شوق اسماء عبد الهادي
المحتويات
عليه بجوار فراش شوق وعينه لا تنفك عنها بنظرات اشفاق وأسى من أجلها.
__
توجه خالد إلى حيث الشركة التي تعمل فيها فداء وانتظرها إلى أن رآها تخرج من مبنى الشركة وظل يدقق في ملامحها التي وجدها عادية جدا فبات يتأكد في كل مرة أنها لا تعلم شيئا
ترجل من السيارة ونادى عليها فانتبهت له وتوجهت نحوه ليفتح هو باب السيارة ويمد يده ليلتقط يدها بين يديه في حركة مباغتة منه لم تتوقعها فرفعت بصرها لتنهره عن ذلك فتلاقت أعينهما ليتوه فيهما خالد وينسى الدنيا وما حوله فقط يحدق بهما شاردا وعلى ثغرة ابتسامة حالمة ولم يفق الا على صوت فداء المحرج
استعاد وعيه الذي تاه في بحر أعينها الساخر للحظات وابتسم قائلا
_اكيد طبعا اتفضلي حبيبتي ادخلي
استقرت فداء بالسيارة والټفت هو ليجلس خلف مقود السيارة وهو يقول باسما
_ها تحبي نتغدى في مطعم ايه!!
لتقول هي بتحذير وهي ترفع سبابتها
_قلت نتغدى عند ميار
ابتسم وقال مدعي الانزعاج
هتفت هي بحدة
_خااالد من فضلك بلاش كدا
استدار برأسه اليها وقال هائما وهو يميل بجسده نحوها
_عيون خالد وقلب خااالد
لتصيح هي بفزع
_حاااسب يا مچنون بص قدامك هتدخل في اي حاجة قدامك
ظل على وضعه وكأنها لم تحذره وقال
لتصيح هي بحدة
_خالد انت لو مسقتش كويس وبصيت قدامك انا مش هركب معاك
لتعيد خالد بصره أمامه وهو يقول بجدية
_ماشي يا فداء اتدلعي براحتي عليا حقك ما انا اللي غلطت واستاهل المعاملة دي فعلا بس اديني صابر لما نشوف أخرتها.
همت فداء لتفتح فمها ولم تكمل كلمتها
_أخرتها...
ليمد هو يده ويضعه على فمها
تنهدت فداء بحنق ونظرت أمامها وظلوا طوال الطريق صامتين إلى أن قطعه خالد بسؤاله
_شوق مش جاية النهاردة لميار
هتفت فداء بكل تلقائية
_مكلمتنيش لسه النهاردة بس كانت قايلة امبارح عندها مشاوير كتير بكرة أكيد لما تخلص هتكلمني
_اها ربنا يكون في عونها
_لا لا شوق ملهاش أي حد هنا تقعد عنده غير إخواتها لكن ناس معارف اه بتحب تسلم عليهم من الفترة والتانية ما انت عارف شوق اجتماعية وخدومة جدا وبتحب تصل الناس اللي بتحبهم
_اها يعني زيارات خفيفة مش تقعد عندهم مثلا ليلة او كدا
_اممم شايفك بقيتي عارفة عنها كل حاجة
_يعني تقريبا مش كل حاجة ياريت اعرف عنها كل حاجة شوق مش بتقول اللي بيضايقها عمرها ما اشتكت من حاجة لكنها ممكن تحكي اللي بيحصلها كسبيل للتهوين على الغير مش أكتر ربنا يهون عليها ويهدي غريب أبوها ويهدي بابا هو كمان.
قالتها فداء وصمتت فأبيها اشتاقت له كثيرا وتود لو تعرف أخباره لكنه لا يهتم.
ابتئس خالد عندما رآها حزينة وعلم أنها إن علمت بما حدث لشوق فستحزن أكثر لذا قال بصوت خفيض
_يارب تظهر قبل ما فداء تعرف
_بتقول حاجة يا خالد
_لا يا فداء سلامتك
وصلا إلى مطعم ما اوقف السيارة لتهتف فداء
_خالد انا قلتلك...
ليهتف هو بحنق مقاطعا اياها
_ايه
هشتري أكل هناكل صوابع أيدينا مثلا ايه دا.
لم تستطع هي كبت ضحكاتها ليرمقها هو بنظرة منزعجة في حين انه ما ان أدار رأسه بعيدا عنها حتى ابتسم هو الآخر وقال
_في ابتسامتك حياة تانية من السعادة اتمنى أعيشها معاكي وبس.
دلف للداخل وطلب الطعام ووقف ينتظره وفي تلك الأثناء اتصل بأمير
_أمير
اعتدل أمير في جلسته فلقد كان يجلس في سيارته على أحد جوانب الطريق لا يريد العودة للفيلا ولا يدري ألى أين يذهب
_ها تعرف مكانها
_لا للاسف يا أمير شوق مجاتش خالص لفداء وفداء متعرفش حاجة عن اللي حصل انا بقول روحلها البلد شوفها ومتسبهاش
استعد أمير ليفعل ذلك
_وده اللي هعمله
وما ان أنهى الاتصال بخالد حتى قاد سيارته فقلب متشوق وجل من أجلها.
وفي الطريق اتصل به أخيه مهند
_أمير لقيت شوق بكلمها مش بترد وبعد شوية الموبايل بقا مغلق انا ابتديت أقلق
_شوق مش عند فداء يا مهند وانا مسافرلها البلد أشوفها هناك
ليهتف مهند بريبة
_يعني ايه ممكن متكونش هناك!!
قال أمير بحدة
_والله مش عارف يارب تكون هناك منكم لله انتم السبب انا كنت هروحلها وانتم اللي قلتم استنى
انهى مهند الاتصال في وجه أخيه وهو يشعر بالحنق الشديد من نفسه فما كان منه إلا أنه أزاح محتويات التسريحة الخاصة به جميعها على الأرض في ذلك التوقيت دلف عساف غرفته وما إن شاهد ما يحدث حتى قال باستغراب ..
_ ايه في ايه
ليقف مهند ويمسكه من تلابيب ملابسه
_ايه البرود اللي انت فيه دا معقول خاېف على الفلوس أكتر من شوق.. دي شوق يا عساف
أزاح عساف يد مهند بهدوء وقال بأسى
_ده حقيقي انا فعلا خفت وبعترف بده خفت من تهديدات أبوك لاني متأكد انه بعناده يعملها وهيبهدلنا كلنا بس كان خۏفي الأكبر وسكوتي كان على شوق انت شايف بيعاملها ازاي بابا معندوش اي ذرة رحمة تجاهها خفت اروح وراها يأذيها حاجات كتير خوفتني يا مهند واظنك انت كمان عملت حساب ده
جلس مهند بندم
_وياريتني ما عملت حسابه ياريتني روحت وراها ميبتهاش تقول عليا ايه دلوقتي خذلتها!! اتخليت عنها!! فضلت الفلوس عليها!! شوق هتحمل زعل شوق مني كفاية اللي هي فيه.
عقد عساف العزم عن الذهاب اليها
_تعالى نروحلها حالا انا روحت الشركة حاولت اشتغل لكن معرفتش دماغي مكانتش مركزة في حاجة غير فيها.
نظر مهند أمامه وردد بأسى
_أمير في الطريق رايحلها ولو لقاها هناك هيبلغنا ونروحلهم احنا كمان
_يعني قصدك انها ممكن تكون هنا
_مش عارف أمير ملقهاش مع فداء وشوق انا متأكد انها متعرفش حد هنا غيرنا
_طيب مرات استاذها وابنه ده ممكن يكونوا عنده او آيات اه آيات صاحبتها
_آيات صاحبتها ف سكن جامعي هتروح عندها ازاي .. اما مرات استاذها دي أنا معرفش عنها حاجة ولا حتى اعرف اسمها ايه ولا استاذها اسمه ايه
مد عساف يده نحو رأسه وشدد قبضتة على رأسه
_وبعدين بقا هتكون راحت فين
_اتمنى انها تكون رجعت البلد هنستنى رد أمير ونشوف
ليهتف عساف بحنق
_لا أنا هنزل أدور عليها ممكن تكون قاعدة في أي مكان تروق أعصابها
قالها وخرج مرة أخرى بينما ظل مهند مكانه لا يستطيع الحراك .
__
وفي المساء
كان أمير قد وصل للبلدة وتحديدا لبيت أخته فوجده كما ترجوه ولا أثر لأحد به البتة شاهد سيدة ما تمر من جوار البيت فقال مستوقفا اياها
_لو سمحتي.. أبلة .. شوق جت هنا البلد
فلم تكن تلك السيدة سوى ام السعد
_لاه يا أستاذ الابلة شوق اندلت على أهلها في مصر وقاعدة معاهم هناك
_اه فعلا بس اكيد بتيجي هنا زيارات هي مجتش هنا النهاردة
_لاه يا استاذ مشفتهاش لو كانت چت اهنه أني كنت أول واحدة هعرف بده لكنها مجتش لا.
كاد أمير أن يضاب بالجنون حتى أن أم السعد لاحظت تغير تعابير وجهه للأسوء فقالت
_فيه حاجة يا أستاذ هو انت مين عدم اللامؤاخذة
ليخرج أمير من يده نوتة صغيرة قطع منها ورقة ودون فيها رقمه
_من فضلك ده رقمي ممكن حضرتك لو شوق رجعت البلد تكلميني حضرتك معاكي موبايل مش كدا
_أيوة معايا يا أستاذ ماشي من عنيا لو چت هبلغك
_شكرا جدا عن اذنك
_مع السلامة يا أستاذ نورت البلد
عاد أمير لسيارته وظل يطرق مقود السيارة بحدة بقبضة يده
_هتكوني روحتي فين بس يا شوق ربنا يستر.
بعدها أخفض وجهه وظل يضرب جبينه في المقود بحدة وڠضب من نفسه
_انت السبب انت اللي غلطان انت اللي ضيعتها لما سبتها تمشي لوحدها في اللي هي فيه دا.
__
وما ان علم كل من مهند وعساف بالأمر حتى كادا أن يصيبا بالهلع من أجل شوق فما كان من مهند إلا أن تحرك من مكانه ليخرج ليبحث عنها في كل مكان وكذلك فعل عساف
__
تململلت في فراشها بتعب وبدأت تفتح أعينها ببطىء وهي تشعر وكأنما هناك من كان يطرق على رأسها بمطرقة ضخمة دون رحمة أو هوادة
مدت يدها لتضعها على رأسها وهي تقول بۏجع
_اااه يا راسي ياني هتتفرك من الصداع
استمع لها ذاك الذي نام مكانه على الكرسي فهو انتظرها طويلا حتى تفيق فلم تفعل فغلبه النعاس في مكانه لكنه ما ان استمع صوتها حتى استيقظ واعتدل في جلسته وهو يرمقها بفرحة
بدأت شوق تنظر حولها لتعلم أين هي
_واه أني فين وايه اللي حصل أني مش فاكرة أيتها حاچة
وبعد لحظات من الاستيعاب أخفضت رأسها بحزن وصمتت عن الكلام وقالت بصوت قلب منشطر نصفين
_اااه يامه يا حبيبة قلبي الله يرحمك يا غالية ربنا يجعل مثواكي الجنان على صبرك على الأذية يا حبيبتي ويجمعني بيكي عاجلا غير آجل.
لم يتحمل شاكر أن تقول هذا لم يتحمل أن تتمنى شوق المۏت فوقف مكانه وهو يحاول الاقتراب منها ووضع يده على كتفها محيطا إياها بذراعه
_بعيد الشړ عنك يا شوق
انتبهت له شوق وقالت بانزعاج.
_واه انت بتعمل ايه هنا انت كمان هي كانت ناقصاك منك لله يا شاكر منك لله
وضع يده على كتفها وحاول ضمھا لصدره وهو يقول بأسى وندم
_حقك عليا يا شوق حقك عليا انتي وأمك سامحوني
لتزيح هي يده بحدة
_بعد عن وجهي چتك الهم انت أوس الخړاب اللي أني وأمي فيه كله مش هسامحك أبدا ربنا ينتقم منك غور من اهنه انت جيت اهنه ازاي اصلا
ليبتعد شاكر عنها بحزن
وفجأة تذكرت انها حقا لا تدري أين هي
_هو اني فين أصلا
فقال بخفووت
_انتي في فيلتي يا شوق
اتسعت أعينها پصدمة وقالت بانزعاج
_يا نهاري أنا جيت معاك اهنه امتا وازاي
_لما خرجني من عند غريب مكنتيش شايفة قدامك فساعدتك وأخدتك معايا
_وانت ازاي تستغل ديه وتأخدني عندك وانت عارف إني لو كنت في حالتي الطبيعية عمري ما كنت هقبل اني أفضل مع واحد زيك ثانية واحدة
هتفت ببؤس
_عارف ياشوق بس مكانش ينفع اسيبك لوحدك وانتي ف حالتك دي انتي مكنتيش حاسة بالدنيا
_ايوة ما هو منه لله اللي كان السبب
_سامحيني يا شوق بالله عليكي
_لو عليا مسامحة في حقي بس حق أمي أسامح فيه ازاي بعد عن طريقي يا شاكر ربنا يجازيك على عاملتك اللي عملتها في امي ولا حول ولا قوة الا بالله
قالت ذلك ونهضت من الفراش وتوجهت لخارج الغرفة
ليهتف هو
_شوق انتي
رايحة فين
اجابت پغضب وهي تشعر بالتعب
_ماشية من قدام خلقتك العكرة داي فكرك اني هوافق أقعد عنديك ثانية واحدة
_هتروحي فين بس انتي متعرفيش حد هنا
_بلاد الله واسعة
متابعة القراءة