شوق اسماء عبد الهادي
المحتويات
نصفها السفلي بالملاءة
فطالعته بلهفة ليقول خالد
_صباح الخير ...الجميل عامل ايه النهاردة
وزعت نظراتها بين عينيه بسعادة وقالت بعد أن اخفضت نظراتها ليده وهي تقول بأسف
_خالد ايديك اا..
امسك خالد يدها بيده التي جرحت بالأمس وقبلها بحنان وقال
_مفيش حاجة حصلت اطمني انا كويس المهم انتي طمنيني عليكي
_أنا كنت ھموت من ...
_ششش قلتلك كويسبلاش تخوفي نفسك كل شوية بالشكل ده بتقلقيني عليكي
_لا أنا كويسة طالما انت كويس
_طيب الحمد لله
_خالد انت بتحبني
_وده سؤال بردو يا ميار
_ليه مش بتجاوبني عليه علطول ليه كل مرة تعرض كدا وتتهرب
_مش بتهرب ومش برد لإني شايف انه سؤال ملوش أي لازمة... لو مش بحبك مكنتش هبقى واقف قدامك دلوقتي
_بحبك يا مچنونة
_لأ يا خالد.. قول بحبك يا ميار
ضحك خالد فهو نادرا ما يفعلها وقال
_بحبك يا ميار .. كدا كدا ارتحتي يا طفلة انتي
تنهدت ميار براحة
_اه اوي انا كدا ارتحت .
_الفطار طالعلك حالا... تفطري كويس ها
_هتفطر معايا مش كدا
_ورايا مشوار مهم يا ميار وبعدها راجع على الشركة معلش
قوست ميار شفتيها بحزن ... ليقرصها خالد من وجنتها...
_عارفة يا خالد
_طب ايه
_خلاص يا خالد سكت اهو
قبلها خالد من وجنتها وقال
_ميرو أنا يمكن اتأخر برا شوية متقلقيش عليا ها هبقى اكلمك اطمن عليكي
_ماشي يا خالد ما انا متعودة على انك مشغول ومتعودة اني اكون لوحدي ايه الجديد
تنهد خالد وتجاهل قولها وقال
_اجيبلك ايه وانا راجع
_بس كدا أحلى أيس كريم لأحلى ميار في الدنيا.
قالها خالد وهو متوجه للخارج لتنادي عليه ميار
_خالد بحبك
ابتسم لها خالد وانطلق في طريقه.
لتدلف الدادة وتقول
_ميار الفطار طالع دلوقتي
_دادة بقولك ايه... خرجيلي فستان حلو من الدولاب
_ليه هتعملي ايه
_ايه يا دادة بلاش البس واتشيك.. افضل كدا طول عمري بهدوم البيت
لتقترب منها ميار وتهمس في أذنها
لتضع الدادة يدها على فمها پصدمة.
_مياار
____
غادر خالد الفيلا بغية أن يتوجه للمكان الذي هو مخطط من الأمس أن يذهب إليه وفي داخله سعادة وتسلية كبيرة لا يدري سببها.
___
الانسحاب من حياة البعض يكون أحيانا الحل كي لا تكرههم أكثر.
كانت بائسة لأقصى حد... فكرت كثيرا في هذا الحل حتى لا تفقد آخر ذرة تحمل لديها وحتى لا تصل معهم لدرجة البغض وهي التي كانت تحبهم بكل جوارحها لكنهم ودون أن يدرون او لنقل يدرون لكن لا يبالون يقسون عليها بشدة يلفون حزاما قاسېا حول خصرها وكل منهم يسحبونه في الاتجاه المعاكس وبشدة كبيرة حتى كادت تعتصر بداخله تعتصر ألما... ۏجعا... انكسارا.. خذلانا... انسحابا.
أسماء عبد الهادي
وقفت تجلي الأطباق حول حوض المطبخ وتتذكر ما قالته لها أمها منذ قليل
_ما تشهلي يا توبا ينيلك بقالك ساعة بتغسلي في طبقين... ليكي حق ما انتي يادوب بتحركي ايديك بالعافية من كتر الالغام اللي فيها
لتهتف توبا بتبرم وانكسار
_ما انا بغسل اهو يا ماما.. وبعدين دول مش طبقين ده تل مواعين بحاله
_ايوة يا ختي ما انتي سايباني بقالك كم يوم وقافلة على نفسك... قلت هسيبهولك وبردو محدش عامله غيرك
_كتر خيرك ياماما .. كتر الف خيرك... روحي بقا شوفي غسيلك اللي هتنشريه مش عايزاني أغسله سيبني أغسله بالطريقة اللي تريحني
ليمر كل من بركات أخيها وابن
عمهم مسعد خارجين من غرفة بركات وفي طريقهم للخارج
فيقول مسعد ساخرا
_هات لأختك ونش يابني يرفعها من على الأرض
ليهتف بركات متابعا سخريته من اخته
_بدها كدا فعلا دي يجيلها كم يالا... خمسة طن
ليهتف مسعد مستمرا في سخريته من وزن توبا
_انا نازل يالا احذر أمي تأخد بالها من أي هزة أرضية في اي لحظة تتحرك فيها توبا فتوقع السقف فوق نافوخنا تموتنا مفعوصين
اڼفجر بركات في الضحك ويليه مسعد الذي فتح صنبور المياة وأخذ قطرات من الماء وسكبه على رأسه توبا وهو يقول
_صح يا بنت عمي.
قالها ثم انصرف ومعه بركات لتبقى توبا وحدها تنظف الأبطاق لكن من سينظف قلبها بعدما اوحلوه هم بسم كلماتهم فلم تجد مخرجا لها سوى زرف المزيد من الدمعات... وفي داخلها رغبة تزيد يوما بعد يوم في الانحساب من عالمهم.
__
استيقظ من نومه هو أيضا لكنه بقي في فراشه يشعر بالكسل أمسك بهاتفه يقلب فيه متصفحا آخر الأخبار على صفحته على الفيس بوك والانستجرام... لتأتيه رسالة من إحدى الفتيات التي يعرفها تقول فيها
_عساف حبيبي
_هنا روحي
_انت صحيت يا قلبي
_ لا يا قمر... عفريتي اللي بيرد عليكي.. ايه السؤال العبيط ده
_متبقاش رخم بقا يا سوفي
_انا معاكي اهو يا بنتي عايزة ايه
_طب استنى هكلمك فيديو كول
_ يا بت اصبري انا لسه قايم من النوم متحركتش من مكاني حتى
_لا مليش دعوة انا حتى عايزة اشوفك اول ما بتصحى من النوم بتكون عامل ازاي
حرك رأسه باستياء منها واستجاب لدعوتها للاتصال به
وعندما رأته أمامها صړخت بفرخة وهي تقول
_واو ايه القمر ده... حتى وانت صاحي من النوم تهبل يا عساف
رد عساف بغرور
_اومال انتي مفكرة ايه برعي زي اللي تعرفيهم يا بنتي
_يخص عليك يا سوفي هوا انا بقيت اشوف ولا أعرف غيرك .. من يوم ما عرفتك وانت غنيتني عن اي حد تاني
_بس قوليلي ايه الأحمر الجامد ده
_عجبك مش كدا لابساه مخصوص علشان اتصور وابعتلك صوري ليك انت الاول قبل ما أحطها على الانستا ... ايه رأيك
_صاروخ يا بنتي
ضحكت هي بدلال
_ميرسي يا سوفي يا روحي انت
_حبيبتي
_سوفا
_ها
_انت هتتقدملي امتا بقا
_اتقدملك ليه مش فاهم
_يخص عليك يا سوفا علشان نتجوز
_نتجوز مرة واحدة
_ايه يا سوفا مالك مستغرب ليه
_أنا وعدتك بده قبل كدا
_لا بس أكيد دي الخطوة اللي بعد كدا احنا بنحب بعض مۏت... ونعرف بعض من زمان... ومع بعض يوميا وعارفين كل تفاصيل بعض وخلاص اتعودنا على بعض وكل حاجة كل حاجة.. فمش فاضل غير اننا نتجوز بقا
_ونتجوز ليه يا روحي ونجيب لنفسنا المشاكل والهم ليه... احنا كدا عايشين حياتنا بالطول والعرض ومش ناقصنا حاجة
_يعني ايه يا سوفي
_يعني يا نونا لو كنتي عايزة علاقتنا تستمر يا قمر انسي فكرة الجواز دي أنا مش بتاع جواز واظنك عارفة ده من الأول
بهتت مكانها وقالت ببؤس
_ايوة بس انا فكرت اني قدرت أغير فكرتك... انك حبتني بجد وعايز تتجوزني
_بحبك يا نونا هو انا اقدر استغنى عنك
_بجد يا سوفا بتحبني
_طبعا
_طب اوعدني انك تفكر في الموضوع
_ممم وبعدين يا نونا.. لو عايزة تخسريني متبقيش زنانة ونكدية بالشكل ده.. واقفلي يلا
_سوفي استنى انت زعلت
_افقلي يا هنا انا مش فايقلك لسه.
_سوفي طب انا اسفة خلاص مش هقولك نتجوز تاني
لم يرد عليها عساف وانهى الاتصال
والقى الهاتف جواره ونهض من مكانه وهو يزفر بحنق
_قال جواز قال... ماهو ده اللي كان ناقص.
ظلت هنا تتصل به مرارا لكنه لم يرد على اي من اتصالاتها وعندما مل من تكرار محاولاتها في الاتصال قام بحظر رقم هاتفها... وتوجه للمرحاض الملحق بالغرفة ليأخذ حماما منعشا يساعده على أن يفيق من آثار النوم
__
اقتربت من ميار وامسكت يدها وقالت بحزم مصطنع
_لا يا ميار اللي بتقوليه ده مش ممكن يحصل
هتفت ميار باصرار هذه المرة
_لا هيحصل يا دادة ومش هتنازل عن الفكرة ابدا
_ميار بالله عليكي بلاش تعصي اوامر اخوكي
_دادة اسمعي انا مش هفضل كدا محپوسة بين اربع حيطان... ثم ان دي فرصتي يا دادة خالد قال انه هيتأخر ولازم استغلها ... بالله عليكي يا دادة وافقي
_لا مش هقدر انا وعدت خالد بيه ومش هخلف وعدي
_علشان خاطري يا دادة انتي لو منفذلتيش طلبي كدا انتي مش بتحبيني وهعيط وانتي عارفة ايه اللي ممكن يجرالي لو زعلت
_لا يا ميار اوعي انتي عارفة انك نور عيني
_لا اثبتيلي يا دادة ما هو مش بالكلام
_يا بنتي بالله عليكي بلاش تقلبي خالد عليكي انتي يعني مش عارفاه لما بيقلب.
_دادة ومين اللي هيقوله ها... انتي ولا سامية لا طبعا محدش هيتكلم... دادة والله هما خمس دقايق بس هقعد فيهم في الجنينة تحت اشم هوا مختلف واطلع علطول ... بالله عليكي وافقي يا دادة
كانت الدادة متوجسة خيفة واولتها ظهرها ولم ترد عليها
لتنتهز ميار فرصة انشغال الدادة وتركض سريعا خارج غرفتها متوجهة ناحية الدرج
لتصرخ الدادة فيها بهلع
_مياااار
ومن ثم تركض بأقصى سرعة ممكنة خلفها وتلحق بها على الدرج لتلتف اليها ميار وتقول بأعين قط وديع
_بالله عليكي يا دادة... خمس دقايق قلتلك... علشان خاطري يا دادة.
قالتها ميار ولم تنتظر ان تستمع لرد الدادة واكملت الدرج عدوا
لتصيح الدادة بهلع شديد
_ميار طب استنيني.
_يعني موافقة انزل
_ما انتي نزلتي واللي كان كان.
_طيب شكرا اوي يا دادة بحبك
_استنى يا ميار بالله عليكي
_ايه
وصلت لها الدادة وقالت
_استنى رجلي على رجلك
_يوه يا دادة انا هقف ف الجنينة هبص بس على الزرع وهطلع علطول... خليكي حلوة بقا يادادة ومتخنقنيش
_بردو يا ميار هاجي معاكي... وربنا يستر والموضوع يعدي على خير
_هيعدي اطمني ومتقلقيش نفسك بقا يا دادة وتوتريني معاكي
وأمسكتها من كفة يدها وتسير بها بسعادة كطفلة صغيرة ولدت للتو وانطلقت لتتعرف على الحياة لأول مرة... بنفس مقبلة عليها بكل حماس
لكن ترى ما الذي ينتظرها... وهل سيستمر حماسها هذا أم سيختفي قبل أن يبدأ
هل سيراها مهند بالأسفل
وما الذي سيحدث
وما الذي يود خالد فعله وعطل عمله من أجلهأج
شوق ١١
خرجت إلى الحديقة بشوق وحماس كبير... فتحت ذراعيها جانبا... وتنفست بعمق لملأ رئتيها بالهواء النقي أغمضت أعينها لتنعم بتلك اللحظة التي ربما لن تتكرر ومن ثم فتحتهما وهي تبتسم وتدور حول نفسها في سعادة.
تركتها الدادة تتجول في الحديقة كيفما تشاء لبعض الوقت وجلست هي إلى إحدى المقاعد تحرسها بأعينها وتتحسر على حالها تراها زهرة في مقتبل العمر لم تتفتح بالكامل بعض وقدر لها أن تظل حبيسة لا ترى النور ربما لسبب لم يكن لها أي دخل فيه.
وقفت ميار نحو الشجرة التي تتوسط الحديقة وحولها الأزهار ويحيط بها المقاعد البيضاء.. رمقتها باشتياق شديد ومن ثم توجهت لتلك الارجوحة التي لم يمسسها أحد منذ مدة طويلة... وجلست عليها وبدأت تحركها بقدمها باستمتاع عجيب ومن ثم عادت بها الذاكرة إلى ما حدث في طفولتها
هبط عساف الدرج ليجد أخيه أمير يشرع في هبوط الدرج هو الآخر
فقال عساف
_صباح الخير يا أمير.. مفيش عندك محاضرات النهاردة ولا ايه
_صباح النور.. لا مظبط جدولي والنهاردة بريك
_طب حلو .. ناوي على ايه النهاردة
_ ممم مش عارف حاسس بملل فظيع ممكن اقضي اليوم هنا وخلاص
_ عايز تقضيه مع حنفي اللي عندنا دي ده انت ممكن يجيلك صرع يا بني.
كاد أمير أن يرد ليسمعا شوق
متابعة القراءة