شوق اسماء عبد الهادي

موقع أيام نيوز

كنت بجريه وراها وأزعل أختي الوحيدة مني واكرهها في عيشتها بالشكل دا.. حقك عليا يا حبيبتي.. والله انتي مش وحشة انا اللي كنت غلطان
لم تقل توبا شيئا وانما اكتفت بإلقاء نفسها تعانق أخيها بحرارة ليهتف وهو يبعد يده المصاپة 
_حاسبي يا مچنونة ايدي اللي فيها العملية 
ضحكت توبا وقبلت يده المصاپة بحب
_سلامتك الف سلامة يا حبيبي
أشار لها جواره
_اقعدي يا توبا احكي معايا شوية
لتنظر توبا للمكان الذي ستجلس فيه
فقالت بمرح 
_هقعد فين انت شايفني نملة علشان اقعد في المكان الصغير دا .. اتاخر يابني شوية
ضحك بركات 
_طب ساعديني ما انا مش قادر اتحرك اكتر من كدا 
_لا خليك زي ما انت وانا هجيب كرسي وهقعد معاك طول الوقت لحد ما تزهق مني.
قالتها بقلب منشرح وكأن الحياة قد ابتسمت لها من جديد.
__
تذكرت شوق شيئا هاما فقالت
_الا قولي يا عساف تعرف واحد اسمه محسن الامام 
حاول عساف تذكر ذلك الاسم ومن ثم قال 
_محسن الامام حاسس انا سمعت الاسم دا.. اه صح افتكرت الواد ده... ده في سنة رابعة وبيأخد السنة في سنتين او تلاتة يعني عايشها بمزاجه 
مطت شوق شفتيها بتوقع ما تسمع عنه
_ايوة ديه شىء متوقع والله المستعان... المهم قولي تعرف تجيب لي أخبار أكتر عنيه يعني يدخله منين الواد ديه 
ابطأ عساف سيارته قليلا
_انتي عايزة منه ايه دا 
اضطرت شوق لأن تقص له ما فعله مع عفاف
_بس اوعى يا عساف تجيب سيرة لحد بالله عليك 
_عايزة تعرفي تدخلي للواد دا منين يبقى تسألي مهند هو اللي كان هيقدر يخلصلك الحوار بسهولة
تنهدت شوق بأسى على أخيها 
_معاك حق وربنا واحشني الواد مهند وبلطجيته داي ربنا يتم علاجه ع خير
ضحك عساف 
_متزعليش اوي كدا بكرة يخلص كورس علاجه ويطلع يقرفك تاني 
_يقرفني براحته بس اشوفه بصحة وعافية
_ان شاء الله.
_تمام بكرة ان شاء الله واني عند مهند اعرف منه هتعامل ازاي مع اخينا ديه
في تلك الاثناء رن هاتف عساف فقال عبر السماعات في اذنه 
_ايوة يا أمير خلصت الشغل اللي طلبته منك 
_اه يا عساف خلصته وسلمته لأستاذ محمود زي ما طلبت 
_تمام برافو عليك
_عساف انا مش متصل بيك علشان كدا
_خير 
_شوق معاك مش كدا قلت انك هتروح تجيبها من عند مهند 
_اه معايا انت شكلك عايز حاجة 
_اه عايزك تخليها توافق أخد آيات نتمشى سوا.. روحت أجيبها من الجامعة وعرضت عليها نخرج لكن هي مرضتش وقال ايه لازم نستأذن شوق الأول 
_وانت كنت عايز تأخدها وتخرج من غير ما تقول لشوق.. ده انت كنت هتشوف صاروخ ارض جو داخل في دماغك 
هتف أمير بغيظ
_انت بتقول فيها يا عساف المهم لين راسها بالله عليك عايز اخرج مع البت بتاعتي يا ناس
هنا اڼفجر عساف من الضحك 
_ما تتقل يابني في ايه 
_عساف كلمها يلا 
_طيب اصبر خليك معايا 
ثم نظر لشوق وقبل أن يتحدث قالت شوق مدعية الصرامة وهي تغمز له لتعاند أمير
_لاه اللي بيفكر فيه الواد أمير ديه أني مش موافقة عليه قوله اني هعدي عليهم في الشقة أخدها معايا مشواري
كان عساف قد فتح مكبر الصوت ليسمع أمير حديثها 
فقال عساف 
_سامع يا أمير 
فقال بغيظ 
_ايه يا شوق هو انتي عرفتي أنا عايز ايه 
_بردو لاه يا ولا واتلم بدل ما أجيلك 
_لا وربنا كدا كتير وانا بالنظام دا هطفش منك يا شوق وانتي حرة 
هنا اڼفجرت شوق من الضحك 
_خلاص خلاص صعبت عليا.. ماشي قولي انت عايز ايه يعني 
_عايز اخدها ونتمشى شوية بالعربية نروح أي مكان سوا 
_ماشي وهو كذلك خدها خليها تفك شوية بس متأخرهاش علشان مذاكرتها ومش هوصيك عليها يا ولا ها 
نظر أمير لآيات التي تقف جواره وقال مبتسما 
_ آيات دي روحي يا شوق مټخافيش عليها وهي معايا 
_ياسيدي يا سيدي.. ماشي يا عم الحبيب الهيمان اخرجوا واتبسطوا وعلى اتصال يا ولا 
_تمام يا شوق متحرمش منك 
_ولا منكم يا حبايب قلبي 
__
بعد عدة ساعات قضتهم شوق بصحبة فداء وميار... وصلت شوق للمشفى حيث يكون يوسف 
وقالت باسمة 
_أني چيت ... اتأخرت عليك يا قمري انت 
لكنها لاحظت تجهم وجه يوسف فقالت بقلق 
_واه مالك يا يوسف في حاجة بټوجعك 
لتنظر لها جلنار بأسى وهي تقول
_شوق تعالي عايزاكي لحظة
ذهبت معها شوق متبعدين قليلا عن مسامع يوسف 
_يوسف زعلان علشان قاسم مش موجود حاولت اقنعه انه مسافر بس مش راضي يقتنع أبدا حاولي تكلميه علشان خاطري 
أخذت شوق نفسا مطولا وقالت وهي تنظر ليوسف 
_حاضر متشليش هم.
اقتربت شوق من يوسف وجلست جواره 
_اتاخر شوية خدني جنبك يا يوسف.. حاكم أني تعبت من اللف طول النهار .. اعمل ايه كلكم تعبانين وكان لازمن ألف عليكم واحد واحد
هنا اڼفجر يوسف من البكاء 
لتأخذه شوق بين يديها بحنان 
_ممكن أعرف حبيبي بيعيط ليه ها.. العملية والحمد لله خلصت ودكتور رائد حطلك مسكن للۏجع في ايه بقا.. وأنا وتيتة جلنار معاك.. ممكن اعرف ليه سر الدموع دي.. علشان بابا مش معاك! نعذره مسافر يا يوسف ظروف شغله يا حبيبي اتفقنا منوقفش حياتنا علشان حد.
ليهتف يوسف بانزعاج 
_كان موجود امبارح وعارف اني هدخل العمليات الصبح كمان 
_ايوة

يا حبيبي وكان مخطط يجي معانا بس الظروف كانت اقوى منه اكيد 
_بابا مش بيحبني يا شوق 
_هنرجع تاني للكلام اللي لا يودي ولا يجيب ديه يا يوسف 
لازم تتأقلم على طبيعة شغل والدك وشخصيته يا حبيبي.. ساعات احنا بنكون متوقعين ردود افعال معينة من الناس اللي بنحبهم ولما ديه ميحصلش بنزعل اوي.. بس تعرف احنا وقتها بنكون غلطانين لاننا بنقيس على نفسينا احنا وشخصيتنا احنا.. مش عليهم... لا تفكير ابوك زي تفكيرك ولا مقياسه زي مقياسك.. علشان ترتاح يا نضري لازمن تفهم أبوك كويس وتتأقلم على ظروف شغله
_بس انا كان نفسي يكون معايا 
_واحنا مش كفاية معاك 
_انا كنت عايز بابا 
_بابا هيجيلك وقت ما يخلص شغل مش هيتأخر.. احمد ربنا يا يوسف ان عندك بابا يا حبيبي هيتاخر شوية بس هيرجع في غيرك محروم منه خالص ويتمنى يشوفه لحظة واحدة بس.. متحاولش تزعل نفسك علشان نفسيتك أهم شىء في العلاج احنا مش اتفقنا على اكده!
في تلك الأثناء جاء رائد ومعه نغم ابنته طرق الباب وأذنت له جلنار بالدخول
_السلام عليكم اخبار بطلنا ايه دلوقتي
وعندما لاحظ عبوسه فقال 
_لا لا يوسف الظاهر عايز يزعلني منه... زعلان ليه بس هي العملية صعبة انت حسيت بحاجة!
هز يوسف رأسه بالنفي
ليبتسم له رائد 
_طب الحمد لله اشوف بقا بسمة حلوة على وشك الجميل دا
وجد يوسف من تشد ملابسه بنظر لقميصه ليجدها نغم تبتسم له ابتسامة بريئة وهي تمد له يدها بوردة بيضاء جميلة 
ليقول رائد 
_نغم قررت تنزل الحديقة مخصوص علشان تقطفلك الوردة دي ... ها خدها هتكسف ايدها
أخذها يوسف منها 
لتهتف جلنار 
_ايه يا يوسف مش هتقولها شكرا 
هتف يوسف بخفوت 
_شكرا
فاتسعت ابتسامة نغم وهي تقول 
_بابا يوسف قالي شكرا
استغلت شوق انشغال يوسف برائد وابنته 
وانسلت من جوارهم لتحادث قاسم 
الذي أجاب 
_خير في حاجة محتاجينها 
_صدق بالله انت ما عندك ډم .. انت أب انت.
_في ايه اتكلمي معايا بأسلوب كويس مفكرة نفسك من بقيت عيلتي!! 
_واني لو كنت من بقية عيلتك كنت سيبتك شاطح اكده ولا حد هامك 
_ممكن افهم في ايه وبطلي لبخ بقا 
_ممكن افهم في أب يفوت ابنه يوم عمليته ويهمله اكده 
_ما قلتلكم مسافر في شغل ايه أغنيها علشان تفهمي 
_لاه متغنيهاش .. تتصل بابنك تطمن عليه ولا انت خلاص يعني بدلت قلبك بحجر جير ملوش أي لازمة 
_تاني هتغلطي تاني 
_هو اني لسه غلطت ولا انت شوفت مني حاجة 
_انتي ازاي تكلميني بالطريقة دي 
_بقولك ايه يا قاسم بيه.. اتصل بابنك واطمن عليه وطبطب على قلبه بكلمتين بلاش الجمود اللي انت فيه ديه.. وخلي بالك النعمة اللي مبنشكرش ربنا عليها بتزول.... فالحق النعمة اللي ف يدك قبل فوات الأوان.
قالتها شوق وانهت الاتصال وهي تزفر بحنق وتوجهت لتنضم اليهم 
وبعد ذلك قال رائد وهو يود المغادرة 
_طيب أنا همشي ولو احتجتم حاجة انا ارقامي كلها معاكم متترددوش لحظة .. وربنا يتم شفاء يوسف على خير .. السلام عليكم
قبلت شوق وجنة الصغيرة نغم 
_مع السلامة يا عسولة انتي نورتينا.. وشكرا على الوردة الجميلة اللي زيك دي يا قمرة انتي 
ليهتف رائد بجدية 
_كمان ساعة تقدروا حضراتكم ترجعوا الفيلا تاني وهناك يوسف يكمل العلاج زي ما فهمتك يا أستاذة شوق 
_حاضر يا دكتور هنفذ تعليماتك بالحرف جزاك الله خيرا.
مرت الوقت وتجهزوا لمغادرة المشفى وتم نقل يوسف لداخل السيارة وتوجهوا للمنزل ووضعه الممرض في فراشه بحرص 
لتميز شوق من الغيظ
_ااه منك يا قاسم البو انت.. مش كان وجودك في اللحظة دي هيفرق مع الواد.. لما تشيله انت وتحطه على فرشته بحنية كان الواد هينام قرير العين.. لاه وكمان متصلتش ولا عبرت يا صبر أيوب يارب.
ليعلوا رنين جلنار فتتسع ابتسامتها فتعرف شوق ان قاسم المتصل.. فتتنهد براحة 
_اخيرا الجبل اتحرك شوية من مكانه ربنا يهدي ويحنن قلبه على ابنه 
لتهتف جلنار 
_يوسف حبيبي بابا متصل يطمن عليه
علت ضربات قلب يوسف وقال منشرحا 
_بابا ازي حضرتك 
_ازيك يا يوسف ايه الاخبار 
_كويس يا بابا مبسوط انك فاكرني واتصلت تطمن عليا.. كنت زعلان انك انشغلت عني 
ليهتف قاسم بجدية 
_لازم تاخد ع الوضع دا يا يوسف انت عارف اني مشغول في شغلي طول الوقت . بالتالي مش هقدر كل شوية اكلمك او اكون معاك.. انت مبقتش صغير على التصرفات دي أكبر بقا
حزن يوسف فما تلك الكلمات كان ينتظر أن يسمع 
ليدرك قاسم أنه انزعج من كلماته فحاول ان يصلح الوضع قليلا 
_المهم طمني انت عامل ايه دلوقتي.. رجعت البيت ولا لسه 
_رجعنا يا بابا 
_محتاج مني حاجة
كاد يوسف أنه يقوله له أنه يحتاجه هو لكن بعد كلمات أبيه القاسېة منذ قليل قال بهدوء
_لا شكرا مش عايز حاجة 
_انت في حاجة مزعلاك! 
_لا يا بابا مفيش 
_تمام سلام يا يوسف 
_مع السلامة يا بابا 
انهى قاسم المكالمة ليدخل يوسف بعدها في نوبة صمت مطولة 
لتهتف شوق في نفسها 
_منك لله يا قاسم هببت ايه.. شكل مكالمتك مجاتش على هوا يوسف يخربيتك بدل ما تكحلها عورتها أكتر ما هي عورة
اقتربت من يوسف 
_يوسف حبيبي انت كويس 
_عايز انام 
_طب ناكل الأول 
_مش عايز أكل 
_ممكن اعرف انت زعلان ليه دلوقتي 
_مش زعلان 
_لا زعلان ومتضايق كمان.. ومفيش فايدة فيك يا يوسف
هتف يوسف بحدة_انتي عايزة مني ايه قلتلك مش زعلان وعايز انام 
_ماشي يا يوسف اللي انت عايزه.. اشوف وشك بخير 
_انتي رايحة فين 
_ماشية 
_لا متمشيش خليكي معايا 
_انت مش عايزني 
_لا عايزك خليكي معايا 
_انت قلت عايز تنام 
_خليكي جنبي لحد ما أنام 
_بس اكده عيوني ليك يا قلبي 
_انا اسف 
_ لاه متتأسفش يا نن عيني انت اني مقدرش ازعل منك أبدا 
_بتحبيني! 
_كلنا بنحبك يا حبيبي لازم تكون واثق من دا
ظلت شوق لجواره واطعمته بيدها ثم بدأت تربت على صدره بحنان إلى أن غفا.. لتغادر شوق وتتولى جلنار مهمة الاهتمام بحفيدها الى أن تعود شوق في الصباح 
___
في
تم نسخ الرابط