شوق اسماء عبد الهادي

موقع أيام نيوز

ديه
صمت توبا بانزعاج
لتهدر بها شوق 
_انتي يا بت يا توبا 
_نعم 
_مالك اكلتي سد الحنك ليه كن كلامي معجبكيش.. معلش اصلي مش بعرف أجامل ولا أزوق كلامي وعلطول دبش اكده وبهب في الواحد علطول.. افهمي يا بنت الناس.. خلي ثقتك بنفسك نابعة من جواكي انتي مش كلمة توديكي وكلمة تجيبك ثبتي جذور الثقة في الأرض بحيث لما تطرح متحتاجيش لحد يحميها من الرياح اللي هتواجهها.. خليكي قوية بنفسك.. عارفة اننا أحيانا بنحتاج للكلام الحلو والمشجع من الناس علشان نستمر لكن مش بالسهتان والهيمان اللي انتي فيه ديه.. اللي قالك اكده زيه زي أي حد بلاش يشغل حيز من تفكيرك أكبر من حجمه فاهماني يا حبابة
_فهمتك يا أبلة
_اوعي تزعلي من كلامي ديه يا بت يا توبا.. انتي أختي الصغيرة اللي يهمني مصلحتها قبل أي شىء 
_حاضر يا أبلة شوق 
_طب فين البسمة الحلوة يا بت 
ضحكت توبا 
فقالت شوق بمشاكسة 
_الا طريقه فين يا بت يا توبا أني كمان عايزة كلمتين حلوين يطروا على قلبي 
_بس كدا بحبك يا أحلى أختك في الدنيا 
_يا سلام يا ولاد طب شوفوا بقا الكلام اللي طالع من القلب للقلب.. مش تقولي واحد ابصر ايه وعامل ايه
ضحكت توبا وفهمت مقصد شوق جيدا وستحاول اتباعه جيدا.
أنهت طعامها مع ميار التي قالت
_ميار انتي مأكلتيش كويس 
_شبعت شبعت المهم انتي أكلتي كويس 
_اه الحمد لله 
_حلو اوي حطي الترابيزة دي على جنب.. وتعالي اقعدي وغمضي عينك 
_ميار في ايه أنا مش فاهمة حاجة 
_تعالي بس يلا 
جلست فداء واغمضت أعينها 
_ها يا ستي غمضت عيني في ايه 
_اصبري يا فداء واوعي تفتحي 
فتحت فداء نصف عين 
فقالت ميار بانزعاج
_فداء انتي بتخمي
_يا بنتي فهميني في ايه 
_غمضي عينك ومتبقيش رخمة 
_طيب ماشي اهو 
أشارت ميار بيدها تجاة أخيها الذي حضر ووقف أمام فداء وفي يده خاتم جميل من الألماس 
فقالت ميار بقلب سيقفز من الفرحة من أجل فداء 
_فداء يلا فتحي عينك 
فتحت فداء أعينها لتجد خالد أمامها وأعينه تشع بقلوب الحب .. ويرمقها بابتسامة واسعة وكأنه يحلق في السماء كطائر الحب المتيم
رمشت عدة مرات إثر المفآجئة لتهتف ميار بفرحة 
_ايه رأيك في المفآجئة دي 
بينما يقول خالد وهو يضع العلبة أمامها 
_تتجوزيني يا فداء 
لتهتف فداء بحنق 
_ايه الغباء ده يا خالد ما احنا اصلا متجوزين
كشړ خالد بوجهه وقال بضجر
_صدقي انك رخمة ايه يا بت الفصلان دا طب اعملي أي جو حتى اجبري بخاطر الغلبان واخته 
_ ما انا مش فاهمة عايز ايه يا خالد 
أمسك خالد يدها و ضع بها الخاتم بعلبته وقال بانزعاج 
_ مش عايز حاجة يا زفتة امسكي... ميار انا راجع الشركة يا حبيبتي سلام
رحل خالد بانزعاج 
لتهتف ميار بتأنيب 
_ايه اللي عملتيه دا يا فداء 
_ايه يا ميار عملت ايه وخالد جايبلي دا ليه 
_واحد وجايب لحبيبته هدية فمن المفترض تقوله ايه !!
_يجيبلي هدية بمناسبة ايه 
_حبيبته بقولك حبيبته يا فداء 
_مين اللي حبيبة مين ميار لازم تعرفي اني انا وخالد هننفصل فيوم من الأيام علشان كدا مش عايزاه يتعشم كتير.
جلست ميار جوارها وقالت بحنق 
_صدقي انك فعلا رخمة انا هكلم شوق تتصرف معاكي 
امسكت فداء بهاتف ميار الذي سمح لها الطبيب باستخدامه وفي اوقات الزيارات فقط.
_يا ميار استني بس 
_لا هاتلي موبايلي.
أنهت الاتصال بتوبا وقررت الاتصال باخوتها والاطمئنان عليهم وخاصة بعدما علمت بأمر علاج مهند 
قررت الاتصال بأخيها مهند نفسه لا عساف 
في ذلك التوقيت كان ثلاثتهم يجلسون معا لتناول الطعام وعندما على رنين هاتفه وعرف من المتصل ابتسم بسعادة لكنه قال مدعيا الضيق
_نعم عايزة ايه 
لتحاول أن تتبع معه نفس الأسلوب 
_ايه ديه اني الظاهر بدل ما اكلم عساف حبيبي كلمتك يلا زي بعضه ميضرش .. ازيك يا واد يا مهاند
رغما عنه اڼفجر في الضحك فهو كان بحاجة له منذ مدة وبالتحديد منذ اختفاءها 
_يوه بتضحك ليه يا ولا كنت بنكت ولا ايه .. اخواتك فين يا ابني عايزة اكلمهم
فتح مهند مكبر الصوت وقال لاخوته الذين لم يعرفوا من المتصل بعد
_دي شوق 
لينهض أمير من مكانه بلهفة ويمسك بالهاتف 
_شوووق وحشتيني 
أخذه منه مهند
_مكانك لاخلص عليك يا زفت 
سحب أمير كرسيه وقربه من أخيه مهند 
فسمع شوق تقول 
_وحشتوني يا ولاد الايه مكنتش اعرف اني هشتاق اكده للقعدة وسطيكم تاني كأني ناقصني حاجة فعلا.. كأني مش بكمل غير بيكم
ليقول أمير بشوق 
_ارجعيلنا يا شوق ارجوكي 
_هرجع يا قلبي هرجع بإذن الله بس

في إيدي طفل مش هقدر أهمله لازم أقف بيه لبر الأمان زييكم اكده علشان اكون مطمنة لما اسيبه وامشي
أمير
_طفل مين دا 
_هحكيلكم
بدأت تقص حكاية يوسف دون أن تخبرهم من هو والده 
وقالت
_وعلشان اكده مينفعش أهمله في عز احتياجه يا أمير.. فهمتني يا مهاند .. ولا لساتك زعلان .. لو لسه زعلان البلغة جاهزة وعلى نافوخك عدل
رغما عنه ضحك مهند وقال
_حددي يوم نقابلك فيه يا شوق مش هينفع نظامك ده بجد 
_عنيا يا قلب شوق من جوة.. طمني عملت ايه عند الدكتور
_طلب شوية تحاليل وقالي اروحله تاني لما أعملهم 
_ومعملتهمشي ليه ايه اللي مانعك 
_بكرة هعملك بكرة يا شوق 
_ان شاء الله يا حبيبي... ساكت ليه يا عسوفي 
_بسمعك 
_واني حابة اسمعك اني كمان.. احكيلي اخبارك ايه في شغلك ومزاجك .. لساتك حابس نفسك في الأوضة السمرا داي مش ناوي تفكها 
_انتي عايزاني أغيرها 
_ياريت 
_من بكرة هتلاقيها اتغيرت 
_والصورة المقلوبة لساتك مكسوف منيها وقالبها!! 
اخذ عساف نفس عميق وقال وهو باسما يتذكر توبا 
_ هعدلها 
_لاه داي بالذات براحتك وقت ما تحس انك قادر على تخطي ماضيك اقلبها 
_يمكن الماضي له الفضل في اني اشوف حقايق عمري ما كنت هشوفها من غيره يا شوق الماضي خلاني أشوف الجمال الحقيقي حتى لو مش ظاهر 
_عليك نور الحمد لله كدا انت اتخطيته وبجداره .. بس قولي شوفته فين الجمال ديه اعترف يا ولا
ضحك عساف 
_قفشتيني كدا يا شوق 
_طبعا ديه اني افهمها وهي طايرة 
مهند بانزعاج
_بتتكلموا في ايه فهموني 
_اسكت انت يا ولا انت لساتك صغير على الحاجات دي
هنا ضحك مهند 
_والله.. يعني عساف ا..
لكزه عساف في كتفه وقال بانزعاج فهو يريد أن يتأكد أكثر من حقيقة مشاعره 
_اكتم يالا
_ااه يخربيت ايدك بالكوع يا مفتري 
أمير بمزاح ليغيظ أخيه 
_ وجرب ڼار الغيرة 
طالعه عساف بنظرة ڼارية 
_بلاش انت يا أمير 
ليقول أمير بثقة
_مش هتقدر تعملي حاجة وشوق معانا 
ضحكت شوق 
_والله اشتقلتلكم يا حبايب قلبي ربي يحرسكم من العين.
ليقول مهند 
_هعمل فيديو كول اوك 
وظلت شوق تتحدث معها اخوتها لوقت طويل لتعوضهم غيابها الذي طال.
__
وصلت إلى بلدتها وقد استنفزت منها أخر ذرة شجاعة تمتلكها فهي متأكدة أنها هالكة لا محالة 
أخرجها أبيها كما أدخلها بنفس القوة والشراسة 
ليدلف بها لداخل المنزل وهو يلقيها على الارض بحدة بتسمع لصوت ارتطام عظامها بالأرض مختلطا بأنينها المتوجع 
لم يمهلها أبيها لتسأله مرة أخرى ما الذي حدث وما الذي فعلته وإنما قال وهو يخرج كرباجه الجلدي الذي هيأه مسبقا ليكون تحت يده عندما يصل بها إلى هنا 
ونزل بها على جسدها الرقيق فأصدرت صړخة مدوية متوجعة تئن لها القلوب.. ورغم عدم قدرتها على الحراك وبعد اول ضړبة الا أن غريزة البقاء لديها والدفاع عن النفس جعلها تحاول اللوذ بنفسها بعيدا عنه 
فحاولت التحرك من مكانها وهي ترجوه ليرحمها 
_استنى يا بوي بالله عليك أني عملت ايه...فهمني 
ليجيبها وهو يضربها بالسوط عدة مرات متتالية 
_أني هقولك يا لعينة عملتي أيه بقى تكسري عيني وسط الخلق.. وتذليلي بين الناس بعملتك المهببة داي ومفكرة كمان إنك هتقدري تستغفليني وتعملي كيف ما بدك اهناك ومحدش اهنه شايفك!! عايزة تمرغي شرفي في الطين اياك داني اډفنك موطرحك حية.
هتفت هي وسط دمعاتها في محاولة منها للدفاع عن نفسها ليكف عن ضربها
_ لاه يا بوي والله العظيم شرفك متصان ومهخيبش ظنك فيا واصل أحلفلك بإيه أني معملتش أي حاجة عفشة
ليرد عليها بضړبة من السوط أشد من سابقاتها جعلها تتلوى من الألم كفرخ بط ېموت ببطىء 
_اكتمي قبر يلمك كنك هتكذبي وأني شايفك بعنيا دول .. ده اني أقطلعك لسانك كمان إن ما نطقتيش الحقيقة كاملة دلوك
أعين أمها المتحسرة البائسة هي واخوتها الصغار تتابعنها بحزن لكن لا أحد فيهن يجرؤن على الاقتراب او الحديث
ألقى أبيها السوط من يده وأمسكها مرة أخرى من شعرها مقربا وجهه من وجهها ليلفحها بلهيب أنفاسه الحاړقة التي سيدخلها في جحيمه 
_اسمه ايه عشيقك ديه يا خاطية علشان أدفنه وياكي حي ... الصورة معاي وهجيبه لو فين ماكان ..
يتبع
شوق
بارت٤٣
أسماء_عبد_الهادي
تجلس في غرفة يوسف مستغرقان معا في قراءة القصة المصورة التي تحكي عن عزيمة السلحفاة في الوصول لهدفها تقمصت شوق دور الأكبر الأخبر للسلحفاة بينما تقمص يوسف دور السلحفاة الصغيرة التي تود المشاركة في سباق الجري بالرغم من أنها تعلم أنه درب من دروب الخيال بالنسبة لحالتها وطبيعة جسدها البطيء.
استمع يوسف بالقصة وتولد لديه الإصرار والمصابرة عله يقف على قدمه يوما ما كما فازت السلحفاة البطئية بالسباق 
_ شوق أنا متحمس أوي أكيد هنجح مش كدا 
_طبعا يا قلب ونن عين شوق هتنجح بس كل حاجة بالصبر وانت عارف ان حالتك هتأخد وقت فمش عايزاك تستعجل يا يوسف علشان خاطري أهم حاجة انك تبعد دلوقتي أي احباطات او زعل من قلبك عايزين نحافظ على حالتك النفسية علشان جسمك يتقبل العلاج 
_حاضر يا شوق 
_ها تحب نذاكر شوية 
_ماشي 
_مادة ايه 
_اي حاجة الا الحساب 
_تمام نبدا بالحساب
_شوق بقولك أي حاجة الا الحساب تقولي نبدأ بيها 
_يوسف حبيبي احنا مش اتفقنا اننا نتحدى الصعب ونقهره هتقف على رجليك ازاي وانت خاېف تواجه مادة الحساب البسيطة 
_لا مش بسيطة دي معقدة
_طب تحب اثبتلك انها سهلة 
_اثبتي يلا وريني شطارتك 
ادعت شوق الازعاج 
_بقا كدا مش واثق فيا 
ضحك يوسف 
_لا خلاص واثق واثق متبصليش كدا 
_طب ناولني الكورة دي 
_الله هنلعب مش هنذاكر .. الله عليكي يا شوق 
أخذت الكرة منه بصمت وبدأت تدون عليها بالقلم 
ليهتف يوسف باستغراب 
_شوق بتعملي ايه 
ناولته الكرة
_امسك كدا واقرأ كل الارقام اللي بالأحمر 
أمسك يوسف بالكره وبدا يقرا الارقام بصوت عالي وهو لا يفهم شيئا خمسه.... خمسه... 25... ايه ده انا مش فاهم حاجة
دونت شوق ما قاله يوسف على السبورة البيضاء التي أمامه 
ثم قالت 
_والاصفر يا يوسف 
_٤..٤..١٦.. مش فاهم حاجة 
_ده يا حبيبي جدول الضړب بس باسلوب تاني طالما انك مش عارف تحفظه وبتواجه صعوبة في حفظ الجدول اللي المستر طالبه منك.. هنحفظه على هيئة لعبة وكل لما نحفظ مجموعة نمسح ونسجل مجموعة تانية ونحفظها .. وفي أكتر من طريقة لحفظ جدول الضړب هنتبعها أثناء المراجعة ان شاء الله
يلا قولي كدا اللون الاحمر كان فيه ايه 
_ممم ٥ .. ٥ ..٢٥ 
_حلو برافو 
_بصلي يا يوسف.. لو انا حطيت ايدي على الجزء الأحمر ده .. الجزئين التانين كان مكتوب فيهم ايه
_خمسة.. و٢٥ 
_جميل اوي برافو.. وده معناه لو جبنا العدد الصغير وقسمناه عل اي عدد من الصغيرين هيطلع العدد التاني فهمت
تم نسخ الرابط