شوق اسماء عبد الهادي
المحتويات
هنا فين أنا خاېفة
_لاه اوعي تخافي وأني معاكي انتي هتقعدي معايا كم يوم تغيري جو مزهقتيش من قعدتك لوحدك في أوضتك
_لا طبعا زهقت وكنت هنفجر
_طب حلو دي فرصة انك تغيري جو معايا اهنه ها أحكيلي بقا عنك أكتر عايزين نتصاحب ونعرف كل حاجة عن بعض ايه رأيك
_موافقة بس تفتكري خالد مش هيزعل
_انسى خالد شوية يا ميار واستمتعي بلحظاتك المختلفة شوية
_ياقلبي ليه أكده هو خالد من زمان حابسك في اوضتك
_علشان أنا عملت غلطة كبيرة أوي فخالد حبسني ف اوضتي
_يحبسك طول العمر!! كلنا بنغلط والغلط مش عيب العيب اننا منعترفش بالغلط ديه واني متأكدة انك عرفتي غلطتك كويس ومش هتكرريها صح يا ميار
_اه والله مش هتكرر أبدا
_مش بس خالد اللي كان بيحبسني في اوضتي بابا كمان طول عمره رافض اني أخرج من الفيلا تماما
_واه ليه ديه يعني انتي عايزة تفهميني انك متعلمتيش يا حبة عيني
_اتعلمت ف البيت التيتشرز كانوا بيجوا البيت وبابا أو ماما أو خالد لازم يكونوا قاعدين معانا لكن وقت الامتحان بابي كان بيأخدني بنفسه للجنة ويرجعني البيت تاني ده الوقت الوحيد اللي كنت بخرج بيه برا الفيلا علشان أمتحن حتى لما خلصت الثانوي ودخلت أولى جامعة بابا رفض اني أروح الجامعة وأذاكر في البيت وبس.. كنت بروح في الامتحانات والفاينال لكن أنا مكملتش جامعة لإن بابا وماما اتوفوا وأنا من بعدها تعبت وخالد حبسني في اوضتي بس هي دي كل حكايتي
_يا ضنايا يا بنتي طب ليه أبوكي رافض انك تخرجي من الفيلا انتي عملتي حاجة غلط ولا إيه
_لا بابي كان بېخاف عليا علشان كدا مش بيخرجني ابدا
هتفت شوق باستنكار
_مش بېخاف عليكي علشان اكده مش بيخرجك ايه التصرف العجيب ديه صحيح ومن الحب ما قتل الخۏف الزيادة ديه حب مسمۏم ابوكي الظاهر كان عنده وسواس قهري ولا إيه ماهو مفيش حد طبيعي يعمل إكده أبدا.
فمدت يدها نحو ذقنها وقالت بحنان
_بس طبعا اللي متأكدة منيه انه كان بيحبك مش إكده يا ميار لان انتي طبعا طعمة وأمورة وتتحبي يا قمر انت
ابتسمت لها ميار فقالت شوق
_استنى هروح أجيب حاجة نأكلها بس خليكي اهنه لما أشوف الدار أمان برا اوعي تخرجي من اهنه يا ميار
_شوق أنا هخاف هنا لوحدي
_اوك
خرجت شوق وأحضرت الطعام ودلفت سريعا لميار وبدأتا تتناولان الطعام وهما تتحدثان مع فداء في الهاتف
_فداء انتي قلتي للدادة على الخطة
_لسه لما رجعت سألتنى عل ميار قلتلها هغير هدومي وهرجعلك بس انتوا اتصلتوا
_لاه روحي طمنيها واحكيلها بالظبط تعمل ايه وتقول ايه
خرجت فداء لتجد الدادة تقف أمام الباب وتتآكل من القلق على ميار وما ان رأت فداء حتى قالت
_فداء طمنيني على ميار سبتيها هناك ليه هي البنت فيها ايه
_اطمني يا دادة ميار الحمد لله طلعت سليمة مفيهاش حاجة الحمد لله بس هيا مع شوق هتقعد عندها لكم يوم وبدأت تقص لها خطة شوق
الدادة پخوف
_ايه!! وخالد بيه ده لو عرف ممكن يكسر الفيلا فوق راسنا بعدين انا لازم أكلم شوق اعرفها عن حالة ميار لان ليها أدوية معينة وف اوقات معينة لازم تأخدها
_ماشي يا دادة اتفضلي كلميها واشرحيلها كل حاجة
أخذت الدادة الهاتف بتردد وهي تقول
_لا لا انا مش موافقة على الخطة دي رجعوا ميار البيت يا فداء
_يا دادة والله احنا عايزين مصلحتها عاجبك الأسلوب اللي بيتعبه خالد معاها ده مش حرام على بنت صغيرة ف سنها انها تتحبس كدا دي ممكن تتجنن حرام والله
في تلك اللحظة حضر خالد فارتبكت فداء والدادة كثيرا
ليقول خالد
_ايه يا دادة ايه يا فداء واقفين ليه كدا وسايبين ميار لوحدها فوق هي نايمة ولا إيه!!
نظرت كل من فداء والدادة لبعضهم البعض اومأت فداء للدادة برجاء لأن تفعل ما أخبرتها به
ليهتف خالد
_في ايه مالكم بتبصوا لبعض ليه كدا ووشكم جايب ألوان ميار حصلها حاجة
لتحاول فداء أن تجد الشجاعة لتقول
_خالد.. ميار مش في اوضتها
بعد أن اطمأنت من نوم ميار دثرتها جيدا في الفراش وخرجت لترى الأجواء بالخارج بعد أن أغلقت الباب بإحكام على ميار
لتجد أخيها مهند قد عاد من الخارج وما ان رآها حتى أمسك ذراعها وقال بحدة
_أنا بكلمك مش بتردي ليه أنا كنت هتجنن وأعرف عملتي ايه مع ميار
_مش معايا نمرتك يا مهاند هعرف انه انت ازاي
_اتنيلي وردي وخلاص هو انا هخطفك مثلا!
_لا ممكن تتهجم عليا في اوضتي وتعتدي عليا وتسلبني أعز ما أملك مثلا .
هنا بهت مهند مكانه وفهم انها تتحدث عن ميار فازدرد ريقه وقال
_ااا انتي بتقولي ايه... ننن نتيجة الفحص إيه
ادعت شوق الحزن ونظرت في عيني أخيها مباشرة بلوم
_اللي سمعته يا مهند حرام عليك ضيعت البنت وضيعت نفسك معاها ولا حول ولاقوة الا بالله
هنا أحس منهد وكأنه انشطر نصفين فلم يكن يريد لميار ذلك أبدا فتلك الفتاة استطاعت أن تحرك ذاك الساكن بقلبه الوحيدة التي أشعرته بفضاحة وقباحة ما كان يفعله
فتهادي في وقفته وقال بحزن
_ايه!!
_عرفت أخر عمايلك ومشيك البطال ايه يا مهند
_هيه عاملة ايه دلوقتي
_هتعمل ايه يا حبة عيني البت ضاعت واللي كان كان هي هتقدر تنطق ولا ترفع وشها في وش الخلق يا حسرة عليها .
اغمض مهند أعينه وانطلق يسارع الريح إلى غرفته أغلق الباب ووقف خلفه مديرا وجهه اليه بۏجع وندم شديد.
لتهتف شوق بتوعد
_ولسه أني هندمك كماني وكماني انت وخالد صاحبك ديه
هتف خالد بانزعاج وهو يمسك ذراع فداء
_انتي بتقولي ايه يعني ايه مش ف الأوضة وازاي تسيبوها تخرج منها أومال انتوا هنا لازمتكم إيه
_مشفنهاش يا خالد منعرفش خرجت ازاي
_يعني ايه متعرفوش وانتوا كنتوا فين وهي فين دلوقتي
_منعرفش قلبنا الفيلا كلها عليها مفيش ليها أي أثر
إزدادت قبضة خالد على يد
فداء التي صاحت پألم
_ايدي يا خالد
لم ينتبه خالد لألمها لأنه مشغول پصدمة ما سمع
_ملهاش أثر ازاي يعني انتوا أكيد بتهرجوا أو حابين تعملوا فيا مقلب سخيف مش كدا فداء ده هزار سخيف مقبلش بيه
_دي الحقيقة يا خالد.
ترك خالد يد فداء وانطلق لغرفة ميار فلم يجدها ظل يبحث عنها وينادي عليها في كل الغرف لكن لا جدوى
ليعود مرة أخرى لفداء والدادة وېصرخ فيهن
_ميار فعلا مش موجود اومال راحت فين ها وانتوا كنتوا فين انطقوا ازاي سبتوها تخرج من اوضتها وديتوها فيييين اتكلمي يا دادة أنا مش مستأمنك على ميار وانتي يا فداء كنتي فين وازاي ميار خرجت من غير ما تعرفي
_خالد اسمعنا احنا مقصرناش مع ميار أنا سبت ميار نايمة مع الدادة وأخدت سامية للصيدلية لأنها كانت تعبانة وكان هيغمى عليها فصعبت عليا وروحت نطمن عليها ولما رجعت لقيت الدادة مغمى عليها وجنبها كوباية عصير تقريبا كدا ميار حطت لها المنوم بتاعها ف العصير او الدادة شربت علاج ميار بالغلط معرفش ولما فوقتها ودخلنا اوضة ميار ملقنهاش قلبنا عليها الفيلا كلها ملهاش أثر
_يا سلام وهل انا المفروض أصدق كل التخاريف اللي قولتيها دي
_خالد انت لو مش مصدقني ممكن تسأل الدادة صح يا دادة
لتهز الدادة رأسها وهي تبكي
فتقول فداء
_حتى اسأل السكيورتي يقولك اني كنت خارجة مع سامية ولما لقيتها تعبانة طلبت منها تروح وجيت أنا
انطلق خالد نحو الأمن يسألهم هل رأوا احد يخرج من هنا فأجابوا أنهم لم يروا أحدا سوى فداء وسامية تخرجان فقط
صاح خالد پجنون
_يعني ايه... ازاي ميار خرجت من هنا ومحدش شافها ازاي هي فص ملح وداب انتوا بتهرجوا ولا انتم كلكم متفقين عليا وعايزين تجننوني
_يا خالد بيه محدش خرج من الفيلا
ليركض خالد للداخل مرة أخرى وهو يقول بانفعال
_ميار أنا متأكد انها مخرجتش أكيد موجود في مكان ما هنا دوروا عليها كويس في كل شبر في الفيلا دوروا انتوا وافقين متصنمين ليه كدا
هتفت فداء بحذر
_خالد احنا مسبناش مكان مدورناش فيه
أمسكها خالد مرة أخرى من ذراعها وقال بحدة
_ولما دا حصل محدش بلغني ليه واقفين ليه كدا ولا كأن حاجة حصلت ليه اتكلمي يا دادة ساكتة ليه دي ميار حبيبتك اللي اختفت عارفة يعني ايه ميار
لتهتف فداء
_احنا من الصدمة عقلنا اتبرجل مش عارفين نعمل ايه ولا نتصرف ازاي
هز خالد رأسه برفض ما تقوله وتوجه يبحث عن أخته في كل شبر في الفيلا صغيرا كان أو كبيرا
كان كمن أصابه مس من الجنون يبحث وكأنما اختل عقله وفقد صوابه ففي كل مكان يبحث فيه عن أخته ولا يجدها يشعر كأنما قلبه يسقط في وداي عميق
ليصيح بعدها بحدة وۏجع
_لاااااااا ميااااااار انتي فيييييييييييين
ومن ثم يخرج لخارج الفيلا ويحاول البحث عنها بالخارج بعدما أمر رجاله بالبحث عنها أيضا بعدما أراهم صورة لها.
هوت الدادة على الأريكة بحزن وهي تقول
_اللي بتعمليه ده غلط يا فداء وهيتقلب فوق راسنا كلنا شايفة خالد عامل ازاي ده هيجراله حاجة بالشكل ده
جلست فداء جوار الدادة
_لازم يحس بغلطة على اللي بيعمله في أخته يا دادة وان هروبها من البيت ده رد فعل طبيعي عن حپسها فى اوضتها
لتهتف الدادة في نفسها بوجل
_انتي مش فاهمة حاجة يا فداء مش فاهمة حاجة أنا لازم أكلم شوق أو أروح لها
نهضت من مكانها وجمعت كل أدوية ميار وعادت مرة أخرى
_أنا رايحة لميار البنت مش هتقدر تقعد من غيري
حاولت فداء منعها
_استنى بس يا دادة تروحي فين ميار كويسة انا لسه مكلماها
_لا قلبي مش هيطمن الا لما اشوفها
_انتي لو روحتى ميار مش هتسيبك وكدا هتخلي الخطة تفشل
_طب العلاج ده لازم ميار تأخده.
_هكلم شوق تبعت أي حد وتأخده من الصيدلية اللي هنسيبه ليها هناك اهدي بقا ارجوكي هما يومين ونعمل اننا لقينا ميار وينتهي كل ده بس الاكيد ان بعدها خالد مش هيقدر يحبس ميار تاني.
جلست الدادة مكانها متوجسة خيفة.
انقضى اليوم على كل من مهند وخالد ثقيلا موجعا جدا مهند قلبه يتآكل من إحساسه بالذنب تجاه ميار ويحبس نفسه في غرفته ولا يدري ماذا يفعل ليصلح ذلك الخطأ الذي اقترفه
أما خالد فلم يعد للبيت أبدا وإنما ظل يبحث عن أخته في كل مكان وعقله كاد يخرج من مكانه من فرط خوفه عليها ولم يعد للفيلا قط وانما كان يتصل بفداء او الدادة ليستعلم عل
متابعة القراءة