شوق اسماء عبد الهادي

موقع أيام نيوز

لأن تقترب منها وتأخذها معها ثانية لأعلى... لكنها سمعتها تتحدث مع الصورة وكأن والديها امامها... فقررت أن تصعد على الفور وتحضر دواءها سريعا.
هتفت ميار وهي شاردة في الصورة تتحدث معهم وكأنهم أمامها 
_شوفت يا بابا خالد ابنك طلع زيك بالظبط وخليفة ليك في كل حاجة... ساعات بحسه بيحبني وساعات بحسه بيكرهني... تصور بقا يعمل زيك بالظبط بس الفرق حضرتك كنت مانع خروجي من الفيلا انما خالد مانع خروجي من اوضتي حتى... انتوا ليه بتعملوا معايا كدا ليه
انتبهت ميار لصوت يأتي من خلفها... وكان ذلك صوت مهند الذي وقف يطالعها بانبهار شديد وهو يطلق صفيرا معجبا
_ايه الجمال ده... انا مشفتش كدا في حياتي.. كان عندي حق لما رجعت تاني... انتي حلوة كدا ازاي يخربيتك.
الټفت ميار إثر ذلك الصوت وما إن أبصرته بأنه أحد أصدقاء أخيها حتى أصيبت بالزعر واختفت الډماء من وجهها
ليهتف مهند مفتونا بجمالها الخلاب
_ده شعرك.. تحفة اوي.. يا جمالوا
أصيبت ميار بدوار إثر صډمتها بأن أحدهم رآها... فحاولت لملمت شتات نفسها وانطلقت سريعا نحو المطبخ
شهقت الدادة واضعة يدها على فمها عندما ابصرت هي الأخرى مهند أمامها 
_يادي المصېبة اللي وقعتي نفسك فيها يا ميار
ليهتف مهند بتسلية واضعا يده في جيبه
_لا جمال طبيعي زي ده ميتفوتش أبدا... علشان كدا يا خالد مخبيه ليك لوحدك ومهما اسألك متقولش الحقيقة
لتأتي الدادة وتحاول إصلاح ما يمكن إصلاحه فخرج صوتها شبه متلعثما
_اهلا يا مهند بيه نورت الفيلا... خالد بيه
ظل مهند مشدوها بميار وقال بدون وعي
_مين القمر اللي بيطل بالنهار ده
ابتلعت الدادة ريقها وقالت
_دد ... دي الشغالة الجديدة يا مهند بيه.
_ممم الشغالة قولتيلي..
قالها وظل بصره معلقا على المطبخ ومن بداخله لبعض الوقت ثم سحب نفسه منصرفا
بينما تقف الدادة تتآكل من التوتر والخۏف من أن يعلم خالد بالأمر وما ان رحل مهند حتى توجهت سريعا نحو المطبخ لتجد ميار جالسة على ارضية المطبخ پصدمة... وسامية تحاول اثناءها عن الجلوس على الارض.
وما ان رأت ميار الدادة تدلف اليها حتى هبت من مكانها وانطلقت نحوها تلقي بنفسها بين ذراعيها وقالت
_دادة مش هيقول لخالد

صح ... صاحبه مش هيقوله انه شافني
حاولت الدادة طمأنتها رغم انها هي نفسها تخشى عواقب ذلك
_ان شاء الله مش هيقول هو ميعرفش انتي مين انا قلتله الشغالة ويارب الحيلة تخيل عليه
_وان مقتنعش يا دادة انا كدا روحت في داهية صح ... خالد مش هيعديها مش كدا... دي دي اول مرة اعملها والله العظيم.. وانتي عارفة يا دادة.. بس .. بس هو انا عارفة حظي دايما مش في صفي ولا مرة نصفني... انا .. انا خاېفة اوي
_لا هيقتنع ان شاء الله مهند بيه ميعرفش ان خالد عنده اخت من اصله .. ربنا يستر
_دادة خليكي جنبي متسبنيش انا مړعوپة من خالد..
شوق بارت ١٢
أنهى كل من عساف وامير طعامهما وهما للمغادرة فاقتربت منهما شوق التي قالت
_معاد الغدا الساعة خمسة اتمنى متتأخروش عنيه... ولو مش چايين تدوا عم سيد خبر الله يكرمكم ماشي.
انطلق عساف في طريقه ولم يلقي لها بالا كعادته
لتهتف شوق بغيظ
_الواد عساف ديه بده مني كف على وشه يعدله.. ااه ياني ياما نفسي أعملها بس أعمل ايه لغريب بيه ... يلا كل شىء بوقته
أما أمير فقال
_موعدكيش والله يا شوق ... مش عارف هاجي ولا لا
_أمير الأمر تاچي على الغدا ياض انت ماشي
ضحك أمير وقال
_انا يتقلي ياض.. بس تعرفي مقبولة منك والله
_أني بضحك معاك يا أمير الأمرا... انت زي أخوي الصاغير ولا مشرفكشي زي عساف اكده
_لا يا بنتي عادي انا اطول واحدة لذيذة زيك تكون اختي... تعرفي انا طول عمري نفسي يكون عندي اخت
لوت شوق فمها وقالت
_يا خويا الحمد لله ان ملكمش اخت كنتوا بوظتوها زييكم اكده كفاية انتم
_بوظناها ازاي مش فاهم
_كانت هتسيب الحبل على الغارب زييكم وتفعل ما يحلو لها دون رقيب
_قلبتي عربي ليه ما كنتي ماشية كويس
_ليه كني كنت بتحدت فرنساوى...
_لا مش بحب الفصحى
_ غور يالا وانت مش بتفهم حاجة.. ماهو علام الخواجات ديه اللي جابلكم الكافية.
ضحك أمير وقال
_ماشي اديني هغور اهو 
_بقولك يا أمير الأمرا... الست الوالدة أمكم سايباكم اكده ازاي وانتوا مش بتروحوا تشوفوها كل يوم ولا ايه
_لا ماما عادي... واحنا عادي ساعات بنروحلها الفيلا او نشوفها ف النادي
_ااه ياني من كلمة عادي اللي مهياش عادي دي.. طيب يا أمير سؤال تاني قبل ما تمشي... اوضكم فوق بتكون مقفولة
_لا اوضنا مفتوحة عادي... محدش يقدر يدخلها من غير اذننا اما الحاجات المهمة دي لا احنا بنقفل عليها كويس...
_حلو اوي الكلام دون
_ شوق اوعي تفكري تطلعي فوق... عساف ومهند مش هيتهاونوا ابدا
_شوف طريقك انت يا حبيبي وخليني اهنه اشوف شغلي
_مش مطمنلك... بس انا حذرتك
انتهزت شوق فرصة مغادرة اخوتها وقررت الصعود لغرفهم لتتعرف على ما يفعلونه عن كثب وربما تجد ما يفيدها في مهمتها
شاهدها أحد الخدم تهم بصعود الدرج فقال
_شوق بلاش تطلعي فوق
_ليه هي لعڼة ولا إيه... بقولك عرفني الأوض اللي فوق وكل أوضة تخص مين من الاخوة الأعزاء
_اول ما تطلعي هتلاقي اوضة عساف بيه وبعدها أمير بيه... أما اوضة مهند بيه فهي جوة شوية مش جنبهم.
_ممم ماشي انا اكده عرفت هبدأ بمين.. شكرا يا عمنا
_انتي رايحة فين
_ايه .. اني هنه رئيسة الخدم زي ما بيقولوا او مديرة الفيلا مش هتفرق المسميات فسيبني امارس عملي.
_خايف يحصلك اي مشكلة مش هيتهاونوا ابدا 
_يا بونا ما تقلقشي هيحصل ايه اكتر من اللي اني فيه.. كمل شغلك انت ومتشلش همي 
صعدت إلى الأعلى وقد قررت أن تبدأ بغرفة مهند وهي في شوق كبير لمعرفة فحوى تلك الغرفة ولماذا اختارها بعيدة عن غرف إخوته 
دلفت لداخل الغرفة لتجدها بلون هادىء ... منظمة زيادة عن الحد.. تبعث في النفس الراحة بعكس ما توقعت هي... ظنته شخص مهمل كما هي طباعه التي تظهر أمامها.. لكنها ها هي تكتشف جزء جديدا من شخصية أخيها ...راقتها تلك الغرفة الهادئة عدا فقط تلك الصور المعلقة على الحائط لبعض النساء التي يسمونها نجمات السينما وبعض الصور الخاصة لمهند
اقتربت من الصور وهم بانتزاعها وهي تقول
_ يا ۏجعة مربربة معلق صور في اوضتك علشان تمنع دخول الملايكة يا واد ابوي.. هو انت ناقص شيطاين يا خوي.
مدت يدها لتنزع احدى الصور لكنها تداركت نفسها 
_ ايه اللي اني بعمله ديه... كدا مهند هيعرف اني دخلت اوضته وتبقى وجعتي مطينة بطين 
بدأت تتفحص الغرفة لتكتشفها ومن ثم اقتربت من مكتب في منتصف الغرفة الكبيرة وقالت
_ معلش يا مهند يا خوي أني عارفة ان اللي بعمله دوك مش صح اني افتش في حاچتك أو اتدخل في خصوصياتك بس أني غرضي خير... اني بعمل اكده علشان أعرف أقف عند نقطة معينة ادخلك منيها أهو لعل وعسى.
بدأت تتفحص محتويات المكتب بهدوء وعناية فلم يجد شيئا مهما فكرت في ترك ذلك المكتب والتوجه لذلك الرف الزجاجي الموجود اعلى المكتب ...لكن لفت نظرها مذكرة ما كمثل النوتة الشخصية موضوعة أسفل مجموعة كبيرة من الاوراق ويبدو عليها أنها قديمة تخصه وهو صغير فهي عرفت ذلك من ذلك الخط الذي دون به اسمه عليها فأمسكتها بين يدها وهي تقول 
_ ممم بتكتب مذكراتك يا مهند ممم اني كل مرة بكتشف حاچة چديدة في شخصيتك... حيث كدا بقا اسمحلي أتطفل عليها وربنا يستر ومتكتشفش دوني.
أمسكت بالمذكرة وجسلت إلى إحدى الكراسي وهي تقول
_ خليني اكتشف اخويا الصغير كان بيفكر ازاي
بدأت بأول صفحة والتي كتب فيها مهند اسمه وعمره ١٣ سنة وهوايته الرسم 
_ ممم بتحب الرسم چميل بس الظاهر ان ديه كان زمان لأني مشفتش ولا لوحة ولا رسمة إهنه خالص... يا ترى إيه اللي خلاك تتخلى عن هوايتك.
بدأت تقلب الصفحات والتي كانت عن رسومات بسيطة بدأت تصبح أحلى وأكثر مهارة شيئا فشيئا 
_اممم رسمك چميل ماشاء الله 
وعندما قامت بقلب الصفحة وجدت كلمة شدتها لقراءة ما بعدها
أسوء يوم في حياتي... أنا اسمي مهند وبحب ماما وبابا جدا وبالاخص ماما.. بحبها أوي لكنها مش شايفاني خالص مش شايفة حد مننا.. لا انا ولا اخواتي... صحيح بتهتم بينا وبمظهرنا ولبسنا... لكن نفسي تضمني.. نفسي تسألني عامل ايه ومحتاج إيه... نفسي تحسسني انها معايا مش مشغولة عني.. ماما جنبي بس بعيدة اوي.. نفسي أحس بدفىء الأمان اللي مفتقده في ضمة حب منها...نفسي أحس انها بتشاركني اهتماماتي... كل مرة اوريها فيها رسوماتي تقولي اكسلانت وجود وهي مبصتش فيها اصلا وأنا متأكد من ده... وعلشان اتأكد جيت النهاردة ومسكت اسكتش فاضى وقلتلها ماما ممكن تشوفي رسوماتي
قالت
_ماشي يا مهند سيبها هنا وانا هشوفها... هخلص مكالمة مع صاحبتي 
سبتها وروحت عل اوضتي وبعد شوية جيتلها تاني أسألها هي كانت بتحط مانيكير في صوباع رجليها
_ها يا ماما ايه رايك
وانا متأكد انها حتى مقربتش من الاسكتش
قالت
_تحفة اوي يا نودي .. بس ياريت تهتم لمذاكرة أكتر أنا عايزاك أشطر واحد يا حبيبي
في الوقت انا أنا انصعقت واڼصدمت اوي... ماما فعلا مش مهتمة باللي بعمله.. يبقى اعمله ليه فقدت الشغف وقررت اني من النهاردة مرسمش تاني أبدا... مش هرسم ابدا طالما ان مفيش حد مقدر

اللي بعمله ولا مشجعني عليه... بابا علطول مشغول في شغله واتعودنا على كدا... لكن ماما وانشغالها عننا مش قادر اتحمله...ماما ولا مرة حضرت معايا حفلة الاسكول.. ولا شجعتني على لعب أي رياضة أنا بحبها... علشان كدا من النهاردة أنا مش هرسم تاني ... أخدت الاسكتش وجريت عل اوضتي وأنا متعصب ومسكت كل الرسومات اللي انا معلقها في اوضتي وقطعتها كلها وبكدا النهاردة اسوء يوم في حياتي علشان بطلت حاجة كنت بحبها اوي وكنت بلاقي فيها نفسي الضايعة مني ليه يا ماما ليه
انتهت ملاحظة مهند التي كتبها...ومعها نزلت دمعات شوق اشفاقا على أخيها 
_لا حول ولا قوة إلا بالله... مش أني بس اللي عانيت أنشغال ابوي عني وعدم اهتمامه بيا... مرات ابوي كمان طلعت من نفس العينة المطينة كيف جوزها ما هي الطيور على أشكالها تقع ....أهملت عيالها ونفسيتهم.. كانت مفكرة انها لما توفرلهم الأكل واللبس والمصاريف انها اكده موفرة ليهم كل حاجة... لكنها غفلت انها تشبعهم عطف وحب وحنان واحتواء واولهم تربية... وديه يفسر كل التصرفات النيلة اللي عليها اخواتي دلوك... لا حول و لا قوه الا بالله.. ليه إكده بس يا خواتي .. هي الأم ايه غير.. ضمة صدر لابنها تطبطب عليه تداوي جراحه تحسسه بالأمان... تملس على راسه بحنان... بسمة في وشه تديله أمل....تلاقيها كانت فايتاهم للخدم اللي
تم نسخ الرابط