شوق اسماء عبد الهادي

موقع أيام نيوز

حاجة ..جرب كدا مع اللون الأزرق وقولهالي مرة بالضړب ومرة بالقسمة 
_اوك.. الضړب ٣ في ٩ ب٢٧ 
_حلو والقسمة
_ممم استنى ااا ٢٧ على ٣ هتطلع ٩ صح كدا 
_ايوة صح كدا 
يلا سجل كل اللي قولته ع البورد علشان يثبت يلا
بالفعل اقترب يوسف بكرسيه للسبورة وبدأ بالتسجيل باستمتاع كبير بعكس ما يكون عليه دائما في درس الرياضيات فلقد طرحته شوق بفكره جديدة وأكثر امتاعا عن ذي قبل جعلت يوسف مقبل على التعلم أكثر
مدت شوق يدها على شعر يوسف الاشقر الطويل ووظلت تمررها عليه بتشجيع واعجاب بصنيعه 
في ذلك التوقيت علا رنين هاتفها باتصال من ميار 
فابتسمت بفرحة فهي اشتاقت لها ..لها عدة أيام لم تزرها فيها فاستأذنت من يوسف لترد 
_يوسف

حبيبي ممكن تكمل لوحدك وانا خمس دقايق هرد على المكالمة وارجعلك 
_ماشي اتفضلي 
وقفت شوق في شرفة غرفة يوسف وأجابت عل الاتصال
_ ايه الهنا ديه بس ميار قلبي اللي بتكلمني يا ناس 
ابتسمت ميار 
_كنت عايزاكي في حاجة مهمة اوي يا شوق 
_عنيا ليكي يا حبيبتي
_فداء يا شوق يرضيكي تزعلني وتزعل خالد 
_ااه لو الموضوع فيه خالد يبقى أني فهمت.. لاه ميرضنيش أبدا وأصلا تصرفاتها مهياش عاجباني .. حاضر هقرصلك على ودنها ولا تزعلي يا قلبي انتي 
_بجد يا شوق هتليني دماغها
_اومال سيبيهالي بس.. الفكرة اني انشغلت عنها لكنها في بالي وكنت هقرص ع ودانها من زمان 
استمعت فداء للمكالمة فرفعت حاجبها وقالت بادعاء الانزعاج 
_يا سلام كلكم عليا دلوقتي
هتفت شوق بمزاح
_انتي تسكتي خالص يا بت انتي وحسابي معاكي بعدين على رواقة اكده... علشان اعرف اقرص ودنك براحتي
ضحكت فداء وتلقائيا وضعت يدها على اذنها
_حاضر بس براحة عليا يا شوق ها 
لتضحك شوق هي الاخرى وتقول 
_ديه يرجع ليكي انتي... لينتي راسك معايا الضړب هيكون على خفيف ..نشفتي دماغك كيف ما بتعملي دلوك انتي حرة بقا متلوميش الا نفسك
لتهتف ميار متفقة معها 
_صح كدا انا معاكي يا شوق في اللي هتعمليه 
التفتت فداء لميار وقالت مدعية الحنق 
_مبسوطة انتي دلوقتي ها 
_جدااا 
_ماشي يا ميار طب انا زعلانة منك 
لتقول شوق لفداء 
_وربنا انتي اصلا عبيطة وهبلة يا بت... كل ديه وقلبك محنش .. متحركش ولو خطوة واحدة ده ايه الجبلة دي يا ربي .. عايزاه يعملك ايه تاني فرح وهيصة وزمبليطه ووعدك بيه بس لما تخف ميار ان شاء الله عايزة ايه تاني اعتذار واعتذر وقدمه على اطباق من دهب كمان 
لتهتف ميار وهي تمسك بالخاتم 
_ألماس يا شوق ألماس 
لتهتف شوق بفرحة 
_اللهم بارك.. كمان الماس يا بت صدقي انتي مش وش نعمة.. وصدق فيكي المثل يا بت الطول طول نخلة والعقل عقل سخلة
ضحكت ميار فهي لم تفهم معنى المثل
_يعني ايه يا شوق 
_يعني هي غبية حاطة غشاوة على عنيها بالك انتي لو مش طايقة خالد او مش حباه عمرك ما كنتي هتبقي بالهدوء ديه .. مكنتيش هتصبري ليلة واحدة على زمته بصي يا فداء هقولهالك بصراحة انتي مديتيش لنفسك فرصة حتى انك تفكري فيه بشكل جدي أخدتي الموضوع عند.. طالما متجوزني ڠصب يبقى مش عايزاه وخلاص اسمعي يا بنت الناس فكري كويس في الموضوع ديه وخدي وادي فيه مع نفسك كتير ولما خلاص تقرري بلغيه لخالد بكل وضوح بلاش يتعشم يا حبة عيني على الفاضي فاهماني يا فداء ادي الموضوع اهتمام اكتر من اكده انتي مش هتلاقي عيلة تحبك وتستأنسي بيهم زي خالد واخته الحبابة ميار فاهماني.
تنهدت فداء وقررت أن تفكر في الأمر بشكل جدي 
_حاضر يا شوق اوعدك هفكر تاني كويس 
أخرج ذاك الهاتف من يده والذي يحوي الصورة التي تجمع ابنته تقف مع أمير في أحد ساحات الجامعة 
_مين ديه اللي كنتي واقفة معاه يا قليلة الرباية انطقي بدل ما أطلع روحك في إيدي دلوك
قالها وهو ينزل يده نحو عنقها ويضغط عليها بقوة لتجحظ عينا أيات بړعب وهي تشعر بالإختناق فالهواء يتسحب من رئتيها شيئا فشيئا
لتصرخ أمها بقوة وتتحررت من قيدها وتركض نحو ابنتها لتخلصها من بين يدي أبيها رامية بتحذيراته وتشديداته لها بالتدخل عرض الحائط فحياة ابنتها على المحك وقد ينهي حياتها في غمضة عين دون أن يرف له جفن فما كان عليها سوى أنها تقدمت دون تفكير لتفدي ابنتها بروحها وهي تصيح باستغاثة حتى التم الجميع حول الدار ومنهم من يطرق على الباب بحدة ليعرف ما الأمر فصوت الصرخات يملأ أرجاء المكان 
_ لااااه بالله عليك متموتهاش اعدمها العافية لكن سبهالي داي بتي بردك ومعيزهاشي تروح مني الله يخليك خليهالي.
مد قبضة يده الأخرى ودفع زوجته في كتفها بحدة حتى سقطت على الأرض وهو يقول بكل غلظة وشراسة 
_ إياك تتدخلي والا هولع فيكي أنتي راخرة فاهمة
لم تهتم هي بتحذيرات زوجها وانما كان شاغلها الأكبر هو ابعاد زوجها عن ابنته قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة بين يديه وعندما لم تستطع تحريكه قيد أنملة رفعت صوتها عاليا وهي تستغيث بؤلئك الناس الذين يطرقون على باب دارها
_ الحقوني يا ناااس الحقوني يا خلق هيقتل بنته... ھتموت في ايده بنتي هتروح مني ياناس.. الحقوووا بنتااااي...ايااااات يا بنتااااي.
في تلك اللحظة حاول أحد الرجال كسر الباب المغلق
_ افتح يا عبد الصبور بتعمل ايه في بتك ايه .. افتح يا عبد الصبور 
وعندما لم يفتح أحد حيث لم تجرؤ أخت أيات أن تتحرك من أمام أبيها وتعصي اوامره وتفتح الباب وأنها ما زالت تعافر من أجل انقاذ ابنتها
أما عبد الصبور فصاح بحدة
_ هموا من اهنه محدش له دخل داي بتي واني بربيها 
فلم يجرؤ أحد على فتح الباب المغلق وهتك ستر البيت فلربما أهل البيت غير ساترين أنفسهم وظلوا يطرقون الباب على أمل أن يفتح لهم أحدهم ومنهم من غادر عائدا لداره بعدما سمع من عبد الصبور
وعندما لم تجد أم آيات مفر من مساعدة أحدهم قررت أن تجد حيلة لتبعده بطريقة اخرى لذا قالت
_ سيبها لما نسمع منها مين اللي معاها ديه علشان تحاسبه على عملته مش يمكن يكون من البلد اهنه
لمعت أعين عبد الصبور بشړ محدق فإن كان من أهل البلد فسوف ينسفه نسفا 
لذا حرر يده عن عنق آيات التي أخذت نفسا عميقا لتتنفس وظلت تسعل بقوة ليمسكها أبيها من ذراعها 
_ انطقي يا بت مين ديه .. انطقي 
نظرت آيات للصورة في لم تكن رأتها في المرة الأولى جيدا من شدة خۏفها لكنها ظنت أنها ان نظرت اليها هذه المرة علها تجد نجاتها إن لم تكن الصورة حقيقة.. وبعيون مرتعشة وجسد يرتجف ووجه يأن من الألم وصوت متوجع متحشرج وعندما رأت صورتها مع أمير اړتعبت أكثر فهي بالفعل وقفت معه.. لكن جاء ببالها أن تذكر اسم شوق عسى أن تجد فيه نجاتها 
_دد.. دديه أخو... أبلة شو...ق.. كان...
لم تكمل كلماتها ولم يمنحها جلادها المزيد من الوقت لتدافع عن نفسها وانما لطمھا بقبضة يده لطمة كادت لتطيح بصف اسنانها كله لولا معية الله.
لم تتحمل أخت آيات ما يحدث لها فبركت على الارض تبكي كشاة تأن ولا يسمع صوتها وعندما لمحت حقيبه أختها ملقاة على الارض باهمال ويظهر منها جزء من هاتف اختها.. حتى آتتها فكرة لإنقاذ أختها ..فمدت يدها بحذر وأخذت الهاتف وانزوت سريعا في المطبخ 
وقامت بالاتصال على شوق بعد أن بحثت عن اسمها عساها تستطيع نجدة أختها 
أجابت شوق على الفور وهي تقول بصوت مرح مطمئن 
_السلام عليكم .. ازيك يا بت يا آيات ها خلصتي محاضراتك ولا لسه
لتستمع شوق صوت مرتجف باكي وبنبرة متعجلة وهي تنظر وراءها تخشى ان يراها أبيها 
_آيات بوي هيخلص عليها.. شاف صورتها مع اخوكي في المحمول.. الحقيها يا أبلة بوي مش هيسيبها الا مفرفرة
وضعت شوق يدها على رأسها بفزع وهي تقول بصياح وهلع من

هول ما سمعته
_يا ربي ألطف بيها يارب.. عيني عليكي يا أيات يا بتي ... أني جايلاها حالا مسافة السكة.
انهت شوق الاتصال وارتدت ملابسها على عجل ولا تدري كيف وهي تتمم بقلب وجل 
_استرها مع البت الغلبانة داي يارب.. يارب احفظها استودعك إياها يارب.. يارب سلم يارب.
هرولت سريعا على الدرج حتى انها اصطدمت بقاسم الذي كان يصعد الدرج ولم تهتم با لم تنتبه من الأساس فوقف مكانه يرمقها باستغراب فهو هم ليوبخها لكن حالتها كانت مٹيرة للاهتمام فوقف محله وتابع الحوار الدائر بينها وبين أمه
_شوق في ايه خير بتجري ليه 
_مفيش وقت بالله عليكي يا جلنار هانم انا محتاجة السواق بتاعك يوصلني لفيلا اولاد غريب دي مسألة حياة او مۏت 
اكفهر وجه جلنار پخوف وقالت
_يا ستير يارب في ايه انتي كدا قلقتيني
هتفت شوق وهي تخرج من بوابة الفيلا
_مسألة اكدة في البلد ولازم اكون هناك في اسرع وقت
ليهتف قاسم
_ عم أحمد روح بيته.. خليني أوصلك طالما المسألة مهمة كدا 
نظرت لأعلى وقالت بحلق قد جف ماؤه 
_طب بسرعة الله يكرمك
هبط قاسم الدرج وسار معها بهدوء شديد وبصمت تام هو حتى لم يهتم أن يسألها مرة أخرى ما تلك المسألة الهامة... وانما قال فقط 
_فيلا أولاد غريب ها 
ردت وعينها على الطريق 
_ايوة بسرعة الله يكرمك
أمسكت هاتفها وظلت تطلب أخيها أمير لكن هاتفه غير متاح 
_رن بقا هو ديه وقته ... يارب استر يارب.
وصل قاسم لفيلا اولاد غريب وقبل أن ينطق حرفا واحدا 
كانت شوق تترجل من السيارة وتركض باتجاة الداخل وهي تنادي 
_أمير.. يا أمير.
في ذلك التوقيت كان الاخوة الثلاثة كل بداخل غرفهم..
عساف قرر أن يقوم بإعادة طلاء غرفته بنفسه فارتدى الملابس المخصصة لذلك وأمسك بالفرشاة وبدأ في محاولة الطلاء باللون الرمادي الفاتح
أما مهند فبعد أن ابتعد عن شرب المسكرات أصبح عقله رائقا لأن يعود للرسم من جديد فتلقائيا منه أمسك دفترا وبدأ يخط بقلمه مثلما يلهمه قلبه فكانت بدايات لوحة لفتاة جميلة ومميزة بالشعر الطويل
أما أمير فكان يجلس على مكتبه يدرس ما فاته من محاضرات لم يكن يهتم بها
وعندما استمعوا جميعا صوت اختهم شوق يأتي من الدرج 
تركوا جميعا ما في ايديهم وخرجوا ليتأكدوا هل هي فعلا شوق أن جميعهم يتوهم 
انشرحت صدورهم عندما رأوها أمامهم وظنوا انها قد عادت اليهم لكن عندما ابصروا وجهها جيدا وراءه علامات الذعر جليه على وجهها توقفوا محلهم وعلامات استفهام كبيرة عل محياهم 
أما شوق ما ان رأت أمير الذي قال
_شوق اخيرا حمدا لله على السلامة قالت هي على عجل 
_ البس بسرعة يا أمير وتعالى معايا
_خير في ايه ما انا لابس اهو 
_طيب هات بطاقتك بسرعة وتعالى يلا مفيش وقت
اقترب منها مهند وعساف متسائلين باستغراب يشوبه القلق 
_شوق في ايه 
ضړبت شوق أمير على صدره 
_مفيش وقت أمير عمل مصېبة ولازمن نصلحها.. اطلع يلا اخلص البت آيات هتروح مني حرام عليك قلتلك سيبها في
تم نسخ الرابط