسيبك من اللي راح وفكر في اللي حواليك كلنا هنا معاك وبنحبك 
_لا بابا مش بيحبني ولا بيسأل فيا ولا مهتم 
_مين قال كدا بابا بيحبك جدا لكنه متأثر باللي انت فيه وعلشان كدا بيحاول يتداري منك علشان متلاحظش حزنه دا
ابتأس يوسف وأخفض رأسه لتقول شوق بنبرة كلها حماس 
_طب تحب اقولك على حاجة تشيل الحزن من قلب ابوك!! 
رفع يوسف رأسه تجاه شوق بسرعة وقال 
_ايه قوليلي يا طنط بسرعة 
_الحل ان تصر انك تتحسن يا يوسف 
اعاد يوسف رأسه لأسفل مرة أخرى
_الدكتور قال مفيش أمل 
_محدش يقدر يقول كدا لان الأمل كله في ربنا ومفيش مخلوق ليه يد ف دا وطول ما احنا بندعيه ومتأكدين انه قادر هيحققللنا كل اللي بنتمناه .. لكن بالصبر والعزيمة يا يوسف
_يعني اعمل ايه 
_انت مش بتعرف تصلي! 
_اه 
_حلو في كل صلاة تشكي لربنا همك وتدعيه انه يشفيك ويوقفك على رجليك من تاني.
هتف يوسف بحماس_ ماشي هصلي
_وكمان تبعد الحزن والاكتئاب ده عنك ونحاول تفرح وتسعد نفسك علشان نفسيتك ده جزء أساسي في تحسن حالتك العب وامرح وعيش طفولتك يا يوسف .. اللي عرفته انك مش عايز تختلط بحد 
_بيقلسوا عليا يا طنط نظراتهم بتكون كلها شماته بحس اني اقل منهم
_ بالعكس انت علشان شايف نفسك أقل منهم فبتحس بده لو حسيت انك انسان طبيعي زيك زيهم مش هتلاحظ النظرات دي ولا هتفرق معاك انت بتعيش لنفسك وبس متخليش أي حاجة تضايقك دور ع الحلو اللي حواليك لو عايز تتحسن يا يوسف قاوم اي شعور للحزن جواك 
_اللي بتقوليه ده صعب اعمله ازاي 
_انا معاك وهساعدك بس توعدني انك متخليش حاجة تكسرك
_ماشي 
_ها قولي بتحب الدراسة
_مش بكره حاجة زيها 
ضحك شوق 
_تعرف اني كنت في يوم من الأيام زيك كدا الدراسة كانت عندي ابغض شىء في الدنيا
وبدأت تقص له حكايتها وهي صغيرة 
_كنت صغيرة ومش بفهم حاجة على كلام المدرسين والكل كان بيتنمر عليا وكنت كل يوم بعيط واقول مش رايحة المدرسة تاني وبابا كان بيضربني علشان اروح لدرجة انه كان متضايق مني ومش بيحبني علشان مستوايا مش كويس لكن جه مدرس وساعدني وفضل معايا يشجعني كتير لحد ما قدرت اتغلب ع مشكلتي واتحسنت علشان كنت مصرة اني اتحسن علشان
تم نسخ الرابط