شوق اسماء عبد الهادي

موقع أيام نيوز

بابا كويس... اااه شوق كانت عايزة تكلمك
_شوق مين
مطت شوق شفتيها وقالت في نفسها
_شوق مين لا واضح الاهتمام يا بوي وكماني مش فاكر اسم بنتك
_شوق يا بابا مدبرة البيت الجديدة
_اه مالها عايزة ايه دي
_عايزة تكلم حضرتك
تحدثت شوق بسرعة وقبل أن يبدي غريب الرفض الذي توقعته فهي تعتقد انه لن يوافق على الحديث معها فالبداية كانت مبشرة بالنسبة لها
_ديه اني يا غريب بيه شوق
_عايزة ايه اخلصي
ابتسمت شوق بسخافة وقالت لنفسها
_ ممم واضح الحب اللي بيشر منك تجاهي يا بوي والله المستعان
وقالت بصوت عالي
_معلش يا غريب بيه ان كنت هزعج حضرتك ولا حاجة بس انا كنت عايزة اقولك حاجة مهمة
_ياريت تختصري في الكلام يا شوق انا م....
قاطعه أمير قائلا
_بابا من فضلك اسمعها
علم غريب ان امير يسمع ما يقوله فتغاضي عن لاذع كلماته وتحذيراته التي كان سيمطر بها شوق وقال
_ايه هي الحاجة المهمة دي 
_دلوك مهند ابنك طردني من الفيلا فانى بسألك أعمل ايه ألم خلجاتي واعاود داري ولا أفضل أهنه زي ما طلبت مني.
صړخ غريب في وجهها
_ نعم انطردتي والله عال ومن اول يومين ده انتي حطمتي الرقم القياسي
_اهو اللي حصل بقا يا غريب بيه
زفر غريب بحنق
_اياكي تمشي فاهمة الا لما تخلصي العقد بتاعك.. فاهمة فاهمة
كان يقصد الاتفاق الذي أخبرها به لكنه لم يستطع قولها امام ولده أمير
فقالت شوق
_فاهمة يا غريب بيههو اني يعني غبية فهمت وعلشان اكده قلت أكلمك قبل ما اعمل اي حاجة وقلت ان حضرتك هتعرف تتصرف وتدخلني تاني
_اسمعي خليكي مكانك نص ساعة وبعدين ادخلي نص ساعة ها
_ماشي يا غريب بيه مش محتاج تكرر كلامك مرتين وربنا فهمت فهمت
لم يمهلها غريب وأغلق الخط على الفور دون أن يتحدث كلمة زيادة
لتضحك شوق وهي تنظر لأمير
_أبوك ديه بيعزني اوي يا أمير الأمرا
نهض أمير من مكانه وقال بسعادة
_كدا ضمنتي رجوعك للفيلا يا شوق حظ موفق بقا سلام
_استنى انت رايح فين يا أمير
_خارج عايز ايه مني
_لا تعالى عايزاك
_خير
_لا كل خير عايزاك تكون معايا وقت المواجهة الحاسمة لما ادخل الفيلا من تاني ومواجهة التتار او المغول على حسب يعني.
ضحك أمير وقال
_ده انتي مشكلة
_ميضرش يا أميرمرة من نفسي
_بقولك ايه انا جعان
_بس كدا انت تشاور يا حبيبي... عم سيد الله يكرمك هات الفطار هنا لأمير الامرا
قدم العم سيد على الفور وقال
_حاضر من عنيا الاتنين
وما هي الا دقائق حتى كان الطعام على الطاولة امام أمير
لتهتف شوق
_يلا كل يا امير الأمرا بالهنا والشفا
_انتي كلتي 
_يااه من بدري
_طب ما تاكلي كمان معايا
_والله على عيني يا أمير الأمرا بس العيش بتاعكم ديه بيلعبك معدتي وبيشقلبها اكتر ما هي
ضحك أمير كثيرا وقال
_ ليه يعني امال كنتي بتاكلي ايه
_لا مقولكشي أني كنت باكل عيش تضربه في الحيط يردلك تاني ويفضل سليم زي ما هوا مفيش حاجة تهزه
اڼفجر أمير في الضحك اكثر وقال
_لا بجد انتي حكاية ومسلية اوي
لوت شوق فمها بانزعاج وقالت
_هزعلك يا أمير وهحدفك بالطبق ديه في نافوخك انت حر
لم يكف أمير عن الضحك وقال
_ليه بس ده انا بمدحك
_ليه شايفني بلياتشو اياك ايه مسلية دي
_مالها يا بنتي انا قصدي دمك خفيف
_طب قول اكده من الصبح ان كان اكده ماشي
ابتسم لها أمير فابتسمت له هي الأخرى وهي تقول ف نفسها
_وادي اول جون كسبته باقي اتنين والماتش النهائي كمان الكوم الكبير غريب بيه يا انا يا انت يا بوي
_ايه يا بنتي سرحتي ف ايه
_لاه ده اني بفكر يعني اني اروح السوق بكرة أشتري عيش على كيفي
_هتعرفي تروحي لوحدك
_اهو اللي يسال ميتوهش
_ممم طب هتروحي امتا اشوف لو فاضي اوصلك
._اكون ممنونة ليك يا أمير الأمرا انت يا عسل
أسماء عبد الهادي 
___
___
وزعت ميار نظراتها الوجلة ما بين خالد أخيها وبين مربيتها ليهتف خالد بتنهيدة مدعيا قلة الحيلة
_خلاص سماح المرة دي للكل بس على شرط تاكلي كويس وتهتمي بصحتك أكتر من كدا لأن أحوالك الفترة دي مش عاجباني يا ميار.
عادت الډماء إلى عروقها ونظرت لمربيتها بامتنان وهزت رأسها مرات متتالية لأخيها بأنها ستفعل
ليمسد هو على شعرها بيده وهو يقول
_ميار الجميلة هتسمع كلام أخوها علشان ميزعلش منها
قالها ثم نظر للمربية التي تطالع ميار بحب
_فطرينا بقا يا دادة علشان أنا قررت منزلش الشركة النهاردة واقضي اليوم هنا كله مع ميار.
لتنظر كل من ميار والمربية لبعضهن البعض بسعادة من ذلك الخبر المفرح
لتنطلق الدادة على الفور لتحضير الطعام
بينما ترمق ميار أخيها الذي يجلس بهدوء ويرمقها بابتسامة نادرا ما تراها على وجهه 
_خالد انت كويس
ضيق هو ناظريه وهز رأسه باستغراب سؤالها
فاردفت قائلة
_انت متأكد انك عايز تفضل معايا هنا طول اليوم
أعاد هو ظهره للخلف وقال بجدية
_وايه المانع لما أقضي يومي مع أختي
_علشان أنت من زمان أوي معملتش كدا وعلطول مشغول في الشركة
رجع إلى وضعه الأول وطالع عينيها مباشرة
_اديكي قلتيها مشغول أكيد يعني لو كنت فاضي كنت قضيت معاكي وقت أطول
_لا يا خالد أنا مش مصدقة أكيد فيه حاجة مش طبيعية أنت حتى يوم الأجازة مش بتقضيه معايا
_يا بنتي ما أنا بقضيه نوم انتي في ايه مالك يا ميار أقوم أمشي علشان ترتاحي
أمسكت يده وقالت بلهفة ورجاء
_لا لا خليك معايا ده أنا ما صدقت
أمسك هو يدها ومسد عليهما
_أنا معاكي يا ميار وطول عمري معاكي بس انتي اللي مش واخدة بالك
___
أنهى عساف ومهند طعامهما وأتى العم سيد ليحمل الأطباق نحو المطبخ بينما ظل كل من عساف ومنهد جالسين مكانهما يثرثران فعلى رنين هاتف عساف الذي ما ان يرى اسم والده يزين الشاشة حتى قال
_ده بابا غريبة اول مرة يتصل دلوقت
_رد وشوف عايز ايه ممكن تكون ماما وبتتكلم من موبايل بابا
رد عساف
_أهلا يا غريب بيه عامل ايه
_عساف اخبارك انت واخوك 
_زي الفل كويسين انت وماما عاملين ايه
_الحمد لله تمام ماما هتبقى تكلمكم في معادها
_اوك
_ممكن أعرف انت مشيت المدبرة الجديدة ليه.
امتعض وجه عساف ونظر لمهند وقال
_اه البتاعة الفلاحة دي وجودها هنا كان مجرد غلطة مش اكتر
_عساف أنا مش كل مرة هبعت مدبرة شكل شوف أنا جبتلكم كم مدبرة لحد دلوقتي
_مش محتاجين يا غريب.. انجز بدأت ازهق
_عساف انتوا طلبتوا تعيشوا لوحدكم وأنا وافقت يبقى توافقوا انتم على شروطي المدبرة ترجع تاني لحد ما أنا بنفسي اللي أمشيها
أخذ مهند الهاتف من يد أخيه وقال
_في ايه يا بابا مالك مهتم بالزفتة دي ليه كدا هي خلاص غارت أصلا
اسماء عبد الهادي 
_مهند هي ليها عقد بمدة معينة هنا يخلص وتمشي يعني تمام يا بني
نظر مهند لأخيه وحرك رأسه بمعنى ما رأيك أنت.
فتنهد عساف بضجر وهز رأسه 
فقال مهند وهو لا ينوى على خير معها 
_ماشي يا بابا أما هي فأمها داعية عليها بقا طالما مصرة يبقى تتحمل اللي يجرالها
هتف أبيه بتحذير
_مهند بلاش تصرفاتك دي معاها ماشي 
_بقولك ايه يا غريب انت مش عايز ترجعها فكك بقا من اي حوار سلام يا بابا
أنهى مهند الخط مع والده قبل أن يكمل كلامه وألقى الهاتف نحو أخيه وتحرك ضجرا من مكانه وقام لينهض...
زفر غريب بضيق بسبب ما فعله مهند

معه... وكأن القدر يعاقبه على فعلته بابنته بمعاملة أبناءه الذكور له ..فأراد غريب أن ينفث جام غضبه فلم يجد سوى شوق لذا قال
_يا ويلك مني يا شوق لو معملتيش اللي قلتلك عليه. 
___
بعد عدة دقائق دلفت شوق ومن خلفها أميرالذي لا يود أن يظهر في الصورة على أن له دخل برجوع شوق حتى لا ينال عقاپ من مهند الذي تسبق يده كلماته 
ما إن أبصرت شوق كل من عساف ومهند حتى قالت بمرحها المعتاد
_علشان تعرفوا اني واصلة جوي
نظر لها مهند بغيظ وتوجه نحوها وهو يقول بحدة بينما يضربها في كتفها
_اخرصي بقا 
شهقت شوق پصدمة من فعلته وقالت بانزعاج
_واه بتمد يدك على ولية ضعيفة يا مهاند.
أقترب منها مهند ثانية ورفع يده تجاه وجهها وكاد يصفعها بحدة وهو يقول
_تعالى اوريكي مد الإيد بيكون إزاي
لتصرخ شوق بينما تخفي وجهها بين يديها
_يا لهوتاااي الحقوني يا خلق هوو
ليأتي عساف ويمسك بيد أخيه بينما يقف أمير مصډوما مما فعلة أخيه فهو قد زاد عن الحد كثيرا 
ليقول عساف بصرامة 
_مهند
أبعد مهند يده على شوق قبل أن تطالها وأشار لها بتحذير
_مش عايز أسمع صوتك وانا موجود .. فاهمة
حزنت شوق كثيرا لتجرؤ أخيها عليها ومحاولة صفعها لكنها لم تظهر ذلك كعادتها تخفي مشاعرها بعيدا عن أي احد ولا تشاركها أحد البتة وادعت المرح قائلة
_طيب طيب ابو اللي يزعلك يا عم.
أشار عساف لشوق للداخل كي يتنهي هذا الأمر كله
_على شغلك يا شوق اخلصي.
وزعت شوق نظراتها بين أمير وبين اخوتها فأومأ لها أمير بعينيه لأن تفعل ما طلبه عساف
فتنهدت مخرجة هواء الزفير من رئتيها وتوجهت لغرفتها 
_ ماشي يا مهاند يا انا يا انت وأهو شغل عيال بقا
هم مهند لأن يتوجه للخارج فقال عساف
_مهند انت كلمت خالد النهاردة
_لا ولا حتى هو اتصل
_اه يبقى اللي كنت شاكك فيه حصل
_هو ايه 
_ خالد يا سيدي زعلان ان الصفقة هتروح منه
اسماء عبد الهادي 
ضحك مهند وقال
_ انت مقلتوش ولا ايه
_ لا مجتش مناسبة ما احنا سهرنا امبارح لوش الفجر فجيت نمت وهو متصلش 
_ طب تعالى نطب عليه في بيته نفرحه واهو بالمرة نشوف بيعمل ايه في بيته لوحده.
_هيكون بيعمل ايه يعني 
_ يعني مقضيها كدا ولا كدا
_كدا ولا كدا ايه هو مش محتاج يخبي علينا ده ومعتقدش خالد هيجيب حد معاه البيت 
_ليه يعني ماهو قاعد لوحده وبراحته بقا.
وضع عساف يده على كتفه وقال
_ طب بينا نروحله.
___
تناولت معه الطعام وكانت في قمة سعادتها في تلك اللحظة فنظرت لأخيها الذي كان يأكل معها بهدوء وسألته سؤالا دائما ما تود معرفة جوابه
_ خالد ممكن اسالك سؤال
_سامعك يا ميار
_ خالد انت بتحبني 
_ طب بزمتك ده سؤال
_رد عليا يا خالد ارجوك 
كاد ليفتح فمه لتأتي الخادمة وتقول
_ خالد بيه ... عساف بيه ومهند بيه في انتظارك تحت
استغرب خالد حضور أصدقاءه في ذلك التوقيت ... هم معتادون على زيارته في وقت متأخر قليلا عن الآن 
بقلمي 
أسماء عبد الهادي 
فنهض من مكانه على الفور ليقابلهم
فقالت ميار بحزن
_ خالد انت رايح فين
_ في ناس جاينلي تحت هنزل اقابلهم ارجعي اوضتك ومتخرجيش منها لاي سبب يا ميار مفهوم
_ خالد انت مردتش على سؤالي يهمني اعرف جوابه
_ بعدين يا ميار بعدين
توجه هو للخارج سريعا لتنادي عليه
_ خالد 
أشار لها بإصبعه تجاه فمه لكي لا تتحدث ومن ثم أشار لها على الغرفة المجاورة لتعود لمكانها 
فتنهدت بقلة حيلة وعادت ادراجها تجر اذيال الخيبة معها
هبط خالد الدرج ليجد مهند كان يهم بالصعود اليه بينما عساف جلس على الاريكة براحة بالاسفل
ليهتف مهند 
_ ايه يا مان فينك
تم نسخ الرابط