شوق اسماء عبد الهادي
المحتويات
اللى وقعتني الوقعة السودا على دماغي ودماغ اللي خلفوني ديه يا خړابي ياني يامه انتي فين يامه تاچي تشوفي اللي بيجرا لبتك دلوك يا مصبتاااي... يا حوستاااي
نهض مهند من مكانه ووضع يده على فمها ليسكتها
_بس بقا صرعتيني بصوتك اللي عامل زي سارينه الاسعاف ده .. اسكتي
هتفت بامتعاض وهب تبعد يده عنها
_ بعد يدك...ېخرب بيتك انت بتعمل إيه إهنه وقاعد قدامي إكده ازاي... ما تستر نفسك يا زفت انت ولا هما اللي اختشوا ماتوا في الحړب.
_أمير بيه الحقنا
_خير يا عم سيد في ايه.. ومن فضلك علي صوتك لإني سايق على الطريق
_أمير بيه شوق هتضيع ان ملحتوهاش
_شوق... مالها شوق هي تعبانة ولا ايه
._لا يا أمير بيه... اخوك مهند شايفه داخلها الاوضة وقفل عليهم وشكله مش ناوي على خير لاني سامع صړاخ شوق وربنا يستر
_إيه انت بتقول ايه يا عم سيد أنا جاي حالا والحمد لله اني لسه مبعدتش
_كلم عساف بيه بالله عليك هو اللي بيقدر عليه
_ماشي هكلمه
وضع مهند رجل فوق الأخرى وقال ببرود وأعين تعني الكثير
_جايلك.
اعتدلت شوق في جلستها وقالت
_ااه ابتدينا بقا في شغل العفاريت الزرق اللي أني كنت خاېفة منه وعاملة حسابه.
_هو انتي لسه شوفتي حاجة!
دفشته من صدره وهي تقول بانزعاج
_يخربيتك غور يا واد من اهنه وبطل لعب عيال امشي
_لا أنا مش ماشي أنا قاعد معاكي شوية
مدت يدها نحو شالها الأسود وألقته نحوه وهي تقول
_طب خد استر نفسك الأول خليني أعرف ابصلك واشوف انت چاي وعايز مني إيه أني متأكدة إن وراك مصېبة سودا أحكيلي يا واد متتكسفش عملت إيه
_ده ايه القرف اللي انتي جايبهولي ده
_يخص عليك عتقول على شال ستي قرف صدق انت متعرفش حاجة ديه بركة يا مهاند بركة ايش عرفك انت.. المهم ارچع اوضتك بقا لاني بدأت ازهق وكمان عايزة أقيل ساعة قبل ما العصر يأذن.
_قلتلك أنا قاعد معاكي شوية
قالها وقرب منها قليلا
لتهتف شوق بانزعاج شديد
_والا إيه أنا بحب القطط الشرسة اللي زيك
_لاه ورب الكعبة ما هو هزار وشكله بحق وحقيقي... مهاند انت دخلت اوضتي ازاي... انا علطول بقفل ورايا بالترباس اكويس ماهو اني قاعدة اهنه مش مع بشړ أني قاعدة في غابة بعيد عنك
ابتسم مهند وقال
_دخلت من الباب عادي اومال هدخل من الشباك مثلا
حركت شوق رأسها بحنق من نفسها
_لا أنا مبسوط هنا
_وبعدين امعاك يا مهاند بطل هزار سخيف واتفضل على اوضتك
انحنى نحوها ثانية وهمس
_ده مش هزار وكمان أنا قاعد في بيتي ومحدش له حاجة عندي.
_ايواا اني كنت عارفة ان اللي چاي مرار طافح.
همت لتتحرك من مكانها وتنهض مبتعدة عن فراشها
_طب بقولك ايه يا مهاند.. اني..
قطعت كلامها عندما أمسكها من ذراعها ومنعها من التحرك من مكانها
فصړخت به
_مهاند بعد عني ورب الكعبة ما هسكتلك.
_هاتي أخرك معايا... انا قاعد هنا للصبح عادي يعني.
وضعت شوق يدها على راسها وقالت
_يا حستاااي ديه حطك فى دماغه يا شوق واد غريب عايز منيكي إيه يا شوق وبعدهالك يا شوق هتشوفي إيه أكتر من اللي انتي بتشوفيه يا شوق
همس لها مهند مرة أخرى وقال
_ولسه.. ولسه هتندبي أكتر علشان ټندمي على تجرؤك ودخولك اوضتي...داخلة عليا اوضتي وانا نايم ليه ها... عايزة مني ايه.. نيتك ايه
أمسكت شوق دفتر كانت تضعه على الكومود جوارها وضړب به مهند فوق رأسه
_هعوز منك إيه يا كلب البحر انت.. ما تحسن ملافظك يا ولا...
أمسك مهند الدفتر وسحبه من يدها بازعاج وقال
_شوق متنسيش نفسك بالكلام معايا مش معنى اني ساكلتك اني هسمحلك انك تقلي أدبك معايا بالشكل ده
_قلة الادب داي اللي انت بتعمله دلوك اتفضل يلا على اوضتك
_مش قبل لما تتعاقبي على اللي عملتيه انا مش بسيب حقي لازم خده اول بأول.
_واني عملت ايه بس ديه اني غلبانة وفي حالي وكافية خيري شړي عايز مني ايه بس..وبعدين عنديك إثبات باتهامك ديه.
_شوق مش هنصيع على بعض محدش يقدر يتجرأ ويدخل اوضتي من غير اذني وكمان يعملها وانا نايم غيرك
_وربنا ما فيه صايع وضايع غيرك وأني فقولك اهو لو عندك إثبات اني انا دخلت اوضتك هاته هل انت شوفتي بعنيك لا طبعا يبقى تبطل افترا على خلق الله وامشي يلا
_شوق بطلي تستفزيني إنتي متعرفنيش.
_ يا ابن الناس انا مش بستفزك انت عايز مني إيه بس الله لا يسيئك .. اخرج بقا سيبت مفاصلي يخربيتك
انحنى مهند بجسده نحوها أكتر محاولا أن يقرب وجهه من وجهها... لتفزع شوق وتدفعه بعيدا عنها وتنهض بړعب مبتعدا عنه وهي تقول
_وربنا يا مهند إن ما خرجتش من إهنه واتلميت متلومش الا نفسك
ابتسم منهد ونهض من مكانه مقتربا منها
_ايه هتعملي فيا إيه..ها.
ضړبت شوق بيدها على رأسها وكأنها تندب
_لاه اكده كاتير عليا... أني بايني خطرفت قولي ان اللي بيحصل ديه مش حقيقي قول
اقترب منها مهند أكثر حتى كاد يصل اليها
_لا حقيقي وفي وضح النهار وعلى عينك يا تاجر ومحدش له حاجة عندي
_وكماني فاجر.. مهتخافش ولا حد مالي عينك... يا ختاااي.. يا ختااي على الوقعة اللي وقعتيها يا شوق يا خړابي .. هتروحي فطيس يا شوق... يا خړابي... هتتصرفي وتخرجي نفسك من المصېبة داي ازاي.
اڼفجر مهند في الضحك
_لا انتي نكتة بجد... تصدقي بالرغم من اني متغاظ منك ومش طايقك الا انك قد ايه مسلية
_ايوة اني مسلية ومستعدة اعملك اراجوز اهنه بس اخرج من اوضتي الله لا يسيئك
ليقترب منها مهند أكثر وهو يقول بنظرات تعمد إخافتها بها
_مش همشي الا لما اعمل اللي انا عايزة
اړتعبت شوق مكانها وفي تلك اللحظة تعذر
على عقلها التفكير في حل حتى أنها قد قررت أن تخبره بالحقيقة لكي تنجو بنفسها منه فهو على
ما يبدو انه لا يمزح أبدا
في فيلا خالد
وقف خالد بجوار الطبيب وقال وهو ينظر لأخته بينما الدادة تحاول إعادة كل شىء في الغرفة الى مكانه بعد أن جعلته ميار بهياجها رأسا على عقب
_ها يا دكتور طمني عليها
هتف الطبيب بعملية
_مش هخبي عليك يا خالد بيه... ميار عندها اڼهيار عصبي وبصراحة اللي عملته كان غلط جدا وقرار مش حكيم بالمرة
ضم خالد شفتيه بأسف فهو نادم على ما فعله لكنه قال
_ طب والتعامل معاها ازاي دلوقتي... وهل هتفضل نايمة كدا
_أنا عملت اللازم متقلقش والدادة عارفة هتتصرف ازاي .. وهتفوق ان شاء الله... بس هي محتاجة وقت علشان ترجع لطبيعتها وهدوءها تاني ومن فضلك بالله لمصلحة اختك... بلاش توصلها للمرحلة دي تانى وخليك حنين معاها واحتويها بدل ما تخوفها
_تمام يا دكتور.. شكرا لحضرتك .. شرفتنا
في تلك اللحظة دلفت أمير الغرفة وهو ينهج وصدره يعلو ويهبط من شدة خوفه على شوق من أخيه الذي لا يتهاون في مثل تلك الأمور ولا يدري كيف قاد سيارته وكيف وصل إلى هنا
بحث بعينيه عنها وقال پخوف
_شوووق
وكأن شوق قد وجدت طوق النجاة فقالت براحة
_أمير الأمرا... الحمد لله انك جيت أني كنت هروح فطيس دلوك لو مكنتش لحقتني من التور ديه
أمسك مهند شوق من ملابسها بحدة وقال
_مين ده اللي طور طب علشان خاطر كلمتك دي هتشوفي يا شوق
لتهتف شوق وهي تحاول الخلاص منه
_لاه وربنا أنا أسفة .. يقطع لساني من لغاليغه لو قلتهالك تاني.
اقترب أمير من مهند وحاول أن يجعل جسده حائلا بين مهند وشوق
_ابعد عن شوق يا مهند هي مش قدك من فضلك
رمق مهند أخيه أمير بحدة وقال بلهجة آمره
_خد بعضك وامشي واقفل الباب وراك انا حسابي لسه مخلصش مع البتاعة دي
_لا مش همشي يا مهند ومش هسمحلك تأخذيها بأي شكل .
صاح مهند بعصبية وهدر في أخيه
_انت يا زفت قلتلك خد بعضك وغور من هنا... انا لازم أصفي حسابي مع المعتوهة دي انا مش هفضل متحمل قرفها ده كتير.
هتف أمير بجدية على عكس ما في قلبه
_هتمشي انا هطلب منها تمشي ما هو بعد اللي بتفكر فيه ده استحالة اخليها تقعد معاك في مكان واحد تاني
هتف مهند ساخرا
_ليه خاېف عليها اوي... اه ما هي الظاهر بقت حبيبة القلب... وقدرت تلعب عليك...بس مش كبيرة عليك اوي دي يا أمير دي قد ماما
ليتلقى مهند صڤعة على وجهه من سوق التي تناست خۏفها وظهر الڠضب على أمارات وجهها
_بس بقا.. بطل عك وكلام فارغ.. انت إيه محدش عارف يلمك... علشان تتبلى عليا اكده.. قد أمه ديه ايه ... ده حتى أني لسه صغيرة و في عز شبابي... جاتك الهم
لم يستطع أمير كبت ضحكاته ولا يدري اهو يضحك بسبب لطم شوق لمهند أم على كلامتها التي ليست في محلها فهو ظنها ستغضب بسبب قوله عنها أنه ثمة علاقة حب بينهما.
أما مهند فلقد رفع حاجبه ونظر لشوق پصدمة من فعلتها وقبل أن يبدي رد فعل رفعت شوق يديها عاليا وهي تقول
_استنى اوعى تعمل حاجة.. وربنا اني اسفة تاني مرة الكائن الھمجي اللي جواي اندفع تاني لوحده.. أني متأسفة يا مهاند بيه لا تؤاخذي وهات راسك ابوسها علشان تسامحني... بس علشان خاطري متطلعش الكائن الھمجي اللي جواه انت كمان.. لانه بصراحة كائن غير مضمون العواقب وممكن يودي في دايهة أصله بيكون عامل زي التور.
نظرت شوق لمهند لتشد ملامح الڠضب تعتبي قسمات وجهه فنظرت لأمير وقالت
_أني عكيت الدنيا اكتر مش اكده
ليهز أمير رأسه بالايجاب
لتضع شوق يدها على فمها
_اهااا اها .. هحطت يدي على خشمي وهتخرس خالص ومش هتحدت تاني اهااا ... براءة بقا يا مهاند بيه وربنا مفاصلي سابت خالص من دخلتك داي ومقدراشي اصلب طولي منه له منه له.
ليأتي عساف في تلك اللحظة وهو يقول بصوت جاد وملامح باردة
_اتمنى انك بعد اللي حصل ده تأخدى بعضك وتمشي وتريحينا وترتاحي.
نظر مهند لأخيه عساف وقال بجدية
_مش هتمشي الا لما تتعاقب بطريقي على اللي عملته
لتفزع شوق مكانها لانها تدرك أن عساف لم ولن يبالي بها مهما كان ومن الممكن أن يقدمها بنفسه لأخيه مهند
ليهتف عساف
_سيبك منها بقا المقرفة دي مش فاهم حاططها في دماغك ليه
ليقول أمير
_لا يا مهند ارجوك... سيبها في حالها.
ليتهند مهند بحنق وينظر لشوق نظرة مطولة ثم يرحل مغادرا المكان
أما عساف بيقف ويهتف
متابعة القراءة